قالوا وقلنا.. حملة لدار الإفتاء للرد على شبهات الاحتفال بالمولد النبوى.. هل المحبة تكون بالقصائد الشركية والرقص والغناء والموسيقى فى المولد النبوى؟.. وهل كانت تُضرب الموسيقى والطبول والنوبات والكشاكيش؟

دا الإفتاء
دا الإفتاء
كتب لؤى على

واصلت دار الإفتاء حملتها تحت عنوان قالوا_وقلنا، احتفالا بـ المولد النبوى الشريف، واجابت الدار من خلال تلك الحملة على عدد من الشبهات التى اثارها بعض المتشددين حول حكم الاحتفال بالمولد النبوى الشريف، وفى هذا التقرير نستعرض أبرز 8 اسئلة وشبهات عن المولد النبوى الشريف..

1. قالوا: هل احتفل الرسولُ صلى الله عليه وسلم بمولده؟

قلنا: نعم، احتفل الرسول صلى الله عليه وسلم بمولده الشريف، وهذا ثابت بالسُّنة؛ فقد أخرج الإمام مسلم فى صحيحه أنه سُئِل عن صوم يوم الإثنين، فقال: «ذاكَ يَومٌ وُلِدتُ فيه» أخرجه مسلم، ففضَّل النبى صلى الله عليه وآله وسلم بيان علة الصوم على بيان حكمه الشرعي؛ للإشعار بفضل صوم يوم مولده العظيم.

2- قالوا: كيف احتفل النبى صلى الله عليه وآله وسلم بذكرى مولده الشريف؟

قلنا: احتفل النبى صلى الله عليه وآله وسلم بذكرى مولده الشريف بالصيام؛ فقد سُئِل عن صوم يوم الإثنين، فقال: «ذاكَ يَومٌ وُلِدتُ فيه» أخرجه مسلم.


3- قالوا: كم مرة احتفل عليه الصلاة والسلام بمولده؟

قلنا: ما ورد من أخبار أنه صلى الله عليه وآله وسلم احتفل بذكرى يوم مولده الشريف بصيام يوم الإثنين، وهذا فى الحديث الصحيح الذى أخرجه مسلم؛ وكان صلى الله عليه وآله وسلم يواظب على صيامه، ويُفهم من ذلك أنه كان مستمرًّا فى الاحتفال بتلك الذكرى العطرة، فمن أراد أن يحيى هذه الذكرى يوم الإثنين من كل أسبوع على مدار العام فلا حرج عليه، ومن أراد أن يقتصر على صيام يوم مولده فقط من كل عام فلا حرج عليه؛ فالأمر فى ذلك واسع.


 

4- قالوا: هل الاحتفال بالمولد عبادة وطاعة تُقرِّب إلى الله؟

قلنا: نعم، الاحتفال بذكرى المولد النبوي العظيم عبادة وطاعة تقرِّب إلى الله تعالى؛ فمعنى الاحتفال هو: إظهار الفرح والسرور، ومعنى العبادة هو: أداء الأقوال أو الأفعال التى يُقصد بها القربة لله تعالى؛ سواء كان ذلك بالفرائض؛ مثل الصلاة والصيام والزكاة، أو النوافل مثل الصدقات وذِكر الله وجميع أوجه البر.
فالاحتفال بذكرى المولد النبوى الشريف هو إظهار الفرح بنعمة الله المتمثلة فى بعثة سيدنا رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم رحمة للعالمين؛ وقد قال تعالى: ﴿قُلْ بِفَضْلِ اللَّهِ وَبِرَحْمَتِهِ فَبِذَلِكَ فَلْيَفْرَحُوا﴾ [يونس: 58]. قال ابن عباس رضى الله عنهما: "فضلُ الله: العلمُ، ورحمتُه: مُحَمَّد صلى الله عليه وآله وسلم". وذلك الاحتفال يكون بالصيام أو الصدقات أو الذكر وتلاوة القرآن، وكل ذلك من جنس العبادات المأمور بها شرعًا.


