سر جمال الملكة كليوباترا.. الطرشى من العصر البطلمى لأكلات التيك أواى

الطرشى المصري

كتب محمد غنيم - تصوير ماهر اسكندر

الإثنين، 23 سبتمبر 2024 06:00 ص

عرفت شوارع القاهرة الطرشى منذ زمن بعيد فى حواريها واشتهرت مهنة الطرشجى، وإن كانت كلمة طرشى فارسية الأصل مستمدة من كلمة "ترشة" بمعنى الإناء إلا أن نطقها بالطاء عند المصريين جاء نتيجة اختلاف اللهجات، واستخدمت بديلا لكلمة مخلل العربية الأصل، وحسب ما ذكر معجم المفردات اللغوية "التخليل" أي وضع الخضراوات في الماء والخل إلى أن يتم تخليله.

عرفت القاهرة الطرشى أو المخلل من الحضارة المصرية القديمة وغيرها من الحضارات، ويقال أن صناعة المخلل راجت في العصر البطلمي، وأن الملكة "كليوباترا" كانت تحبه وتعتقد أن تناوله هو أحد أسرار جمالها، ومن الأشياء التي تساعدها على البقاء جميلة.

يذكر المخللاتي هو من يصنع المخلل، ويسمونه أيضًا الطرشجي، ويكاد يكون في كل حي من أحياء القاهرة دكان أو معمل للطرشي هذا، مما لم نر له مثيلا في البلاد الأخرى، وهم يخللون فيه اللفت والخيار والجزر والبصل وهو أكثرها لأنه أرخصها، والناس يذهبون بسلاطينهم (مفردها سلطانية) أو مواجيرهم الصغيرة ليشتروا منه بقرش أو نصف قرش، فيضع في القاع اللفت لأنه أكثر، ثم قليلا من الأصناف الأخرى، ثم يضع عليه مرقًا مخللا لوَّن بلون أحمر يسمي الدقة، والفقراء يعيشون كثيرًا على الأكل منه، وذلك حسبما نشر فى كتاب قاموس التقاليد والعادات الشعبية للكاتب أحمد أمين، فيما بدأ المصريون يخللون الفاكهة، وتخليل المانجو مقتبس من الثقافة الغذائية الهندية

وفى السياق نفسه لعبت المخللات لعبت دورا مهما جدا في اكتشاف كولومبوس للأمريكتين في عام 1492، في هذه الأيام كانت العديد من الرحلات العابرة للمحيطات تعارض بشدة لأن الطاقم اللي كان بيشتغل على المركب كانوا يصابون بمرض اسمه (الإسقربوط) بسبب نقص فيتامين سي، وهو مرض معروف في هذه القرون يصيب البحارة والمستكشفين بسبب نقص فيتامين سي لأنهم طعامهم كان يعتمد على الأغذية المجففة، إلى أنه لم يتم عزل واستخلاص العامل المضاد للأسقربوط أو حمض الإسكوربيك إلا في عام 1932 وهو عرفوه علميا ما سبب هذا المرض وعلاجه ولكن أيامها الشخص المسؤول عن رحلة كولومبوس اسمه (أميريجو فيسبوتشي) وقام بتخزين كميات من المخللات الغنية بفيتامين سي في سفن الرحلة، مما ساعد في منع انتشار الإسكربوت وعبرت المراكب الأطلسي، ويقال إن أمريكا أخذت اسمها من تاجر المخللات أمريكو، اللي أصبح مستكشفا فيما بعد”.