حروب نتنياهو.. «شمشون» ومزيد من الجبهات والعنف

أكرم القصاص
أكرم القصاص

من الواضح أن بنيامين نتنياهو يصر على فتح جبهات متعددة للحرب، فقد بدأ عمليات حرب فى الضفة الغربية، ناقلا الصراع إلى مستويات جديدة، بعد الفشل فى جر أطراف إقليمية - مثل إيران وحزب الله - إلى الحرب.


وبينما يواصل جيش الاحتلال الإسرائيلى إبادته الجماعية ومجازره ضد المدنيين الفلسطينيين فى قطاع غزة، فقد كثف عملياته العسكرية فى شمال الضفة الغربية، مع شن غارات جوية وقصف مدفعى على مناطق النازحين الفلسطينيين فى القطاع، وسط وضع إنسانى كارثى نتيجة الحصار، ونزوح أكثر من 95% من السكان، وتستمر عمليات الاقتحام والاجتياح لأجزاء من غزة، بعد نزوح الآلاف بين مناطق غزة، فى حين يتساقط المدنيون، لم يعلن نتنياهو تحقيق أى تقدم فى إنجاز أهداف حقيقية، غير قتل المزيد من الأطفال والنساء، وتواصل قوات الاحتلال اجتياحها البرى لأحياء واسعة فى رفح الفلسطينية، منذ 7 مايو الماضى، وعدة محاور من خان يونس وغزة ودير البلح، وسط قصف جوى ومدفعى ومجازر مروعة.


ويبدو أن فتح جبهة جديدة - بالهجوم على الضفة الغربية - هو هروب جديد إلى الأمام، مع غياب أى تصورات أو خطط للحرب، بجانب أن إضعاف السلطة الفلسطينية فى كل من غزة والضفة من شأنه أن يفتح جبهات من أطراف وفصائل المقاومة، بجانب توقعات فى حال انسداد الآفاق بهذا الشكل لعودة أعمال فدائية وعمليات ضد قوات الاحتلال.


من هنا يمكن تفهم التحذيرات المصرية المتعددة من توسيع رقعة الصراع بشكل يضاعف من خطر مواجهات غير محسوبة، وقد حذر الرئيس عبدالفتاح السيسى فى اتصاله مع المستشار الألمانى أولاف شولتز، من استمرار غياب دور دولى فاعل لمواجهة هذه الحرب، لأنه يفتح توقعات بجبهات متنوعة، وهو ما تحمله الرسائل المصرية طوال الوقت فى مواجهة التعنت الإسرائيلى.


الواقع أن تحرك نتنياهو تجاه الضفة، لا يمكن أن يعنى تفوقا أو تحركات من مركز قوة، بل العكس، لأنه يعنى عدم التأكد من تحقيق انتصارات أو أهداف أعلنها رئيس وزراء الاحتلال بعد عملية 7 أكتوبر، حيث أعلن استعادة المحتجزين بالحرب، وهو ما لم يتحقق، بالرغم من تكرار عمل تمشيط لمناطق فى غزة بعد نزوح أهلها، والهدف الثانى، هو القضاء على حماس، وهو أمر لم يتحقق أيضا.


وبالتالى فإن التحول تجاه الضفة الغربية قد يجر المنطقة إلى خطر حقيقى، وهو ما حذر منه الرئيس السيسى أكثر من مرة، خاصة مع الوضع الضعيف للمجتمع الدولى الحالى، بل أيضا الموقف الأمريكى المتردد والمرتبك وسط الاستعداد للانتخابات الرئاسية فى الولايات المتحدة الأمريكية، وعلى الرغم من أن قرار مجلس الأمن فى أول يونيو تم بناء على مشروع أمريكى، أعلن الرئيس بايدن، أنه يتضمن المطالب الإسرائيلية، ومع هذا فقد قبلته حماس، لكن نتنياهو رفضه وواصل مراوغاته، وابتزازه للولايات المتحدة، وهو ما يمثل ضغطا على الديموقراطيين قد يقودهم إلى خسارة الانتخابات، ولعل هذا هو ما دفع إلى إرسال وفود مختلفة أمنية ودبلوماسية، آخرها وفد الكونجرس اليوم فى القاهرة، والذى يحمل رسائل لوقف الحرب وتبادل المحتجزين.


