لدى حلم.. 61 عاما على خطاب مارتن لوثر للمطالبة بالمساواة العرقية "فيديو"

مارتن لوثر كينج
مارتن لوثر كينج
كتب محمد عبد الرازق

يمر اليوم 28 أغسطس ذكرى أعظم خطاب للمطالبة بالعدل والمساواة العرقية خطاب "لدى حلم"، الذى ألقاه مارتن لوثر كينج خطابه الشهير "لدى حلم" فى 28 أغسطس 1963، أمام  نصب لنكولن التذكاري أثناء مسيرة واشنطن للحرية عندما عبر عن رغبته في رؤية مستقبل يتعايش فيه السود والبيض بحرية ومساواة وتجانس، ويُعتبر من اللحظات الفاصلة في تاريخ حركة الحريات المدنية لنبذ التفرقة العنصرية.

وإلى نص الخطاب" كاملا ":

"يسعدني أن أنضم إليكم اليوم في ما سيسجله التاريخ كأعظم مظاهرة من أجل الحرية في تاريخ أمتنا، قبل قرن من الزمان  وقع أميركي عظيم نقف في ظلّه الرمزي، على إعلان التحرر، جاء هذا المرسوم كمنارة عظيمة للأمل لملايين العبيد الزنوج الذين احترقوا في نيران الظلم المهلك، جاء ذلك بمثابة فجر مبهج لإنهاء الليل الطويل في أسرهم لكن بعد مائة عام ، ما زال الزنجي غير حر. بعد مائة عام، لا تزال حياة الزنجي للأسف مشلولة بسبب قيود الفصل العنصري وسلاسل التمييز. بعد مائة عام ، يعيش الزنجي في جزيرة منعزلة من الفقر وسط محيط شاسع من الرخاء المادي

بعد مائة عامٍ ، لا يزالُ الزنجيُّ يذبُل في زوايا المجتمع الأمريكي ، ويجدُ نفسهُ منفيّاً في أرضه . لهذا ، جئنا إلى هنا اليوم كي نصوّر لكم وضعاً مروّعاً .

لقد أتينا إلى عاصمة دولتنا لنصرف ( شيكاً ) ؛ فعندما كتب الذين أنشئوا جمهوريتنا كلماتٍ عن الدستور وإعلان الاستقلال ، كانوا يوقّعون على صكٍّ أصبح كلُّ أمريكي ينتظر أن يرثه .

كان ذلك الصكُّ وعداً بأن للجميع ضمانٌ بحقوقٍ لا تضيع ، وحريةٍ ، وسعيٍ حثيثٍ نحو السعادة .

إنه لمن الواضح للعيان أن أمريكا اليوم خالفت بنود ذلك الصكّ كلما تعلّق الأمرُ بمواطنيها السود . فبدلاً من الوفاء بأحكام ذلك الالتزام ، أعطت أمريكا الزنوجَ ( شيكاً ) زائفاً . ( شيكاً ) كُتبَ عليه بعد محاولة صرفه : " لا يوجد رصيدٌ كافٍ ".

ولكننا نرفضُ أن نصدّق بأن مصرف العدل قد أفلس نرفضُ أن نصدّق بأن لا أموال كافية في الخزائن الضخمة للفرص في هذه البلاد، لذا، فقد قدِمنا لنصرف هذا ( الشيك ) الذي سيمنحنا، نزولاً عند طلبنا، ثروةَ الحريّة، وأمن العدالة، كما أننا قدمنا إلى هذه البقعة المبجّلة لنذكّر أمريكا بالإلحاح الجبّار لـ ( الآن ).

إن هذا الوقت ليس وقتُ الانخراط في التهدئة، أو وقت تعاطي مسكنّات التدرجية، الآن هو الوقتُ الذي فيه نُبرم وعوداً حقيقية للديمقراطية،  الآن هو الوقتُ الذي فيه ننهضُ من الظلام ونهجر وادي التمييز العنصري لنصلَ إلى الطريق المشمس للعدالة العرقية.. الآن هو الوقت الذي فيه نفتحُ أبواب الفرص لكل أبناء الرب، الآن هو الوقتُ الذي فيه نرفعُ أمتنا من الرمال المتحركة للظلم العنصري ، إلى صخرةِ الأخوّةِ الصلبة.

