إسرائيل لم تواجه جيشا نظاميا منذ 1973 وحربها فى غزة ولبنان ضد ميليشيات!

دندراوى الهوارى
دندراوى الهوارى
بقلم : دندراوى الهوارى

نحن لا نجنح للتهويل أو التقليل من الغير، ولا نؤمن بنظرية المؤامرة فى المطلق، ولكن نضع الأمور فى نصابها الصحيح، وفق الحقائق والمعلومات والتحليل والقراءة الجيدة للأحداث، وهى معادلة تحتاج جهدا كبيرا، وقريحة قادرة على التقييم والفرز. وانطلاقا من هذه المعادلة، فإن التقييم العسكرى لما يحدث فى المنطقة من حروب إبادة بشرية، ونهم شديد للخراب والدمار، ومحاولات حثيثة لتغيير الخريطة الجغرافية للشرق الأوسط تتزعمها إسرائيل - حسب ما أكده بنيامين نتانياهو - عبارة عن حروب ضد ميليشيات وليست جيوشا نظامية مؤهلة وقادرة على الردع.

إسرائيل ومنذ هزيمتها النكراء فى السادس من أكتوبر 1973 لم تخض حربا ضد جيوش نظامية تمتلك قدرات عسكرية، تسليحا وتدريبا وتأهيليا وتتمتع بتاريخ عريق فى العسكرية وإدارة المعارك، وأن المعارك التى تخوضها إسرائيل حاليا، ضد شعوب منكوبة بميليشيات مسلحة لا تعلم عن العسكرية شيئا، سوى حرب الشوارع، وتنفيذ عمليات فردية.

الجيش الإسرائيلى الذى يستعرض عضلاته، ضد شعب أعزل من السلاح، ويمارس جرائم ضد الإنسانية ويقضى على الحرث والنسل، يرتكز على الدعم المطلق من أكبر قوى على سطح الأرض، الولايات المتحدة الأمريكية، ودول أوروبية قوية مثل ألمانيا وبريطانيا، دعم سياسى يحول دون إصدار قرارات قوية من الأمم المتحدة وغيرها من المؤسسات الدولية المعنية بجرائم الحرب، حتى قرار المحكمة الجنائية الدولية والمتعلق بإصدار مذكرتىّ اعتقال بحق رئيس الوزراء الإسرائيلى بنيامين نتنياهو ووزير دفاعه السابق يوآف جالانت، وقالت فى حيثيات قراراتها إن هناك «أسبابا منطقية» للاعتقاد بأنهما ارتكبا جرائم حرب وجرائم ضد الإنسانية فى قطاع غزة، وقفت أمريكا فى وجه المحكمة، وهددتها بالويل والثبور وعظائم الأمور، فقد أقر مجلس النواب الأمريكى، مشروع قانون بفرض عقوبات على المحكمة الجنائية الدولية، والذى يتضمن منع مسؤولى «الجنائية» الذين يلاحقون الأمريكيين والحلفاء من تأشيرة دخول البلاد وإلغاء أى تمويل مخصص للمحكمة، كذلك تجب معارضة أى إجراء من المحكمة ضد أمريكا أو إسرائيل أو أى حليف آخر.

أما الدعم العسكرى، فحدث ولا حرج، أسلحة متطورة وذكية فائقة الدقة، وتكنولوجيا متطورة، ما مكنها من اختراق أجهزة البيجر التى يقتنيها قيادات وأعضاء حزب الله، وهى الضربة الموجعة والمؤلمة للحزب، بجانب الدفع بعسكريين أمريكيين متخصصين فى إدارة معارك المدن واشتباكات الشوارع، يديرون المعارك من غرف عمليات الجيش الإسرائيلى، ضد ميليشيات مسلحة بأسلحة تقليدية.

الشاهد، ورغم كل هذا الدعم المطلق للجيش الإسرائيلى، فإنه لم يخض حربا ضد جيش نظامى يمتلك القدرة والكفاءة القتالية، وأن كل معاركه ضد ميليشيات مسلحة تسليحا تقليديا يُستخدم فى حرب المدن والشوارع، مثل التى واجهها فى قطاع غزة، أو ضد حزب الله الذى لا يمتلك سوى منظومة صواريخ وعدد من المسيرات فقط، ويفتقد لقدرات الجيوش النظامية، منها على سبيل المثال منظومة دفاع جوى متطورة، ومقاتلات وسلاح جوى، وأسطول بحرى قادر على حسم المعارك.

