اتكلم عربى.. لغتنا جزء أساسى من التكوين والتخلى عنها "ضعف"

اللغة العربية
اللغة العربية
أحمد إبراهيم الشريف

تحتاج اللغة العربية إلى الاهتمام بها، وأن نطلق من أجلها المبادرات، لذا فإن مبادرة «اتكلم عربى» جاءت فى وقتها تماما، فلا شىء أهم من اللغة، فهى هوية، والتخلى عنها ضعف.

بداية، علينا الاعتراف بأن اللغة العربية صارت ضحية، هذا ما لا نستطيع أن ننكره، ففى السنوات الأخيرة أصبح الصراع يكاد يكون بشكل يومى حول اللغة العربية التى تضيق عليها الدائرة بشكل كبير.

والغريب أن ذلك يحدث مع أن اللغة العربية لا تزال تحتفظ برمزية دينية لأكثر من مليار مسلم، وهناك أكثر من ثلاثمائة مليون ناطق بها، كما أنها تعد اللغة الرسمية لـ22 دولة عربية، وتدخل ضمن اللغات الـ6 المستعملة رسميا فى المنظمات الدولية والإقليمية.

نريد القول إن قبول الآخر أو استخدام لغات أخرى لا يعنى طمس الأصل، والتطاول عليه وإعلاء قيمة الخارج، ومن الممكن أن تستمر بنا الحياة دون أن نكون مولعين بتقليد الغالب.

إن اللغة العربية لغة حضارية لا شك فى ذلك، لكن كما نرى جميعا، لم تعد كسابق عهدها، من حيث الانتشار وصور التعلق بها والشغف القديم بفنونها، بل صارت تتعرض دائما لمضايقات ومشاحنات، لذا حمايتها واجب، ولو آمنا بأن اللغة تحمى نفسها وتحفظ ذاتها وأنها لا تحتاج تدخلنا، سننتهى.

لماذا اللغة العربية مهمة؟

اللغة العربية واحدة من أشهر اللغات العالمية، حتى إن الأمم المتحدة تعدها من اللغات الحيوية، وتحتفى بها كل عام، ومما قالته:

«اللغة العربية ركن من أركان التنوع الثقافى للبشرية، وهى إحدى اللغات الأكثر انتشارا واستخداما فى العالم، إذ يتكلمها يوميا ما يزيد على 400 مليون نسمة من سكان المعمورة ».

يتوزع متحدثو العربية بين المنطقة العربية والعديد من المناطق الأخرى المجاورة، فللعربية أهمية قصوى لدى المسلمين، فهى لغة مقدسة «لغة القرآن»، ولا تتم الصلاة وعبادات أخرى فى الإسلام إلا بإتقان بعض كلماتها.

كما أن العربية هى كذلك لغة شعائرية رئيسية لدى عدد من الكنائس المسيحية فى المنطقة العربية، حيث كتب بها كثير من أهم الأعمال الدينية فى العصور الوسطى.

تتيح اللغة العربية الدخول إلى عالم زاخر بالتنوع بجميع أشكاله وصوره، ومنها تنوع الأصول والمشارب والمعتقدات، كما أنها أبدعت بمختلف أشكالها وأساليبها الشفهية والمكتوبة والفصيحة والعامية، ومختلف خطوطها وفنونها النثرية والشعرية، آيات جمالية رائعة تأسر القلوب وتخلب الألباب فى ميادين متنوعة تضم على سبيل المثال لا الحصر الهندسة والشعر والفلسفة والغناء. سادت العربية لقرون طويلة من تاريخها بوصفها لغة السياسة والعلم والأدب، فأثرت تأثيرا مباشرا أو غير مباشر فى كثير من اللغات الأخرى، مثل التركية والفارسية والكردية والأوردية والماليزية والإندونيسية والألبانية، وبعض اللغات الأفريقية مثل الهاوسا والسواحيلية، وبعض اللغات الأوروبية، خاصة المتوسطية منها مثل الإسبانية والبرتغالية والمالطية والصقلية.

وفضلا عن ذلك، مثلت اللغة العربية كذلك حافزا إلى إنتاج المعارف ونشرها، وساعدت على نقل المعارف العلمية والفلسفية اليونانية والرومانية إلى أوروبا فى عصر النهضة، كما أتاحت إقامة الحوار بين الثقافات على طول المسالك البرية والبحرية لطريق الحرير من سواحل الهند إلى القرن الأفريقى.

