سعيد الشحات يكتب: ذات يوم.. 1 سبتمبر 1969.. «برج الجزيرة» يتلقى برقية عاجلة من ليبيا بقيام ثورة دون ذكر اسم قائدها.. والثوار يطالبون جمال عبدالناصر بالوقوف إلى جانبهم

جمال عبدالناصر
جمال عبدالناصر
سعيد الشحات

تلقت محطة الاستقبال الرئيسية لشبكة الاتصالات اللاسلكية فى برج الجزيرة بالقاهرة رسالة من فرع الشبكة ببنى غازى فى ليبيا، فى الصباح المبكر يوم 1 سبتمبر، مثل هذا اليوم 1969، احتوت الرسالة على أن عامل اللاسلكى بالمحطة أبلغ عن حضور أحد الضباط الليبيين إلى مبنى المحطة، ليطلب منه إرسال برقية عاجلة إلى الرئيس جمال عبدالناصر باسم قائد الثورة الليبية ليبلغه بنجاحه هو وزملائه فى الاستيلاء على السلطة، وإحكام سيطرتهم على الأوضاع على امتداد الأراضى الليبية لصالح الشعب الليبى، وأنهم يطالبون عبدالناصر بالوقوف إلى جانبهم، حسبما يذكر فتحى الديب فى كتابه «عبدالناصر وثورة ليبيا».


كان فتحى الديب، رئيس دائرة الشؤون العربية برئاسة الجمهورية، وبهذه الصفة، همزة الوصل بين حركات التحرر العربية وجمال عبد الناصر فى خمسينيات وستينيات القرن الماضى، ويؤكد: «خلت الرسالة من اسم قائد هذه الثورة أو أى شخص من مفجريها»، ويضيف: «تم إبلاغ الرسالة فورا إلى الرئيس عبدالناصر الذى آثر التريث حتى تتجلى الصورة، خاصة أنه كانت هناك شائعات كثيرة قد ترددت عن احتمال قيام العميد عبدالعزيز الشالحى بانقلاب عسكرى يهدف السيطرة على الوضع لصالح أمريكا».


وفيما يروى «الديب» وقائع ما جرى فى ليبيا على هذا النحو، يذكر سامى شرف مدير مكتب الرئيس جمال عبدالناصر فى الجزء الرابع من مذكراته  «سنوات وأيام مع جمال عبدالناصر»، أن مندوب جريدة الأخبار المصرية فى طرابلس، محمود هريدى، كان أول من علم بوقوع التغيير ليلة الفاتح من سبتمبر 1969، وأبلغ بها القائم بالأعمال المصرى هناك، وقام بإرسال برقية للقاهرة، وكان مندوبا المخابرات العامة أحدهما فى إجازة بالقاهرة، والآخر عاد لانتهاء مهمته فى ليبيا، وهما أحمد صوار وأحمد كامل العشماوى.


يضيف «شرف»: «كانت هذه هى الصورة المتاحة لنا فى القاهرة، ولم تكن قد توفرت لدينا معلومات تفصيلية عن القائمين بالتنفيذ وشخصياتهم »، ويكشف: «فى الساعة السابعة من مساء اليوم الأول من سبتمبر 1969، حضر آدم حواز، أحد الضباط الذين قاموا بالتغيير إلى مقر السفارة المصرية فى بنغازى، وطلب من القائم بالأعمال، نظرا لوجود السفير أحمد رياض فى القاهرة، إبلاغ القاهرة رسالة نصها: «نرجو إبلاغ الرئيس جمال عبدالناصر فورا برسالة باسم قائد الثورة الليبية بنبأ استيلاء الجيش على السلطة، وأن الأوضاع فى جميع البلاد مستقرة، وتم إحكام السيطرة عليها لصالح الشعب الليبى، والمطلوب دعم وتأمين الجمهورية العربية المتحدة».


يضيف «شرف»: «سأله القائم بالأعمال: من أنتم؟ فأجاب: نحن فلان وفلان، وعدد بعض أسماء القادة الجدد برتبهم وأقدمياتهم، فاتصل القائم بالأعمال بى اتصالا مباشرا ومشفرا يربط السفارة بالرئاسة بالقاهرة، وأرسل كل البيانات التى حصل عليها، وأضاف إليها طلب النظام الجديد بالتأييد، فقمت بإبلاغ الرئيس عبدالناصر وكان قراره: عقد فورا مؤتمرا تليفونيا بالاتصال تليفونيا لدواعى السرعة مع أعضاء اللجنة التنفيذية العليا للاتحاد الاشتراكى، ومحمود رياض وزير الخارجية، وشعراوى جمعة وزير الداخلية، وأمين هويدى المشرف على المخابرات العامة، وقال عبدالناصر لشرف: «تشرح لهم الموقف وتسجل رأيهم، ماذا يجب لمصر أن تتخذه».


