99 عاما على أزمة كتاب "الإسلام وأصول الحكم" للشيخ على عبد الرازق

كتاب الإسلام وأصول الحكم
كتاب الإسلام وأصول الحكم
أحمد إبراهيم الشريف

99 عاما مرت على واحدة من أهم المعارك الفكرية الشهيرة فى تاريخ مصر الثقافى والمجتمعى، وهي المعركة التي  أثارها كتاب "الإسلام وأصول الحكم" للشيخ على عبد الرازق، والذى صدر فى سنة 1925 .

جاء الكتاب فى ظروف اجتماعية وسياسية مهمة فبعدما تخلى مصطفى كمال أتاتورك عن "الخلافة" في سنة 1924 وأصبحت تركيا دولة لا علاقة لها بالعالم الإسلامى فى الشرق اشتعل الصراع بين الباحثين عن الخلافة فى الحجاز ومصر، لذا رأى على عبد الرازق أن الخلافة ليست أصلا من أصول الدين فلا داعى لوجود خليفة.

ورأى الكتاب أن الخلافة طرأت على الإسلام فى عصور متأخرة، وأن القرآن الكريم والسنة النبوية الشريفة لم يتطرقا لموضوعها وأن اتفاق المسلمين لم ينعقد قط على خليفة.

كذلك رأى الكتاب أن كل ما جاء به الإسلام من عقائد ومعاملات وآداب وعقوبات إنما هو شرع دينى خالص لله ولمصلحة البشر الدينية لا غير.

قامت هيئة كبار العلماء فى الأزهر بمحاكمة الشيخ على عبد الرازق، ووجهت الهيئة سبع تهم تتهم الكتاب بالضلال، حيث قالت إن الكتاب تسبب فى جعل الدين لا يمنع من أن جهاد النبى كان فى سبيل الملك لا فى سبيل الدين، ولا لإبلاغ الدعوة للعالمين، واعتبار نظام الحكم فى عهد النبى موضوع غموض أو إبهام أو اضطراب أو نقص وموجبًا للحيرة، واعتبار مهمة النبى كانت بلاغًا للشريعة مجردة عن الحكم والتنفيذ، وإنكار إجماع الصحابة على وجوب نصب الإمام وأنه لابد للأمة ممن يقوم بأمورها فى الدين والدنيا، وإنكار أن القضاء وظيفة شرعية، واعتبار حكومة أبى بكر والخلفاء الراشدين من بعده كانت لا دينية.

ورأى الأزهر فى الكتاب خروجا عن حد المعتقدات لذا حوكم على عبد الرازق أمام هيئة كبار العلماء الأزهريين وأخرجته من زمرتهم، وتم فصله من القضاء.

وحدث خلاف بين عبد العزيز فهمى باشا وزير الحقانية ورئيس حزب الأحرار الدستوريين، ويحيى إبراهيم باشا رئيس الوزراء بالنيابة ورئيس حزب الاتحاد، فرأى الأول أن ما ذهب اليه الشيخ عبد الرازق خطأ فى رأى دينى قد لا يستلزم إخراجه من وظيفته القضائية وأن هيئة كبار العلماء غير مختصة بالنظر فى مثل هذا الحال، أما الثانى فيرى رأى هيئة كبار العلماء فى أنه أخطأ فى رأى دينى يبعده عن منصة القضاء الشرعى.

وهاجمت الصحف على عبد الرازق، ومنها البلاغ والأهرام والمقطم ومجلة المنار، التى اتهم صاحبها محمد رشيد رضا المؤلف بالزندقة والإلحاد ووصفه الشيخ محمد قنديل فى البلاغ بأنه نار محرقة وأنه ترديد لسياسة الكماليين فى تركيا، وفى المقابل تصدى أنصار حرية الفكر للدفاع عن الكتاب وعن حرية التفكير والرأى المكفولة فى الدستور وأبرزهم عباس العقاد وسلامة موسى وأحمد حافظ عوض ومنصور فهمى.

وكانت أغرب الاتهامات ما  قال به الشيخ أحمد حسن مسلم عضو مجمع البحوث الإسلامية فى 1989 أعلن أن الشيخ على عبد الرازق أخبره بأن المؤلف الحقيقى للكتاب هو طه حسين وليس على عبد الرازق.

وللعلم فقد عاد الشيخ على عبد الرازق إلى عمله كما تمت قراءة أفكاره مرة أخرى بقليل من التروى، وصار كتابه عمدة في مجاله.

Google News تابع آخر أخبار اليوم السابع على Google News

Trending Plus

اليوم السابع Trending

الأكثر قراءة

أحمد السقا ومحمود بزاوى وشريف رمزى ومصطفى خاطر فى عزاء شقيقة عادل إمام

باريس سان جيرمان بالقوة الضاربة أمام فلامنجو فى نهائى كأس القارات

اتحاد الكرة: 9 مكاسب فى إسقاط منتخب مصر لنيجيريا قبل أمم أفريقيا

غياب الزعيم عادل إمام عن عزاء شقيقته

رئيس الوزراء: سنناقش إنهاء إجراءات تحويل الدعم العينى إلى نقدى الأسبوع المقبل


رئيس الوزراء: نركز من الآن على خفض معدلات الفقر وإحداث نقلة فى حياة المواطن

مجدى فكرى يقلب السوشيال ميديا بصور لرجل مختل عقليا.. والفنان يكشف الحقيقة

مجلس الوزراء يوافق على 14 قرارا خلال اجتماعه اليوم.. تعرف عليها

انتهاء نظر استئناف محمد رمضان على حبسه عامين وتغيبه عن الحضور

الاتحاد السكندرى يترقب موقف ثنائى إنبى لدعم صفوفه فى يناير


بعد مصرع نيفين مندور.. حوادث مأساوية أنهت حياة فنانين بعيدا عن الكاميرا

شرط محمد صلاح للبقاء مع ليفربول بعد أزمة سلوت

على ماهر يعيد 5 لاعبين لتشكيل سيراميكا أمام الأهلى فى كأس عاصمة مصر

الزمالك يكشف تطورات شكوى زيزو فى اتحاد الكرة

حالة الطقس.. الأرصاد تكشف خرائط الأمطار خلال الساعات المقبلة

بعد وفاة الفنانة نيفين مندور.. إرشادات مهمة للتعامل مع الحرائق داخل الشقق

نيفين مندور.. عاشت حياة مليئة بالأزمات ورحلت فى نهاية مأساوية

مواعيد مباريات اليوم.. باريس سان جيرمان مع فلامنجو ومان سيتي ضد برينتفورد

مصرع الفنانة نيفين مندور بطلة فيلم اللى بالى بالك فى حريق بمنزلها

بدء الاقتراع بأول أيام جولة إعادة المرحلة الثانية لانتخابات النواب

لا يفوتك


المزيد من Trending Plus
Youm7 Applcation Icons
اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع هواوى