جدرى القرود يدق ناقوس الخطر.. استشارى مناعة: اللقاح القديم يحمى من الفيروس بنسبة 85%.. ولا علاقة لفيروس الجديرى المائى به.. وأستاذ أوبئة: العلاج يشمل السيطرة على الأعراض والعدوى لا تنتقل عبر الهواء

سرعان ما أصبح فيروس جدرى القرود حديث العالم ومصدر قلق عالمى كبير، خاصة بعد إعلان منظمة الصحة العالمية حالة الطوارئ الصحية بسبب انتشار الفيروس فى عدد من الدول الأفريقية، وهو الأمر الذى يتطلب التركيز خلال الفترة الحالية على التوعية من مخاطره وطرق انتقاله لتعزيز طرق الحماية.

وفقا لبيانات منظمة الصحة العالمية، فقد تم اكتشاف فيروس جدرى القرود فى الدنمارك عام 1958 فى القرود التى تم تربيتها لأغراض البحث، وكانت أول حالة إصابة بشرية بمرض الجدرى لدى طفل يبلغ من العمر 9 أشهر فى جمهورية الكونغو الديمقراطية عام 1970.

ويمكن أن ينتشر الجدرى من شخص لآخر أو فى بعض الأحيان من الحيوانات إلى البشر، وبعد القضاء على الجدرى فى عام 1980 ونهاية التطعيم ضد الجدرى فى جميع أنحاء العالم، ظهر الجدرى بشكل مطرد فى وسط وشرق وغرب أفريقيا من جديد، وحدث تفشى فى هذا المناطق عامى 2022 و2023.
وقد يخلط الكثيرون بين فيروس الجديرى المائى والجدرى وفيروس جدرى القرود، وفيما يلى نوضح الفرق بين الـ3 أنواع وأى نوع من اللقاحات التى تعمل على الوقاية من جدرى القرود.

ما جدرى القرود؟

جدرى القرود، وفقا لموقع Healthline، هو عدوى فيروسية وثيقة الصلة بفيروس الجدرى، تشمل الأعراض الأولية الحمى والصداع وتورم الغدد الليمفاوية وآلام العضلات، يلى ذلك طفح جلدى نموذجى، خاصة على الوجه واليدين والقدمين.

وقال الدكتور تيدروس أدهانوم غيبريسوس، المدير العام لمنظمة الصحة العالمية: إن ظهور سلالة جديدة من جدرى القرود، وانتشارها السريع فى شرق جمهورية الكونغو الديمقراطية، والإبلاغ عن حالات فى العديد من البلدان المجاورة أمر مقلق للغاية، وبالإضافة إلى تفشى سلالات أخرى فى دول أخرى فى أفريقيا، فمن الواضح أن هناك حاجة إلى استجابة دولية منسقة لوقف هذه الأوبئة وإنقاذ الأرواح».

لقاح الجدرى يحمى من جدرى القرود

كشف الدكتور أمجد الحداد، استشارى الحساسية والمناعة بالهيئة العامة للمصل واللقاح، أن البعض قد يخلط بين فيروس الجدرى وفيروس الجديرى المائى، ولكن فيروس الجدرى هو فيروس كان موجودا سابقا، وجدرى القرود من فيروسات الجدرى، وبسبب أوجه التشابه بين الفيروسات، فقد ثبت أن لقاح الجدرى فعال بنسبة 85 % فى الوقاية من جدرى القرود.

وأضاف «الحداد»، لـ«اليوم السابع»، أن فيروس جدرى القرود الذى يطلق عليه اسم Pox هو فيروس مختلف تماما عن فيروس الجديرى المائى الذى يصاب به الأطفال فى عمر مبكر، مؤكدا أن لقاح الجديرى المائى لا يحمى من جدرى القرود.

وأوضح أن جدرى القرود ينتشر عن طريق بعض الحيوانات مثل القرود وانتشاره يكون على فترات فى دولة ويختفى، وينتقل الفيروس بصورة أكبر نتيجة لمس شخص مصاب، ولكنه لا ينتقل عبر الهواء أو عن طريق الرزاز، والتخوف الحالى يأتى بسبب ارتفاع عدد الوفيات فى بعض الفئات خاصة أصحاب المناعة الضعيفة وأصحاب الأمراض المزمنة وبعض الفئات المرضية المعرضة للخطر.

