نتيجة الدبلومات الفنية 2025 الدور الثانى

إسرائيل لم تواجه جيشا نظاميا منذ 1973 وحربها فى غزة ولبنان ضد ميليشيات!

دندراوى الهوارى
دندراوى الهوارى
بقلم : دندراوى الهوارى

نحن لا نجنح للتهويل أو التقليل من الغير، ولا نؤمن بنظرية المؤامرة فى المطلق، ولكن نضع الأمور فى نصابها الصحيح، وفق الحقائق والمعلومات والتحليل والقراءة الجيدة للأحداث، وهى معادلة تحتاج جهدا كبيرا، وقريحة قادرة على التقييم والفرز. وانطلاقا من هذه المعادلة، فإن التقييم العسكرى لما يحدث فى المنطقة من حروب إبادة بشرية، ونهم شديد للخراب والدمار، ومحاولات حثيثة لتغيير الخريطة الجغرافية للشرق الأوسط تتزعمها إسرائيل - حسب ما أكده بنيامين نتانياهو - عبارة عن حروب ضد ميليشيات وليست جيوشا نظامية مؤهلة وقادرة على الردع.

إسرائيل ومنذ هزيمتها النكراء فى السادس من أكتوبر 1973 لم تخض حربا ضد جيوش نظامية تمتلك قدرات عسكرية، تسليحا وتدريبا وتأهيليا وتتمتع بتاريخ عريق فى العسكرية وإدارة المعارك، وأن المعارك التى تخوضها إسرائيل حاليا، ضد شعوب منكوبة بميليشيات مسلحة لا تعلم عن العسكرية شيئا، سوى حرب الشوارع، وتنفيذ عمليات فردية.

الجيش الإسرائيلى الذى يستعرض عضلاته، ضد شعب أعزل من السلاح، ويمارس جرائم ضد الإنسانية ويقضى على الحرث والنسل، يرتكز على الدعم المطلق من أكبر قوى على سطح الأرض، الولايات المتحدة الأمريكية، ودول أوروبية قوية مثل ألمانيا وبريطانيا، دعم سياسى يحول دون إصدار قرارات قوية من الأمم المتحدة وغيرها من المؤسسات الدولية المعنية بجرائم الحرب، حتى قرار المحكمة الجنائية الدولية والمتعلق بإصدار مذكرتىّ اعتقال بحق رئيس الوزراء الإسرائيلى بنيامين نتنياهو ووزير دفاعه السابق يوآف جالانت، وقالت فى حيثيات قراراتها إن هناك «أسبابا منطقية» للاعتقاد بأنهما ارتكبا جرائم حرب وجرائم ضد الإنسانية فى قطاع غزة، وقفت أمريكا فى وجه المحكمة، وهددتها بالويل والثبور وعظائم الأمور، فقد أقر مجلس النواب الأمريكى، مشروع قانون بفرض عقوبات على المحكمة الجنائية الدولية، والذى يتضمن منع مسؤولى «الجنائية» الذين يلاحقون الأمريكيين والحلفاء من تأشيرة دخول البلاد وإلغاء أى تمويل مخصص للمحكمة، كذلك تجب معارضة أى إجراء من المحكمة ضد أمريكا أو إسرائيل أو أى حليف آخر.

أما الدعم العسكرى، فحدث ولا حرج، أسلحة متطورة وذكية فائقة الدقة، وتكنولوجيا متطورة، ما مكنها من اختراق أجهزة البيجر التى يقتنيها قيادات وأعضاء حزب الله، وهى الضربة الموجعة والمؤلمة للحزب، بجانب الدفع بعسكريين أمريكيين متخصصين فى إدارة معارك المدن واشتباكات الشوارع، يديرون المعارك من غرف عمليات الجيش الإسرائيلى، ضد ميليشيات مسلحة بأسلحة تقليدية.

الشاهد، ورغم كل هذا الدعم المطلق للجيش الإسرائيلى، فإنه لم يخض حربا ضد جيش نظامى يمتلك القدرة والكفاءة القتالية، وأن كل معاركه ضد ميليشيات مسلحة تسليحا تقليديا يُستخدم فى حرب المدن والشوارع، مثل التى واجهها فى قطاع غزة، أو ضد حزب الله الذى لا يمتلك سوى منظومة صواريخ وعدد من المسيرات فقط، ويفتقد لقدرات الجيوش النظامية، منها على سبيل المثال منظومة دفاع جوى متطورة، ومقاتلات وسلاح جوى، وأسطول بحرى قادر على حسم المعارك.

