حيرة ما بعد الثانوية والمجموع والبحث عن طريق السلامة

أكرم القصاص
أكرم القصاص
بقلم : أكرم القصاص

قصة كل عام، مع إعلان نتائج الثانوية تبدأ المناقشات حول  الاختيارات وصورة المستقبل، والطريق الذى يمكن للطالب أن يسلكه، وهو يعلم أنه يقوده إلى مستقبل مضمون، سنويا يغادر مئات الآلاف الثانوية إلى الجامعة، ويغادر مئات الآلاف الجامعات إلى المجتمع، وكل منهم يكون لديه حلم أو تصور، فهل تمكن مقارنة أحلام طلاب الثانوية بواقع خريجى الجامعات بكلياتها وتخصصاتها؟، هناك أكثر من 745 ألف طالب امتحنوا الثانوية العامة نجح منهم 590 ألفا، ينتظر كل منهم أن يجد مكانا فى الجامعة.


صحيح أن مكتب التنسيق يوفر عدالة نسبية فى توزيع أماكن بالجامعات، ومن يحصل على مجموع أعلى من حقه أن يختار الكلية التى يريدها، فى الماضى القريب كان الأمر أكثر بساطة، كليات القمة الطب الصيدلة والأسنان والهندسة، وبالنسبة للأدبى كانت اللغات والإعلام والسياسة والاقتصاد، وخلال عقود أخيرة كانت علوم الحاسب والاتصال والكمبيوتر، وحاليا الذكاء الاصطناعى، وأضيفت مؤخرا التمريض والعلاج الطبيعى، وبعض تخصصات التربية النوعية، أو غيرها. نحن نتحدث عن أغلبية الطلاب الذين يتجهون للجامعات الحكومية، هناك بالطبع الجامعات الخاصة والمسارات المتعددة التى تمثل نسبة، لكن تظل الجامعات الحكومية هى النسبة الأكبر.


خلال عقود، كانت كليات «القمة»، الطب والصيدلة والهندسة وطب الأسنان، وتظل موجودة ويحتاج خريجوها للمزيد من الدراسة والتخصص، وقد يواجهون تعثرا فى الحصول على فرص عمل، أو ينتهى المطاف بوظائف لا يحبونها ولا ترضى حاجاتهم المادية والمعنوية، ويواصلون حياتهم بالقصور الذاتى، هناك تخصصات ظهرت فى السنوات الأخيرة تتعلق بإدارة الأعمال والتسويق والسوشيال ميديا، وهى تخصصات قد تتطلب تدريبات ليصبح ممارسها قادرا على شق طريقه، وأيضا البيزنس أو افتتاح وإدارة مشروعات أيضا تخصصات تجمع بين الدراسة والخبرة والتعلم.


منذ سنوات وهناك نوع من النقاشات ترى أن سوق العمل لا علاقة له بالتخصصات أو الأعداد، والتقسيم القديم للمؤهلات العليا لم يعد كافيا، هناك تخصصات غير موجودة وأخرى موجودة بلا عمل، هذه التفاصيل يعرفها الكل ويشاهدونها ويتجاهلونها ويسيرون فى طريق يرسمه السياق العام، وتغيب فيه الاختيارات المضمونة نحو المستقبل، ومن يستطيع التكيف وعمل تغيير مسار، أو تدريبات يمكن أن ينجح فى شق طريقه، بينما يتعثر من يبقى واقفا عند التخصص، وهذا الأمر ليس مقصورا علينا فقط بل هو فى كل دول العالم، حيث لا يرتبط العمل بالتخصص، ويحدث تغيير مسار لكثيرين يتركون تخصصاتهم ليفتتحوا مشروعاتهم الخاصة.


الشاهد أن التخصصات اختلفت وتنوعت، ولا توجد وصفة جاهزة فى حال اتباعها يحصل الشاب على عمل جيد بعد التخرج، أو يجد طريقا أفضل للمستقبل، وهو أمر ربما يتطلب نقاشا بالمجتمع يمكن أن يساعد فى تحديد مسارات وإضاءة الطريق أمام مئات الآلاف من الشباب، تمكنهم من الاختيار، ربما يكون هذا الأمر مطلوبا أن يدخل ضمن مناهج التعليم والتربية، فى عالم يشهد كل يوم تحولات واسعة فى كل مجال، وتتغير التخصصات وطرق الدراسة، والمستقبل تجرى صناعته بالاختيارات والمهارات، لأن هناك تخصصات فى التعليم لا يحتاجها سوق العمل، ويتكدس خريجوها بعشرات الآلاف بلا عمل، بينما هناك تخصصات فنية وعلمية وصناعية يحتاجها السوق، وتضطر بعض الهيئات أو الشركات الكبرى للاستعانة بالأجانب لشغلها، وهناك  حاجة للتوسع فى تخصصات فنية وصناعية، يمكن أن تجد لها مجالا للعمل فى ظل ما يمكن توقعه من توسعات فى التنمية، لكنها تحتاج تسويقا.