 

5- قالوا: إذا كان الاحتفال بذكرى المولد النبوي عبادة وطاعة، فهل تقرَّب بها الرسول صلى الله عليه وسلم وأصحابه الكرام وأمر بها؟

قلنا: لقد تقرَّب النبى صلى الله عليه وآله وسلم إلى الله تعالى بشكره على إرساله للناس هاديًا ومبشرًا ونذيرًا، وذلك فى يوم مولده الشريف؛ وذلك ثابت بالحديث الذى أخرجه الإمام مسلم فى صحيحه؛ فقد سُئِل صلى الله عليه وآله وسلم عن صوم يوم الإثنين، فقال: «ذاكَ يَومٌ وُلِدتُ فيه» أخرجه مسلم. وإذا كان صيام يوم مولده بسبب شكر الله على نعمة إرساله رحمةً للعالمين، فقد ثبت أنه صلى الله عليه وآله وسلم أمر الصحابة بهذا النوع من الصيام حين أمرهم بصيام يوم عاشوراء؛ شكرًا لله على نجاة موسى عليه السلام من فرعون، أفلا يكون صيام يوم مولده شكرًا لله أولى من ذلك!


 

6- قالوا: هل أنتم أشدُّ حبًّا للنبى صلى الله عليه وسلم من الصحابة حتى تحتفلوا بالمولد مع أنهم لم يحتفلوا به وهم أكثر الناس حبًّا للنبي؟


قلنا: أن محبة النبى فرض ولا يكمل إيمان العبد إلا بها، ولا يستطيع أحد أن يزايد على غيره فى محبة النبى صلى الله عليه وآله وسلم، وتلك المحبة شعور قلبى يترجم عنه السلوك، وهذا السلوك يختلف من شخص لآخر، وَلِكُلٍّ التعبير عن ذلك بما يوافق الشرع الشريف؛ ومن سلوك المحبين تذكُّر المحبوب فى ذاته، فإذا كان المحبوب هو النبى صلى الله عليه وآله وسلم، كان تذكُّرُه عبادةً يؤجر المرء عليها. ولقد شرع لنا صحابة رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم جنس تذكر النبى والفرح به؛ ففى الحديث الذى أخرجه الطبرانى أنه خَرَجَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَلَى حَلْقَةٍ وَهُمْ جُلُوسٌ فَقَالَ: «مَا أَجْلَسَكُمْ؟» قَالُوا: جَلَسْنَا نَذْكُرُ اللَّهَ عَزَّ وَجَلَّ وَنُمَجِّدُهُ عَلَى مَا هَدَانَا لِلْإِسْلَامِ وَمَنَّ عَلَيْنَا بِكَ، قَالَ: «اللَّهِ مَا أَجْلَسَكُمْ إِلَّا ذَلِكَ؟» قَالُوا: وَاللَّهِ مَا أَجْلَسَنَا إِلَّا ذَلِكَ، قَالَ: «أَمَا إِنِّى لَمْ أَسْتَحْلِفْكُمْ تُهْمَةً لَكُمْ، وَلَكِنْ أَخْبَرَنِى جِبْرِيلُ عَلَيْهِ السَّلَامُ أن اللَّهَ عَزَّ وَجَلَّ يُبَاهِى بِكُمُ الْمَلَائِكَةَ».
واحتفالنا بذكرى المولد النبوى الشريف مظهر من مظاهر محبته فى القلوب وهو أمر مشروع ما دام موافقًا للأصول المستقرة، والمبادئ العامة للشريعة الغراء، ومع افتراض أن الصحابة لم يفعلوه فإن ذلك ليس دليلًا على الترك بالكلية، ولو قلنا بذلك لانسدَّت مصالح كثيرة على المسلمين، وما دامت الأدلة من القرآن والسنة قد قامت على جواز الاحتفال بذكرى المولد النبوى الشريف، فما الداعى إلى غضِّ الطرف عن ذلك والتعلق بغيره؟!


 

7- قالوا: هل المحبة تكون بالقصائد الشركية والرقص والغناء والموسيقى فى المولد النبوي؟


قلنا: هناك فرق بين حكم الاحتفال وبين طريقة الاحتفال وسلوك المحتفلين، وهذا فرق عظيم ومسألة دقيقة يجب التنبه لها.
أما حكم الاحتفال فهو جائز شرعًا بدليل القرآن والسُّنة وعمل المسلمين سلفًا وخلفًا، وأما طريقة الاحتفال وسلوك المحتفلين فهو أمر يختلف من شخص لآخر، فما وافق من ذلك مبادئ الشرع الشريف فلا حرج فيه وما خالف منه فى ذلك فلا نجيزه، بل نقول بحُرمته.
إذا عرفت ذلك، فلا ينبغى سحبُ حكم ما خالف الشرع من سلوك المحتفلين على حكم الاحتفال بذاته، وهذا خلط عظيم أوقع الناس فى عنت ولبس خطير.
وينبغى أن يُعلم أن النبى صلى الله عليه وآله وسلم أغلق باب الشرك والضلالة على الأمة وذلك بقوله: «إنَّ اللَّهَ لا يجمعُ أمَّتى -أو قالَ: أمَّةَ محمَّدٍ صلَّى اللَّهُ علَيهِ وسلَّمَ- علَى ضلالةٍ» أخرجه الترمذي.