حتى الضربات المتبادلة بينها وبين إيران، مجرد فقاعات ورسائل «رومانسية» تدغدغ شعبيهما سواء فى تل أبيب أو طهران!
لذلك عندما لاحت الفرصة لإسرائيل عقب سقوط نظام بشار الأسد فى سوريا، سارعت بتدمير كل البنية التحتية للجيش السورى، بأكثر من 500 غارة جوية - وفق تصريحات إسرائيلية رسمية - أسفرت عن تدمير سلاح الجو السورى بالكامل، من طائرات مقاتلة ومروحيات هجومية وطائرات مُسيّرة، وحظائر الطائرات، ورادارات، ومنصات ومخازن صواريخ الدفاع الجوى بكل أنواعها.

كما دمرت سفن الأسطول البحرى، ويمكن القول إنها قضت على سلاح البحرية بالكامل، والقواعد العسكرية ومراكز البحوث العلمية، ومواقع الصناعات العسكرية، والهدف تجريد سوريا من جيشها النظامى، وسلاحها، وتصير منزوعة الأنياب والمخالب، لتتمكن إسرائيل من تنفيذ مشروعها وسريعا!
تدمير إسرائيل لجيش سوريا «النظامى» كان هدفا استراتيجيا، مثلما حدث ودُمر الجيش العراقى على يد أمريكا، والاكتفاء فقط بتمكين الميليشيات، حتى تكون لقمة سائغة تلتهما تل أبيب فى أى لحظة بكل سهولة ويسر.

لذلك يتبقى جيش مصر النظامى والرقم الصحيح فى معادلة توازن القوى الإقليمية والدولية، تأسيسا على عقيدته العسكرية المتجذرة فى عمق التاريخ، وصارت العقيدة القتالية المصرية، مدرسة متفردة بذاتها، ترتكز على مخزون الانتصارات فى المعارك الكبرى المدونة فى سجلات التاريخ بأحرف من نور، وهى العقيدة القادرة على المواجهة وحفظ وصون الأمن القومى المصرى بمفهومه الشامل، والدفاع ببسالة عن الأرض والمقدرات.

Google News تابع آخر أخبار اليوم السابع على Google News

Trending Plus

اليوم السابع Trending

الأكثر قراءة

محافظ القاهرة: إخلاء ميدان رمسيس من الإشغالات والباعة خلال أيام

زوج يقيم جنحة ضرب ودعوى سب ضد زوجته ويتهمها بإلحاق إصابات به بعد شهرين زواج

وزارة الزراعة تطرح طبق البيض بـ130 جنيها فى منافذها المتحركة لمواجهة الغلاء

من الشهرة للسجن.. قصة سقوط صانعة المحتوى سوزي الأردنية

التحريات تكشف تفاصيل مصرع عامل فى مدينة 6 أكتوبر


موعد إجازة المولد النبوى 2025 للعاملين بالقطاعين العام والخاص فى مصر

أزمة فى جيش الدولة العبرية.. وول ستريت: القادة العسكريون يعانون لإيجاد عدد كاف من قوات الاحتياط.. ومناشدات عبر الواتس آب لطلاب الجامعات للانضمام.. والبعض يرفض بسبب "السلوك غير الأخلاقى" مع الفلسطينيين

إلغاء بروتوكول حماية القُصَّر فى منتخب إسبانيا

تعاون جديد بين سميرة سعيد وأحمد أمين فى ألبومها الجديد

أجواء حارة نهارًا وشبورة.. حالة الطقس اليوم الأربعاء 3 سبتمبر 2025 فى مصر


ياسر ريان: تعيين وليد صلاح الدين مديرا للكرة فى الأهلي قرار تأخر كثيرا

مواعيد مباريات الجولة السادسة لمسابقة الدوري المصري

جامعة سوهاج تكتب فصلا جديدا في التنمية الأكاديمية بخريطة مشروعات غير مسبوقة.. رئيس الجامعة: 10 مليارات جنيه لتنفيذ 15 مشروعا عملاقا.. والمشروعات تعكس رؤية الدولة في دعم التعليم العالي طبيا وتعليما.. صور

على الحجار يلتقى بجمهور ساقية الصاوى 24 سبتمبر

جهود مكثفة من محافظة الفيوم لدعم الأسر الأولى بالرعاية والمرضى.. مبادرة لبيع اللحوم بأسعار مخفضة.. توفير الرعاية الصحية على نفقة الدولة.. والمحافظ يوجه بتنفيذ تدخلات الحماية الاجتماعية للفئات الأكثر احتياجاً

ترتيب مجموعة منتخب مصر قبل مواجهة إثيوبيا بتصفيات كأس العالم

طالبته بالزواج منها.. الإعدام للمتهم بقتل فتاة وإحراق جثتها بالخانكة

لامين يامال: كل لاعب يحلم بالفوز بالكرة الذهبية

وزارة الصحة تصدر بيانا حول واقعة وفاة الإعلامية عبير الأباصيري

ترامب يستعد لأول ظهور رسمى بعد شائعة الوفاة.. وقرار مصيرى ينتظر "البنتاجون"

لا يفوتك


المزيد من Trending Plus
Youm7 Applcation Icons
اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع هواوى