إن الأمر قد يُصبح مُهلكاً إن تغافلت الدولةُ عن إلحاح هذا الوقت ، أو استخفّت بعزيمةِ الرجل الأسود.. لن يمرّ صيف السخط القائظُ هذا حتى يأتي خريفٌ يُنعشُ في هذه البلاد الحرية والمساواة . وإن عام 1963 ليس النهاية ، بل البداية.. إن أولئك الذين يتمنون أنه لابد للرجل الأسود من أن يكبح غضبه ، ويرضى بواقعه ، سيواجهون إيقاظاً عنيفاً إذا ما عادت الدولة إلى عادتها كالسابق . لن يكون هناك سكونٌ ولا راحة في أمريكا حتى يُمنح الرجل الأسود حقوق المواطن . هذا وسوف تستمرُّ زوبعةُ الثورةِ في هزّ قواعد الدولة إلى أن يأتيَ يومٌ مشرقٌ يبزغُ فيه العدل.

ولكن هناك شيءٌ يجب عليّ قوله لأبناءِ شعبي الذين يقفون على عتبةٍ ساخنةٍ توصلهم إلى قصر العدالة.. يجب علينا في عملية حصولنا على مكاننا الشرعيّ أن لا نرتكب أفعالاً غير شرعية . دعونا لا نبحثُ عما يُطفئُ ظمأنا للحرية بالشرب من كاس المرارة والكراهية . يجبُ علينا دوماً أن نقود كفاحنا إلى مستوىً عالٍ من الكرامة وضبطِ النفس . يجبُ علينا أن لا نسمح لاحتجاجنا أن ينحطّ على درجةِ العنفِ الجسدي . ومرةً بعد مرة ، يجبُ علينا أن نبلغ القمم المهيبة لاجتماع قوة الجسد مع قوة الروح.

إن روح النضالِ الجديدة والرائعة ، والتي تشبّع بها مجتمعُ السود ، لا يجبُ أن تقودنا إلى الارتيابِ في جميع البيض ؛ لأن العديد من إخواننا البيض ، كما دلّ على هذا وجودهم اليوم بيننا ، أدركوا أن قدرهم مقيّدٌ بقدرنا ، وحرّيتهم هي رابطٌ لا يقبل الإنفصام عن حريّتنا . فنحنُ لا يمكننا أن نمضي وحدنا.

وبينما نحن نمضي قُدماً، يجبُ علينا أن نأخذ على أنفسنا عهداً بأن نواصل المسيرة . فلا يمكننا أن نتراجع . هنالك أناسٌ يسألون أنصار الحقوقِ المدنيّة : " متى ترضون ؟".. لن نرضى ما بقيَ الزنجيُّ ضحيةً لرعبٍ لا يوصف من وحشية رجال الشرطة . لن نرضى أبداً ما دامت أجسادنا مثقلة بجهدِ الترحال ، ولا تستطيع الحصول على مثوى في الفنادق الرخيصة المنتشرة على الطرق الطويلة ، أو في الفنادق الكبيرة في المدن . لن نرضى ما دامت حركةُ الزنجيّ مقيدةً بالانتقالِ من حيٍ صغيرٍ إلى حيٍ أكبر . لن نرضى أبداً ما دام الزنجيُّ في ( المسيسيبي ) لا يملك حق التصويت ، والزنجيُّ في ( نيويورك ) لا يؤمنُ في شيءٍ يصوّتُ من أجله . لا ، لا ، لسنا راضون . ولن نرضى حتى يتدفّق العدلُ كالماء ، والاستقامةُ كالنهرِ العظيم.

أنا لم أنس أن بعضكم قد جاء إلى هنا بعد ويلاتٍ ومحنٍ عصيبة . فبعضكم قد خرج لتوّه من زنزانات السجن الضيّقة . وبعضكم قَدِم من مناطق جعلهم مطلبُ الحرية فيها تحت وطأة الإعتداء المستمر لعواصف الاضطهاد ، وجعلهم مصعوقين بسبب وحشية رجال الشرطة ، فأصبحتم جميعاً متمرسّين في الألم . واصلوا عملكم بإيمانٍ قوي بأن الألم المفروض علينا هو ألمٌ افتدائي في سبيل القضية .

