الغذاء والخشب موردان حيويان فى منافسة مباشرة.. أزمة جديدة مستمدة من تغير المناخ فى العالم.. تحول الأراضى الزراعية يهدد إمدادات الخشب.. وموجات الحر وحرائق الغابات تسبب خسائر فادحة فى الغابات الطبيعية

الجفاف - أرشيفية
الجفاف - أرشيفية
فاطمة شوقى

 

يؤدي تغير المناخ إلى إزاحة وتقليل مساحة الأراضي الصالحة لزراعة الأغذية والأخشاب، مما يضع إنتاج هذين الموردين الحيويين في منافسة مباشرة.
ووفقا للباحثون فإن هناك مشكلة تلوح فى الأفق، حيث أنه مع تحرك الأرض المناسبة لزراعة الغذاء  شمالًا، فإن الأرض التي نحتاجها لزراعة الأشجار سوف تتقلص، و الخشب الذي تنتجه هذه الأشجار هو الأساس لكثير من الحياة الحديثة، من الورق والكرتون إلى الأثاث والمبانى.
ويزعمون أن المنافسة المتزايدة بين الأراضي المخصصة لإنتاج الأخشاب وإنتاج الغذاء بسبب تغير المناخ قد تم التغاضي عنها حتى الآن، ولكنها من المقرر أن تصبح قضية ناشئة مع استمرار ارتفاع الطلب على كليهما، وفقا لتقرير نشرته صحيفة لاراثون الإسبانية.
وأشار التقرير إلى أنه في أسوأ السيناريوهات لتغير المناخ، إذا لم يتم اتخاذ أي إجراء لإزالة الكربون من المجتمع، خلصت الدراسة إلى أن أكثر من ربع أراضي الغابات الحالية (حوالي 320 مليون هكتار، أي ما يعادل مساحة الهند) ستكون أكثر ملاءمة للزراعة،  في نهاية القرن.
وتقع معظم الغابات المخصصة لإنتاج الأخشاب حاليًا في نصف الكرة الشمالي، في الولايات المتحدة وكندا والصين وروسيا، وخلصت الدراسات الأخيرة إلى أن 90% من جميع أراضي الغابات الحالية التي ستكون منتجة للزراعة في عام 2100 ستكون في هذه البلدان الأربعة.
وعلى وجه الخصوص، سوف تصبح عشرات الملايين من الهكتارات من الأراضي المنتجة للأخشاب في روسيا مناسبة للزراعة (أكثر من تلك الموجودة في الولايات المتحدة وكندا والصين مجتمعة)، وسوف تصبح الظروف مواتية لزراعة البطاطس وفول الصويا والقمح.
وقال الدكتور أوسكار مورتون، الباحث في قسم علوم النبات "لا توجد سوى مساحة محدودة من الأراضي المناسبة على هذا الكوكب حيث يمكننا إنتاج الغذاء والخشب، وهما موردان حاسمان للمجتمع، مضيفا أنه مع تفاقم تغير المناخ واضطرار الزراعة إلى التوسع شمالاً، سيكون هناك ضغط متزايد على إنتاج الأخشاب".
وأضاف "علينا أن نفكر في خمسين عاما للأمام لأنه إذا أردنا الخشب في المستقبل، فعلينا أن نزرعه الآن،  والأشجار التي سيتم قطعها في نهاية هذا القرن موجودة بالفعل على الأرض.
ومن المتوقع أن يتضاعف الطلب العالمي على الغذاء بحلول عام 2050 مع نمو السكان وزيادة ثرواتهم. ومن المتوقع أيضًا أن يتضاعف الطلب العالمي على الخشب خلال نفس الفترة الزمنية، ويرجع ذلك إلى حد كبير إلى أنه بديل منخفض الكربون للخرسانة والصلب المستخدم في البناء.
ويعتبر نقل إنتاج الأخشاب إلى مناطق أعمق من الغابات الشمالية أو الاستوائية ليس خيارا قابلا للتطبيق، لأن الأشجار في هذه المناطق ظلت سليمة لآلاف السنين وقطعها من شأنه أن يطلق كميات هائلة من الكربون ويهدد التنوع البيولوجي.
كما يعتبر أحد المخاطر البيئية الرئيسية الناجمة عن زيادة المنافسة على الأراضي بين الزراعة والغابات هو أن إنتاج الأخشاب سوف يتحول إلى المناطق المتبقية من الغابات الأولية داخل المناطق الاستوائية أو الشمالية. هذه هي مراكز المساحات الطبيعية المتبقية في العالم والغابات الاستوائية السليمة هي أكثر الأماكن تنوعًا بيولوجيًا على وجه الأرض. وقال ديفيد إدواردز، أستاذ علم البيئة النباتية: "من الضروري منع المزيد من التوسع".
للحصول على نتائجهم، أخذ الباحثون بالإضافة إلى ذلك بيانات الأقمار الصناعية التي تظهر الغابات الكثيفة في جميع أنحاء العالم وغطوها بتوقعات للأراضي الزراعية المناسبة للمحاصيل الرئيسية في العالم، بما في ذلك الأرز والقمح والذرة وفول الصويا وفول الصويا، في المستقبل في ظل ظروف مختلفة سيناريوهات تغير المناخ.
وحتى في أفضل السيناريوهات، عندما يصل العالم إلى أهداف صافي الانبعاثات الصفرية، يقول الباحثون إنه ستظل هناك تغييرات مستقبلية كبيرة في المناطق المناسبة لإنتاج الأخشاب والمحاصيل.
ويساهم إنتاج الأخشاب بأكثر من 1.5 تريليون دولار سنويا ،فى الاقتصادات الوطنية في جميع أنحاء العالم، و تسببت موجات الحر و حرائق الغابات المرتبطة بها في خسائر فادحة في الغابات الخشبية حول العالم مؤخرًا، ويؤدي تغير المناخ أيضًا إلى انتشار الآفات مثل خنفساء اللحاء التي تهاجم الأشجار.
ومن المتوقع أن يتسبب تغير المناخ في أن تصبح مناطق المناطق الاستوائية شديدة الحرارة وغير صالحة لزراعة الغذاء، وأن يجعل مناطق واسعة من جنوب أوروبا أقل ملاءمة لإنتاج الغذاء والأخشاب.
وقال بوسفيلد "إن تغير المناخ يسبب بالفعل تحديات لإنتاج الأخشاب "الآن، علاوة على ذلك، سيكون هناك ضغط متزايد من الزراعة، مما يخلق عاصفة كاملة من المشاكل"، كما أن " تأمين إمداداتنا من الأخشاب في المستقبل قد لا يبدو أمراً ملحاً مثل تأمين الغذاء الذي نحتاجه لتناول الطعام والبقاء على قيد الحياة.
ويعتبر  الخشب جزء لا يتجزأ من حياتنا اليومية، ونحن بحاجة إلى تطوير استراتيجيات لضمان الأمن الغذائي والخشبي في المستقبل".