وحتى فيما يتعلق بالمشروعات الصغيرة والمتوسطة، فإن الكثير من الشباب يكون لديهم الاستعداد، ويعجزون عن وضع دراسات جدوى ومعرفة طريقهم للمشروعات المطلوبة فى السوق، الكل يبحث عن المستقبل المضمون وتحديد نقطة انطلاق تضمن مكانا قابلا للنمو والتطور، أو طريق السلامة.


اليوم السابع

 

Google News تابع آخر أخبار اليوم السابع على Google News

Trending Plus

اليوم السابع Trending

الأكثر قراءة

الأهلي يستطلع رأي ريبيرو بشأن عروض الإعارة لـ محمد عبد الله

اكتمال تطبيق "التأمين الصحى" بأسوان.. الرعاية الصحية: تنفيذ المرحلة الأولى للمنظومة بـ6 محافظات.. واستحداث وإدخال 22 خدمة متطورة.. وأحمد السبكى: الفاتورة تجاوزت 9 مليارات جنيه.. وإنهاء المرحلة الثانية قريبًا

بي اس جي ضد الريال.. مشوار عملاقي أوروبا إلى نصف نهائي كأس العالم للأندية

محمد صلاح يتفوق على يامال وفينيسيوس في سباق أفضل أجنحة العالم

المتهمان بسرقة الشقق: بنسرقها بأسلوب التسلق


محاولات لإنهاء أزمة سيف الجزيرى في الزمالك

قبل ما تشغل التكييف.. 9 نصائح تحميك من كارثة حريق مفاجئة

احذر.. الحبس عامين حال تهديد سير العملية الانتخابية بوسائل الترويع

مرسى مطروح مصيف السعادة.. متعة السباحة والمناظر الخلابة تُحسن المزاج وتجدد النشاط.. ملايين المصريين والسياح أسرى طبيعة مطروح البكر.. والشواطئ على موعد مع ذروة المصيف والصخب الجميل بعد نهاية امتحانات الثانوية

محمد صلاح ضمن نجوم تستحق المتابعة في أوروبا قبل إنطلاق الدوري الإنجليزي


تفاصيل اتفاق الزمالك مع شيكو بانزا لاعب امادورا البرتغالى

ارتفاع درجات الحرارة ينشر الفوضى فى أوروبا.. عواصف وفيضانات فى إيطاليا وتأجيل 13 رحلة جوية بعد موجة حر شديدة.. والأسماك النافقة تتسبب فى انسداد نهر فى التشيك.. واندلاع الحرائق فى عدد من الدول

اختبارات القدرات 2025 تبدأ السبت.. هل يمكن استرداد الرسوم حالة الرسوب؟

ترامب يعلن حضور نهائى كأس العالم للأندية 2025

المسارات البديلة بعد غلق الطريق الإقليمى لتنفيذ أعمال إصلاحات لمدة 7 أيام

هدوء ما قبل الإعلان.. آخر تطورات نتيجة الدبلومات الفنية 2025

ترك أعمالا مميزة واعتزل التمثيل فى الستينيات.. ذكرى ميلاد حسين صدقى

رجال الحماية المدنية بالجيزة يشاركون فى إخماد نيران سنترال رمسيس.. صور وفيديو

صورة قديمة للراحلة رجاء الجداوى فى شبابها تستمع بالمصيف

كيف أنقذت مصر نفسها من كارثة بيولوجية بعد إحباط تهريب 300 كائن حى نادر فى مطار القاهرة؟.. الأنواع المضبوطة شديدة الخطورة وتنشر أمراض وفيروسات وبكتيريا غريبة لا نملك أمصال لها.. وتسبب خسائر فى الثروة الحيوانية

لا يفوتك


المزيد من Trending Plus
Youm7 Applcation Icons
اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع هواوى