عودوا إلى ( المسيسيبي ) ، وعودوا إلى ( ألاباما ) . عودوا إلى ( جنوب كارولينا ) . عودوا إلى ( جورجيا ) . عودوا إلى ( لويزيانا ) . وعودا إلى الأحياء الفقيرة الضيّقة في مدننا الشمالية ، واعلموا أنه بطريقةٍ ما سوف يتغير هذا الوضع . دعونا لا نتخبّط في وادي اليأس .
إخواني ، أقول لكم اليوم بأنه رغم الصعوبات والإحباطات التي نمرّ بها ، إلا أنني ما زلتُ أحتفظُ بحلمي . إنه حلمٌ متأصلٌ بعمق في الحلم الأمريكي .
لدي حلمٌ بأنه في يومٍ من الأيام سوف تنهض دولتنا وتُحيي المعنى الحقيقي لعقيدتها فتقول : " إننا نلتزم بهذه الحقائق لتكون بيّنةً بأن الجميع خُلقوا متساوين ".  
لدي حلم أنه في يوم من الأيام على التلال الحمراء في جورجيا، سيتمكن أبناء العبيد السابقين وأبناء مالكي العبيد السابقين من الجلوس معًا على طاولة الأخوة.

لدي حلم أنه في يوم من الأيام ستتحول حتى ولاية ميسيسيبي، المتعثرة من حرارة الظلم، والحارقة من حرارة القمع، إلى واحة من الحرية والعدالة.

لدي حلم أن أطفالي الأربعة الصغار سيعيشون يومًا ما في أمة لن يتم الحكم عليهم فيها من خلال لون بشرتهم ولكن من خلال محتوى شخصيتهم.

لدي حلم اليوم
لدي حلم أنه في يوم من الأيام ، في ولاية ألاباما  مع عنصريتها الشديدة والتي بها تقطر شفتا الحاكم كلماتِ التطفّل ومنع تنفيذ قرارات الدولة في الولاية، أحلمُ بأن تتحول الولاية إلى  سوف يكون الأولاد السود والفتيات السود الصغار قادرين على التكاتف مع الأولاد البيض والفتيات البيض كأخوات وإخوة.

لدي حلم اليوم
لدي حلم أنه في يوم من الأيام سوف يرتفع كل واد، وأن ينخفض كل تل وجبل ، وستكون الأراضي الوعرة سهلة، وتستقيم المعوج "فيعلن مجد الرب ويراه كل بشر معًا". هذا هو أملنا، وهذا هو الإيمان الذي أعود به إلى الجنوب.

بهذا الإيمان ، سنكون قادرين على قطع جبل اليأس بحجر الأمل. بهذا الإيمان، سنتمكن من تحويل الخلافات المتوترة لأمتنا إلى سيمفونية أخوية جميلة، بهذا الإيمان، سنتمكن من العمل معًا، والصلاة معًا، والنضال معًا، والذهاب إلى السجن معًا، والدفاع عن الحرية معًا، مع العلم أننا سنكون أحرارًا يومًا ما.
سيكون هذا هو اليوم الذي فيه يغني كل أبناء الربِ بمعنىً جديد وطني ، إنها أرضك ،أرضُ الحريةِ الحبيبة لأجلك أغني الأرضُ التي مات فبها آبائي ،أرضُ فخر المهاجرين ،من كل انحدارات الجبال فليُقرع جرسُ الحرية .

وإن أرادت أمريكا أن تصبح دولةً عظيمة ، فيجب أن يأتيَ هذا اليوم . لذا ، فليُقرع جرسُ الحريةِ من قمم تلال ( نيوهامبشاير ) الضخمة ،ليُقرع جرسُ الحريةِ من جبال ( نيويورك ) الجبّارة ،فليُقرعُ جرسُ الحريةِ من جبال ( الغينيس ) المتضاعفة في ( بنسلفانيا ) ،فليُقرع جرسُ الحريةِ من جبال ( روكي ) المكللةِ بالثلوجِ في ( كولارادو ) ،فليُقرع جرسُ الحريةِ من القمم المنحنية في ( كاليفورنيا ) ،ولكن ليس هذا فقط ، فليُقرع جرسُ الحريةِ من جبل ( الحجر ) في ( جورجيا ) ،فليُقرع جرسُ الحرية من جبل ( لوكاوت ) في ( تينيسي ) ،فليُقرع جرسُ الحريةِ من كل تلٍّ ، ومن كل تلّ في ( المسيسيبي ) .


