عبد الرحمن الناصر ثامن حكام الدولة الأموية في الأندلس.. لماذا يعتبر من أقوى الحكام؟

تمر اليوم ذكرى ميلاد واحد من أهم وأقوى حكام الدولة الأموية في الأندلس والذي شهد عصره انتصارات وتوسعات للدولة التي أسهها جده، وهو عبد الرحمن الناصر لدين الله، إذ ولد في 11 يناير عام 891 م، وهو ثامن حكام الدولة الأموية في الأندلس التي أسسها عبد الرحمن الداخل في الأندلس بعد سقوط الخلافة الأموية في دمشق، وأول خلفاء قرطبة بعد أن أعلن الخلافة في قرطبة في مستهل ذي الحجة من عام 316 هجرية، والمعروف في الروايات الغربية بعبد الرحمن الثالث تمييزًا له عن جديه عبد الرحمن بن معاوية "عبد الرحمن الداخل" وعبد الرحمن بن الحكم "عبد الرحمن الأوسط".
وحسب ما جاء في كتاب "تاريخ دولة الأندلس" من تأليف الدكتورة إيناس محمد البهيجي، ذاع صيت عبد الرحمن الناصر -رحمه الله في الدنيا كلها، ورضيت منه ممالك الشمال بأن تعطيه العهد والجزية، وقد جاءت السفارات من كل أوربا تطلب وده، فجاءت من ألمانيا وإيطاليا وفرنسا وإنجلترا، بل جاءت من أقصى شرق أوربا من بيزنطة، وهي بعيدة جدًا عن عبد الرحمن الناصر لكنها جاءت تطلب وده وتُهدي إليه الهدايا، وأشهرها كان جوهرة ثمينة وكبيرة، كان يضعها عبد الرحمن الناصر في وسط قصره، الذي يقع في مدينة الزهراء، "وكانت من تحف قصر اليونانيين بعث بها صاحب القسطنطينية إلى الناصر مع تحف كثيرة سنية".
وهكذا كان عز الإسلام ومجده متمثلاً في عهد عبد الرحمن الناصر -رحمه الله-، حتى أصبح -بلا منازع- أعظم ملوك أوربا في القرون الوسطى، وهذا ما جعل إسبانيا سنة (1963م) تحتفل -وهي على نصرانيتها- بمرور ألف سنة ميلادية على وفاة عبد الرحمن الناصر؛ لأنه كان أعظم ملوك إسبانيا على مرّ العصور، فلم يستطيعوا أن يُخفوا إعجابهم بهذا الرجل الذي رفعهم في العالمين، الذي كانت الأندلس في عهده - وبلا جدال - تأقوى دولة في العالم.
وتضيف مؤلفة الكتاب في موضوع بعنوان "عبد الرحمن الناصر.. الإنسان": مَنْ يقرأ أو يسمع مثل ما سبق يجول في خاطره أن مثل هذا الرجلٍ لم يكن يعرف إلأ طريقًا واحدًا، هو طريق العظمة والجدية التامّة؛ طريق العزة وعدم الخنوع، وهذا وإن كان صحيحًا إلا أن مَنْ ينظر إلى شخص عبد الرحمن الناصر -الذي ظلَ يحكم البلاد من سنة (300هـ= 913م) إلى سنة (350هـ = 961م) نصف قرن كامل- لَيَرْى العَجَب العُجاب؛ فقد كان -رحمه الله- مع كل هذا السلطان وهذا الصولجان دائم الذكر لربه سريع الرجوع إليه.
Trending Plus