الدولة وحفظة القرآن الكريم

وفيما يتعلق بحفظة القرآن الكريم، وجه الرئيس عبدالفتاح السيسى برعاية المسابقة العالمية للقرآن الكريم، وإكرام أهل القرآن، بجانب حرصه الدائم على تكريمهم بنفسه فى احتفالات الوزارة السنوية بليلة القدر.

الاهتمام بلغة الضاد؟

تمثل اللغة العربية جزءا مهما من الهوية، هذا ما لا خلاف عليه، فهى لغة القرآن الكريم ولغة الحضارة ولغة التراث، وقد حظيت اللغة العربية فى الجمهورية الجديدة بقدر كبير من الاهتمام.

مصر واللغة العربية

قلنا إن الدولة المصرية تهتم باللغة العربية والدليل على ذلك، حينما قال الرئيس عبدالفتاح السيسى، رئيس الجمهورية، فى إحدى المداخلات التليفزيونية: «إن الجميع يجب أن يهتم باللغة العربية ويهتم بالقرآن الكريم وبتنظيم أوقات أولادنا، ومهم أن الأسر تكون منتبهة لأبنائها».

ومن قبل أطلقت وزارة الهجرة وشؤون المصريين بالخارج مبادرة «اتكلم عربى» لأبناء المصريين بالخارج، التى حظيت برعاية الرئيس عبدالفتاح السيسى، بهدف التمسك بالهوية والعادات والتقاليد المصرية، حيث إن اللغة هى صميم الحفاظ على الهوية.

 

p
اتكلم عربي

 

Google News تابع آخر أخبار اليوم السابع على Google News

Trending Plus

اليوم السابع Trending

الأكثر قراءة

رئيس شركة Skydance: فيلم Top Gun 3 لـ توم كروز أولوية الشركة

بيراميدز يهزم الإسماعيلي ويحصد أول فوز بالدورى فى مباراة البطاقات الحمراء

الأقصر تدعم المزارعين.. علاج 40 فدانا من دودة القصب الكبيرة.. الانتهاء من زراعة 16 حقلا إرشاديا بمحصول الذرة الرفيعة.. 20 رخصة لمحال الاتجار في الأعلاف.. ومقاومة حشرة النمل الأبيض بـ 19 منزلا بالمجان.. صور

ترامب: بوتين لن يسيطر على أوكرانيا فى وجودى

إعفاء طلاب الثالث الإعدادى بالعامين الدراسيين 2026 و2027 من أعمال السنة


وزير التعليم يعلن تطبيق أعمال السنة على الصف الثالث الإعدادى

رغم جاهزية اللاعب .. إمام عاشور خارج مباراة الأهلى وفاركو

بعد توجيه وزير الأوقاف برعايته الصحية.. قصة إمام مسجد بقنا طعنه لص

خطوات جديدة بعملية إعادة التوازن البيئى لبحيرة قارون.. إنزال كميات من يرقات الجمبرى.. تزويد البحيرة بـ 5 ملايين وحدة جمبري.. والتحسن النسبي في مياه البحيرة ساهم في النمو السريع لليرقات في الموسم الماضى.. صور

5 معلومات عن مباراة الأهلى وفاركو غدا الجمعة فى الدوري المصري


كريم محمود عبد العزيز ينشر صورة مع زوجته ويتغزل فيها: بحبك

تفاصيل سقوط 3 شباب طاردوا فتيات بسياراتهم على طريق الواحات.. القصة بدأت بمعاكستهم فى كافيه وانتهت بحادث مروع.. أم الضحية: أي فلوس مش هتعوض بنتي.. القانون صنف الأفعال كجريمة تحرش.. وعقوبات قاسية تنتظر المتهمين

ترتيب هدافي الدوري المصري قبل انطلاق الجولة الثانية.. دغموم متصدرا

ضبط سائق سيارة فارهة حاول الهرب بعد ارتكابه حادثا مروريا بكوبرى أكتوبر.. فيديو

موعد مباراة مصر وإسبانيا في ربع نهائي بطولة العالم تحت 19 عاما لكرة اليد

السكة الحديد تخفض سرعات القطارات بشكل مؤقت لارتفاع درجات الحرارة

والدة فتاة حادث طريق الواحات: “مش هتنازل عن حق بنتى.. والرعب اللى عاشته”

مزيج بين السماوي والذهبي فى قميص الأهلي الثالث للموسم الحالي.. صور

بايرن ميونخ يمنح كومان الضوء الأخضر للانضمام إلى النصر السعودي

زيلينسكى يصل إلى مقر الحكومة البريطانية لبحث سبل إنهاء الحرب مع روسيا

لا يفوتك


المزيد من Trending Plus
Youm7 Applcation Icons
اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع هواوى