 

Google News تابع آخر أخبار اليوم السابع على Google News

Trending Plus

اليوم السابع Trending

الأكثر قراءة

الذكرى الأولى اليوم لرحيل نبيل الحلفاوي عمدة الأهلاوية على تويتر

تعرف على أرقام جروس مع الزمالك فى ذكرى عودته لخوض الولاية الثانية

كأس العرب 2025.. موعد مباراة المغرب والإمارات والقنوات الناقلة

ترتيب الدوري الإسباني.. برشلونة يتصدر بفارق 4 نقاط عن الريال

الحضرى: مفيش أى مدرب هيرضى يشتغل 4 أشهر فقط وهذه كواليس ركلة جزاء السولية


العوضى يحتفل بعيد ميلاده بتوزيع 300 ألف جنيه ويعلق: السنة الجاية مع المدام

الاقتراع بجولة الإعادة من المرحلة الثانية لانتخابات النواب بالخارج.. اليوم

تعرف على آخر تفاصيل عرض الأهلى لضم حامد حمدان

وزارة التعليم تحدد ممنوعات داخل المدارس بعد وقائع التعدى على الأطفال

تعرف على مصير أحمد الأحمد البطل الأسترالي مُنقذ ضحايا هجوم سيدني


7 معلومات عن شقيقة عادل إمام أرملة مصطفى متولى

ترامب يشيد بالبطل الأسترالي أحمد الأحمد: أنقذ أرواحا كثيرة في هجوم سيدني

وفاة شقيقة الزعيم عادل إمام أرملة الراحل مصطفى متولى

ضبط المتهم بقتل ابن زوجته والتخلص من جثته فى كرداسة

تحذير عاجل.. نوة الفيضة الصغرى تضرب الإسكندرية غدا والأمواج ترتفع 3 أمتار

التحريات تكشف ملابسات مصرع طفل سقط من أعلى الطريق الدائري في الجيزة

انتشال جثمانى طالبة وسائق فى حادث غرق سيارة بالإسكندرية

أحمد الأحمد المسلم بطل اليوم في أستراليا بعد تصديه للهجوم الإرهابى.. فيديو

فيفا يخطر اتحاد الكرة باختيار أمين عمر سفيراً فى معسكر حكام كأس العالم 2026

تحريات لكشف ملابسات العثور على جثة سيدة في العمرانية

لا يفوتك


المزيد من Trending Plus
Youm7 Applcation Icons
اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع هواوى