عندما نقرع جرس الحرية ، وعندما نقرعه من كل القرى الصغيرة والكبيرة ، ومن كل ولاية ومدينة ، سنستطيع أن نعجّل قدوم ذلك اليوم المنتظر الذي فيه أبناء الرب جميعهم ، الرجال السود والرجال البيض ، اليهود واللايهود، البروتستانت والكاثوليك ، يشبكون أياديهم ويتغنّون بكلماتِ الأنشودة الدينية الزنجية :
أحرارٌ أخيراً .. أحرارٌ اخيراً.. لك الشكر يا رب أخيراً نحن أحرار .


ولد مارتن لوثر كينج في 15 يناير عام 1929، واغتيل  في الرابع من أبريل 1968 ،وبعد حوالى أسبوع من وفاته، وقع الرئيس الأميركي آنذاك ليندون جونسون قانون الحقوق المدنية الذي يضمن الحرية والمساواة بين الأعراق والألوان والجنسين في جميع أنحاء الولايات المتحدة الأميركية، ويلزم الإدارة الفدرالية بتنفيذ بنود ذلك القانون.


واختير كينغ كأول أميركي من أصل أفريقي ليكون شخصية العام من مجلة تايم عام 1963، كما أنه حصل على جائزة نوبل للسلام في 1964 عندما كان في الـ35 من عمره ليكون بذلك أصغر شخص يحصل على الجائزة على الإطلاق.

Google News تابع آخر أخبار اليوم السابع على Google News

Trending Plus

اليوم السابع Trending

الأكثر قراءة

تطوير منظومة مواقف السرفيس فى الجيزة.. موقف حضارى جديد بكوبرى الصحابة بالمريوطية فيصل بسعة 400 سيارة.. يخدم خطوط أكتوبر والمنيب والسلام والمرج والمعادى والوراق.. والمحافظة تطبق منظومة إلكترونية للمراقبة

مات والده فى حادث منذ 3 أعوام ولحق به الابن اليوم بنفس الطريقة.. تفاصيل

وزيرا الخارجية والرى: نرفض كل إجراء أحادى يخالف القانون بحوض النيل الشرقى

سيول وأمطار غزيرة تضرب وادى الأربعين بسانت كاترين.. فيديو

عمر مرموش يقتحم قائمة ملوك التسديدات فى "بيج 5" وينافس محمد صلاح


مطاردة مرعبة على طريق الواحات.. 3 شباب يتسببون في حادث لفتاتين والداخلية تتحرك.. الجناة يعترفون: حاولنا توقيف الضحيتين ومعاكستهما.. وثقنا الواقعة فيديو وسخرنا منهما.. والسجن المشدد مصير المتهمين.. فيديو

ضبط سائق سيارة فارهة حاول الهرب بعد ارتكابه حادثا مروريا بكوبرى أكتوبر.. فيديو

موعد مباراة مصر وإسبانيا في ربع نهائي بطولة العالم تحت 19 عاما لكرة اليد

علياء قمرون أمام النيابة: "معرفش يعنى إيه غسيل أموال.. كنت بفرح بالدعم عشان أجهز نفسى"

اعترافات طلاب مطاردة فتيات الواحات: لاحقناهما وحاولنا إيقاف السيارة


أول صورة للمتهمين بمطاردة فتيات طريق الواحات

اتحاد الكرة يرد على شكوى الزمالك ضد زيزو ..اعرف التفاصيل

وفاة بطل حريق شبرا الخيمة متأثرا بإصاباته بحروق فى جميع أنحاء جسده

موعد مباراة الزمالك والمقاولون العرب فى الدورى والقنوات الناقلة

موعد مباراة ليفربول ضد بورنموث فى افتتاح الدورى الإنجليزى

تنسيق القبول فى الثانوي العام بالجيزة للعام الدراسى 2025/2026

زوجة "بيليه فلسطين" توجه نداءً عاجلاً إلى محمد صلاح

أساطير رقم 9.. الظاهرة رونالدو يتصدر قائمة أعظم المهاجمين فى التاريخ

هل يجوز إخلاء وحدات الإيجار القديم بالتراضى بعد صدور القانون؟.. التفاصيل

14 ألف فرصة عمل و317 مشروعا.. المنطقة الصناعية بحى الكوثر نهضة كبيرة بسوهاج

لا يفوتك


المزيد من Trending Plus
Youm7 Applcation Icons
اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع هواوى