بالمزهر والعكش والطبلة.. حفلات فرقة مزاهر بكلمات موروثة فى وسط البلد

فرقة مزاهر

منة الله حمدى - خلود رفعت - تصوير حسام عاطف

الأربعاء، 25 سبتمبر 2024 07:57 م

حين تمتزج فنون التراث القديمة بالغناء، تقف على أعتابها فرقة مزاهر، والتي تعد الوحيدة التي تقدم فنون الزار في مصر، نعود للخلف عدة أعوام لنرصد أحد عادات بعض المصريين في الأحياء الشعبية، والتي امتدت إلى سنوات قريبة، اعتاد فيها البعض إقامة "الزار"، وهو حفلة غنائية بكلمات موروثة أكثرها غير مفهومة على دقات الضفوف وحركات إيقاعية، يعتقدون أنها تخرج الطاقات السلبية من أجسادهم.

فرقة مزاهر

في السنوات الأخيرة بات "الزار" مهدد بالاندثار، فمع التقدم العلمى والتكنولوجى أصبح عادة قديمة نسيها الكثير من المصريين، ولكن لأن مصر يملؤها العديد من أصحاب الفكر المميز الذين يحاولون الحفاظ على تراثهم، طاف أحدهم ربوع مصر وجمع أعضاء فرق الزار من كل مكان، وأنشأ مركز خاص ليعرض فيه فن الزار، وأتى إليه القاصى والدانى من مصر وجميع أنحاء العالم ليشاهدوا "فرقة مزاهر".

دكتور أحمد مغربي

هنا في القاهرة بالتحديد في منطقة وسط البلد بجوار ضريح سعد زعلول، وفي الساعة السابعة مساءً تسمع دقات الضوف فتأخذك قدمك دون إرادة لتدخل مبنى قديم معتم إلا من إضافة خافته حمراء، ليجذبك نظرك إلى صور قديمة اصفرت أوراقها لكوديات الزار القداما معلقة على جدران المكان، فيدق قلبك وتجذبك الدقات للداخل، لتدخل ساحة واسعة تمتد الإضافة الخافتة إليها كاملة، ويجلس الزوار في كل المكان بعضهم على الأرض المفروشة بالكليم المصرى بألوانه المختلفة الباهت، والأخر يجلس على الكراسى الخشبية، ولكنهم اجتمعوا في حركات واحدة على دقات الضفوف يستمعون بإنصات شديد لأحد أدوار فن الزار.

إمام عازف الطنبورة

في هذا المكان التقينا مع الدكتور أحمد مغربي هذا المصرى الذى جمع ما تبقى من شتات فنانى الزار في مصر، والذى قال: إن تاريخ الزار لايمكن أن نحدد متى دخل مصر، لكن انتشاره في الجمهورية يدل أنه كان قديما جدًا، ولا يوجد فرق بين مزاهر والزار نفس الأغانى والتأثير على الحضور، موسيقى الزار لها تأثير مريح مع مستمعيها، أما عن كلمات الزار فتجد صعوبة في تفسيرها لأن أجيال وراء أجيال توارثوها حتى فقد المعنى الأساسي منها، وعن ألات الزار مزهر وطبلة وحانة والطنبورة والعوكش.

الكثير من جميع أنحاء العالم زار هذا المكان الذى تخرج منه دقات الضفوف كل ليلة، فقال مغربى" الجمهور عندنا متنوع جدًا أجانب ومصريين.

وأنهى حديثه قائلًا: الزار تحديدًا هو فكرة الراحة، حالات كثيرة جت هنا للراحة بعد تعب أحداث كثيرة مر بها، احنا بنحاول بقدر الإمكان الحفاظ على التراث المصرى القديم مهما كلفنا هذا من تعب".