وأشار استشارى المناعة، إلى أن اللقاح الذى يحمى بنسبة 85 % من الإصابة بجدرى القرود، هو لقاح الجدرى الذى كان موجودا فى العالم وانتهى فى أواخر السبعينيات وأوائل الثمانينيات بفضل اللقاح المضاد له، وهذا يعنى أن كبار السن والأشخاص الذين تم تطعيمهم ضد الجدرى منذ سنوات بعيدة، قد يكون لديهم بعض المناعة، أو على الأقل لديهم بعض الحماية ضد المرض الخفيف إذا أصيبوا بالعدوى.

كيف يتم تشخيص واكتشاف الإصابة وطرق الوقاية؟

أوضح الدكتور إسلام عنان، أستاذ اقتصاديات الصحة وعلم انتشار الأوبئة، أن فيروس جدرى القرود ليس فيروسا جديدا وإنما هو فيروس موجود من عشرات السنين، وكانت له موجات من الإصابة، ففى عام 2003 انتشر فى أمريكا، و2009 فى السودان، مسببا إصابات بسيطة ووفيات نادرة الحدوث نتيجة السيطرة عليه سريعا، وينتقل عن طريق عضة من الحيوان المصاب أو خدش لإنسان مصاب فيحدث انتقال للعاب أو السائل من البثور المصابة بالعدوى، ويبقى المريض فى فترة حضانة للفيروس تقريبا 5 أيام، وانتقال العدوى من شخص لشخص صعبة للغاية عن طريق رزاز من الجهاز التنفسى للمريض لشخص سليم، فهو ليس مثل فيروس كورورنا مثلا.

أما عن التشخيص فيكون من خلال ظهور الأعراض بعدها يتم عمل PCR أو antigen test وبعض الكواشف الأخرى لعزل الفيروس لو احتاجنا لذلك، ويمكن الوقاية منه من خلال النظافة دائما، فهى الحل الأول، وذلك بغسل الأيدى وعدم التعامل مع الحيوانات البرية على الإطلاق، مع العزل والبعد عن الأشخاص المصابين وعدم التعامل معهم مباشرة خاصة إذا ظهرت عليهم أعراض، وفى حال ظهور الأعراض على الحيوانات أيضا يتم عزلها ومنع الاختلاط بها، والعلاج يتمثل فى الحصول على مضادات للفيروسات للسيطرة على الأعراض.

وأشار أستاذ اقتصاديات الصحة وعلم انتشار الأوبئة، إلى أن هناك لقاحين ضد الفيروس من المقرر وصولهما خلال شهر أكتوبر المقبل، حيث نحتاج إلى 10 ملايين جرعة ومتوفر حاليا 200 ألف جرعة فقط، لأن الفيروس الموجود حاليا هو فيروس متحور عن الفيروس الأصلى الذى ظهر عام 2022.

ما أعراض جدرى القرود؟

وفقا للمراكز الأمريكية لمكافحة الأمراض والوقاية منها «CDC»، فإن الأشخاص المصابين بفيروس جدرى القرود غالبا ما يصابون بطفح جلدى قد يكون موجودا على اليدين أو القدمين أو الصدر أو الوجه أو الفم أو بالقرب من الأعضاء التناسلية.

وقالت مراكز السيطرة على الأمراض والوقاية منها، إن الطفح الجلدى يمكن أن يمر بمراحل مختلفة وقد يبدو مثل البثور، ويمكن أن تشمل الأعراض الأخرى الحمى والصداع والقشعريرة والضعف البدنى وتورم الغدد الليمفاوية وآلام العضلات أو الظهر أو أعراض الجهاز التنفسى.

جدرى القرود لا ينتقل عبر الهواء ولكن بلمس الشخص المصاب

ينتشر جدرى القرود من شخص إلى آخر من خلال الاتصال الوثيق بشخص مصاب بطفح جلدى، بما فى ذلك الاتصال المباشر وجها لوجه، أو من الجلد إلى الجلد، أو من الفم إلى الفم، أو من الفم إلى الجلد، وبما فى ذلك الاتصال الجنسى، ويعتبر الأشخاص معديين بشكل عام حتى تتساقط القشور وتتكون طبقة جديدة من الجلد تحتها.