يؤكد «شرف»: «كانت هذه التعليمات فى حوالى الساعة الثامنة مساء يوم أول سبتمبر 1969»، ويضيف: «بالفعل قمت بتنفيذ تعليمات الرئيس، وكانت لدينا شبكة اتصالات حديثة جدا ومؤمنة ولا تسمح بالتداخل فيها، تم إعدادها بحيث تسمح بعقد مثل هذه المؤتمرات التليفونية مع أكثر من طرف فى وقت واحد، فاتصلت بالجميع، ووافقوا على تأييد النظام الجديد دون تردد، فيما عدا الدكتور محمود فوزى الذى قال بالإنجليزية: «فلننتظر إلى الصباح »، أما أمين هويدى فرأى انتظار المزيد من المعلومات عن هوية القائمين بالتغيير، ثم نتخذ قرارنا مع ميله للموافقة من ناحية المبدأ».


أبلغ سامى شرف الرئيس عبدالناصر بما انتهى إليه المؤتمر التليفونى، ويذكر: «كان قد حضر إلى مكتبى فى نفس الوقت، الفريق أول محمد فوزى وزير الحربية، وفتحى الديب وشعراوى جمعة وزير الداخلية وأمين هويدى، وبشير المغيربى، وكان من قيادات جماعة وطنية ليبية لها علاقة سرية بمصر وتسمى «جماعة عمر المختار»، وكان موجودا فى القاهرة فى هذا اليوم».


يضيف «شرف»: «بدأنا فى متابعة تطورات الموقف وتحليل المعلومات التى ترد تباعا، سواء من سفارتنا فى بنغازى أو من المخابرات العامة أو الإذاعات الخارجية ووكالات الأنباء، ولم تزد هذه المعلومات عن البيان الذى بثته الإذاعة الليبية والصادر عن مجلس الثورة، بأن هدف الثورة هو القضاء على الأوضاع الفاسدة لصالح الشعب الليبى، بالإضافة إلى بيان بتعيين العقيد سعد الدين أبوشوير رئيسا للأركان العامة للجيش الليبى».

Google News تابع آخر أخبار اليوم السابع على Google News

Trending Plus

اليوم السابع Trending

الأكثر قراءة

موعد معسكر منتخب مصر استعدادا لمباراتى إثيوبيا وبوركينا فى تصفيات كأس العالم

وفاة سائق قطار 43 سنة تعرض لنوبة قلبية بعد توقفه بمحطة التحرير بالبحيرة

محمد صلاح عن وفاة ديوجو جوتا: لساني عاجز عن التعبير.. لن أنساك أبداً

وسام أبو على لصفقة الزمالك المنتظرة من المطار: أراك قريباً

وفاة الفنانة الإماراتية رزيقة الطارش عن عمر ناهز 71 عامًا


شيكابالا أحدث الراحلين.. غرفة ملابس الزمالك تودع 4 نجوم قبل الموسم الجديد

برشلونة يتجه إلى راشفورد بعد ضياع نيكو ويليامز

مهرجان العلمين الجديدة يجمع تامر حسنى وشامى بعد نجاح ديو ملكة جمال الكون

إخلاء سبيل المتهمة فى دهس 4 أسر بالتجمع بعد إتمام التصالح

أبرز تصريحات شيكابالا فى ليلة اعتزال الساحرة المستديرة


غدا.. المحكمة الدستورية تفصل فى دعوى عدم دستورية قانون الإيجار القديم

9 مدارس تمريض لطلاب الشهادة الإعدادية بمحافظة بنى سويف.. اعرف شروط التقديم

الذباب يثير الذعر فى إسرائيل.. سكان حيفا المحتلة يهربون من منازلهم

انفجار هائل فى محطة وقود بروما يسفر عن إصابة 8 أشخاص .. فيديو

رابطة الأندية تُحدد موعد قرعة الدورى المصرى الجديد

بعد 34 يوماً من الرحيل عن الأهلى.. غموض مصير على معلول

وظائف جديدة بمرتبات تصل 13 ألف جنيه فى قطاع الكهرباء.. التفاصيل

شعار سوريا الجديد يشعل ضجة بين الرافض والمؤيد.. فماذا تعرف عنه؟

تامر حسنى والشامى فى حفل ضخم بمهرجان العلمين الجديدة 25 يوليو

ارتفاع أسعار الذهب عالميًا ليصل إلى 3329.67 دولار للأوقية

لا يفوتك


المزيد من Trending Plus
Youm7 Applcation Icons
اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع هواوى