 

8- قالوا: هل كانت تُضرب الموسيقى والطبول والنوبات والكشاكيش؟


قلنا: لقد كان استخدام الدف فى عصر النبوة أمرًا مشهورًا للإعلان عن الفرح والسرور فى المناسبات الاجتماعية، وكان مستخدمًا فى كثير من الاحتفالات بحضرة النبى صلى الله عليه وآله وسلم كالعيدين مثلًا ولم ينكره النبي، أما غير ذلك من الآلات فلم يكن معروفًا أو مشهورًا. ومع ذلك، فإن تلك الآلات الموسيقية المذكورة أو غيرها هى مجرد جمادات تصدر أصواتًا بفعل مستخدمها، فهل قال أحد يومًا أن تلك الآلات أو أصواتها أمر محرم شرعًا؟!


إن غاية ما هنالك أنه أن استُخدمت تلك الآلات فى غناء مشتمل على محرم كتهييج الغرائز أو إثارة الشهوات مع مقارعة الخمور أو المسكرات ومشاهدة المحرمات فالأمر كله حرام شرعًا، لا لذات الآلات، بل لما اشتمل عليه فِعل الناس من المحرمات، أما إذا ما استخدمت فيما أحلَّه الله كالمدائح النبوية أو الإنشاد الدينى أو الأغانى الوطنية وما يماثلها فلا مانع من ذلك شرعًا، لا لذات الآلات أيضًا بل لما اشتمل عليه فعل الناس من المباحات، فظهر بذلك أن الآلات فى ذاتها لا حكم لها إنما الحكم يتعلق بفعل المكلف نفسه.

Trending Plus

اليوم السابع Trending

الأكثر قراءة

مصرع 3 أشخاص وإصابة 3 آخرين فى حريق هائل بمخزن خردة بالدقهلية

الريال ضد ريال مايوركا.. براهيم دياز ينضم لقائمة غيابات الملكي للإصابة

تميم وترامب: اتفاقيات تاريخية ترفع العلاقات القطرية الأمريكية لأعلى المستويات

مصر تتعرض لزلزال بقوة 6.3 ريختر.. البحوث الفلكية: مركزه جزيرة كريت النشطة زلزاليا بالبحر المتوسط.. عمقه ساهم فى شعور سكان الدلتا به.. والزلازل العميقة أقل ضررًا على سطح الأرض.. وتوابعه ضعيفة وغير مؤثرة

لاستيعاب الكثافة المرورية.. مجلس الوزراء يوافق على طلب لمحافظة الجيزة


وزير التعليم يعلن إعادة إطلاق اختبار "SAT" رسميًا فى مصر بداية من يونيو 2025

وزارة التعليم: إضافة 20% من درجات العربى والتاريخ بالثانوية الدولية للمجموع

انقضاء دعوى تشاجر المخرج محمد سامى ومالك مركز صيانة بالتصالح

سفارتا أمريكا وفرنسا بليبيا يدعوان للتهدئة الفورية واستعادة الهدوء بطرابلس

رسالة عاجلة من وزارة الخارجية للمصريين المقيمين في ليبيا


اليونان تصدر تحذيرا من احتمال حدوث تسونامى عقب الزلزال

دفاع الفنان محمد غنيم: إنهاء إجراءات إعادة المحاكمة وحبس موكلى لحين تحديد جلسة

فى معلومات.. الفرق بين زلزال 1992 وزلزال كريت المفزع

مواعيد امتحانات الفصل الدراسى الثانى 2025 لطلاب الجيزة

قصر ترامب الطائر.. "NBC": أعمال تحويل طائرة قطر لرئاسية تكلف أمريكا مليار دولار

الإدارية العليا تلغى حكم أول درجة بشأن تابلت طلاب الثانوية: عهده ويجب إعادته

بيراميدز يكشف حقيقة الحصول على توقيع رامى ربيعة

أحمد شكرى مساعد البدرى فى تدريب الأهلى الليبى: الأحداث مؤسفة جدا فى طرابلس

مواعيد مباريات اليوم.. الريال ضد مايوركا وميلان أمام بولونيا بنهائي كأس إيطاليا

اشتباكات مسلحة وفوضى أمنية فى ليبيا.. فرار أخطر السجناء من سجون طرابلس

لا يفوتك


المزيد من Trending Plus
Youm7 Applcation Icons
اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع هواوى