كل هذا يشير إلى خطر تحذر منه مصر، والتى خاضت - ولا تزال - حروبا فى مواجهة أكاذيب نتنياهو، كما أنها تتمسك بضرورة انسحاب الاحتلال من المحاور، وترفض أى تحركات على محور صلاح الدين من شأنها التماس مع الأمن القومى المصرى، بجانب تمسك مصر برفض التهجير والتصفية، والتمسك بأساسيات حل الدولتين، باعتباره الحل الأهم، فى مواجهة اتجاهات إسرائيلية ترفض قيام الدولة الفلسطينية.


ووسط هذا الغرور والمراوغة التى يتنباها نتنياهو للبقاء فى عالم السياسة، هناك توقعات بانفجارات غير محسوبة للعنف، فى الأراضى المحتلة، ردًا على الجرائم الإسرائيلية، لتبدأ دورة جديدة يمكن أن تهدد أمن إسرائيل فى حال استمرار حالة الغرور، وغياب العقل ومواصلة المراوغات هروبًا من كل مشروعات وقف الحرب، بل إن المجتمع الإسرائيلى نفسه يشهد انقساما ومخاوف من اتساع الصراع، وتتجدد مظاهرات أهالى المحتجزين للمطالبة بإتمام صفقة تبادل، وهو ما يتزامن مع تحركات أمريكية، تتواصل وسط موقف متردد ومرتبك، لكن نتنياهو يبدو أنه قد تبنى «الخيار شمشون»، الذى قد يفتح الباب للمزيد من الحروب والعنف.

 


 

 

Trending Plus

اليوم السابع Trending

الأكثر قراءة

الحكومة: مد خدمة المدرسين المحالين للمعاش أثناء العام الدراسى لنهاية العام

الصين تدعو ترامب للتخلى عن القبة الذهبية.. ومسئول: تهدد بتسليح الفضاء

الحكومة: الدراسة بالتعليم قبل الجامعى 12سنة إلزامية منها 6 ابتدائى و3 إعدادى

أحمد السقا يحذف بيان انفصاله عن مها الصغير بعد انتقاده بسبب الصياغة

إنهاء إجراءات الإفراج عن المخرج عمر زهران بعد قضائه نصف المدة


حلمى طولان مدير فني لمنتخب مصر فى البطولة العربية بتواجد الصقر والحضرى

تفاصيل افتتاح الرئيس السيسى المرحلة الأولى من مدينة مستقبل مصر الصناعية

فحص عقود بيع 6 فيلات بقيمة 50 مليون جنيه من نوال الدجوى إلى حفيدتيها

مها الصغير بعد طلاقها من أحمد السقا: مفيش حاجة مبهرة قد وقفة ربنا جنبك

رسالة محمود كهربا بعد العودة من ليبيا: عيش ببساطة وبنية طيبة


ذكرى رحيل الفنانة نادية عزت.. تركت إرثًا فنيًا متنوعًا بين الشر والأمومة

نجل ترامب يلمح إلى احتمال خلافة والده في البيت الابيض

الأعلى للجامعات: لائحة إسترشادية موحدة للكتاب الجامعى

لو عاوز تحجز شقة بمشروع سكن لكل المصريين 7 لمتوسطى الدخل.. اعرف التفاصيل

بعد سرقة منزل نوال الدجوى.. أدلة بمسرح الجريمة تساهم فى تحديد الجناة

تفاصيل شروط حجز 15 ألف وحدة سكنية لمتوسطى الدخل ..لا يقل عمر المتقدم عن 21 عام ولا يزيد عن 50 عاما أبرز الشروط.. و25 ألف الحد الأقصى للدخل الشهري للأسرة.. و3 أنظمة للاستلام

أحمد السقا يعلن انفصاله عن زوجته مها الصغير بعد 26 سنة زواج

النحاس يحدد مصير يحيى عطية الله والدبيس من دخول قائمة مباراة فاركو

نهائى كأس مصر 2025.. موعد مباراة الزمالك وبيراميدز والقناة الناقلة

قائمة أعلى أجور لاعبي الدوري الإنجليزي.. شاهد ترتيب محمد صلاح ومرموش

لا يفوتك


المزيد من Trending Plus
Youm7 Applcation Icons
اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع هواوى