حتى الضربات المتبادلة بينها وبين إيران، مجرد فقاعات ورسائل «رومانسية» تدغدغ شعبيهما سواء فى تل أبيب أو طهران!
لذلك عندما لاحت الفرصة لإسرائيل عقب سقوط نظام بشار الأسد فى سوريا، سارعت بتدمير كل البنية التحتية للجيش السورى، بأكثر من 500 غارة جوية - وفق تصريحات إسرائيلية رسمية - أسفرت عن تدمير سلاح الجو السورى بالكامل، من طائرات مقاتلة ومروحيات هجومية وطائرات مُسيّرة، وحظائر الطائرات، ورادارات، ومنصات ومخازن صواريخ الدفاع الجوى بكل أنواعها.

كما دمرت سفن الأسطول البحرى، ويمكن القول إنها قضت على سلاح البحرية بالكامل، والقواعد العسكرية ومراكز البحوث العلمية، ومواقع الصناعات العسكرية، والهدف تجريد سوريا من جيشها النظامى، وسلاحها، وتصير منزوعة الأنياب والمخالب، لتتمكن إسرائيل من تنفيذ مشروعها وسريعا!
تدمير إسرائيل لجيش سوريا «النظامى» كان هدفا استراتيجيا، مثلما حدث ودُمر الجيش العراقى على يد أمريكا، والاكتفاء فقط بتمكين الميليشيات، حتى تكون لقمة سائغة تلتهما تل أبيب فى أى لحظة بكل سهولة ويسر.

لذلك يتبقى جيش مصر النظامى والرقم الصحيح فى معادلة توازن القوى الإقليمية والدولية، تأسيسا على عقيدته العسكرية المتجذرة فى عمق التاريخ، وصارت العقيدة القتالية المصرية، مدرسة متفردة بذاتها، ترتكز على مخزون الانتصارات فى المعارك الكبرى المدونة فى سجلات التاريخ بأحرف من نور، وهى العقيدة القادرة على المواجهة وحفظ وصون الأمن القومى المصرى بمفهومه الشامل، والدفاع ببسالة عن الأرض والمقدرات.

Google News تابع آخر أخبار اليوم السابع على Google News

Trending Plus

اليوم السابع Trending

الأكثر قراءة

تكريم فينيسيوس جونيور بتمثال شمعى فى ريو دي جانيرو.. فيديو

البيت الأبيض عن بيان طبى: ترامب يعانى من تورم فى الكاحلين وقصور وريدى مزمن

منة شلبى: الحمد لله والدتى بخير.. وأشكر وأطمئن كل من قلق عليها

شيماء سيف تتعرض لحادث تصادم بمدينة 6 أكتوبر

جمال عبد الناصر يعتذر عن نشره شائعة وفاة الفنانة زيزى مصطفى والدة منة شلبى


هبوط أرضى بمحور الأوتوستراد يتسبب فى كثافات مرورية للسيارات

ديانج يرفض عرض تجديد عقده مع الأهلي ويطلب 1.8 مليون دولار فى الموسم

أشرف زكي ينفى وفاة الفنانة زيزى مصطفى والدة منة شلبي ويؤكد: شائعة (تحديث)

الإنقاذ النهرى ينتشل جثمان الطفلة آية إحدى ضحايا حادث غرق 3 شقيقات بأسيوط

تطور جديد بقضية نوال الدجوى.. إنذار على يد محضر لحفيدها لسداد 15 مليون جنيه


الرئيس السيسي يصدق على قانون بتعديل بعض أحكام "الضريبة على القيمة المضافة"

وزارة الصحة تكشف نتائج التحاليل فى واقعة وفاة 5 أطفال أشقاء بمحافظة المنيا

نيك كانون يتحدث عن "إهماله" كأب لـ 12 طفلاً

الطقس غدا.. ارتفاع بدرجات الحرارة والرطوبة والعظمى فى القاهرة 38 درجة

الهيئة الوطنية للانتخابات تتسلم أحكام القضاء الإدارى فى الطعون الإنتخابية.. موعد إعلان القائمة النهائية لمرشحى مجلس الشيوخ وانطلاق الحملات الانتخابية غدا.. تشكل لجنة لرصد المخالفات الدعاية ومراجعة الحسابات

انطلاق بطولة الجمهورية للمصارعة الشاطئية بالإسكندرية

الفرص ومواعيد الامتحان والدرجات.. التعليم تجيب عن أسئلة حول البكالوريا

فيلم الشاطر لأمير كرارة يحصد 2.7 مليون جنيه في أول أيامه بدور السينما

تصفيات كأس العالم.. قرعة الملحق تضع السعودية فى مواجهة العراق وإندونيسيا

إمام عاشور ينشر صورته مع زيزو من داخل صالة الجيم بالأهلى

لا يفوتك


المزيد من Trending Plus
Youm7 Applcation Icons
اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع هواوى