صراع الكازينوهات فى سباق القمار.. أرباح مليارية تتدفق وسط مخاوف اجتماعية ومخاطر الإدمان.. منافسة بين لاس فيجاس وماكاو.. الأولى تستعيد مكانتها العالمية كعاصمة للمراهنات.. وسنغافورة تسعى لدخول السباق.. فيديو وصور

تعد صناعة القمار من الصناعات المربحة على مستوى العالم، حيث تساهم بشكل كبير فى اقتصاد العديد من الدول والمدن الكبرى على الرغم من المخاوف الإجتماعية والثقافية والدينية التى تدفع بعض المجتمعات إلى مقاومة تقنين هذه الصناعة، حيث يرتبط القمار بمشاكل مثل الإدمان، تدمير العلاقات الأسرية، وزيادة الجرائم المالية، مما يؤدى إلى تحفظات من بعض الأفراد والهيئات التى ترى أن تقنينه قد يعزز من هذه الآثار السلبية.
ولا تقتصر صناعة القمار على الكازينوهات التقليدية فقط، بل تشمل المراهنات الرياضية، القمار عبر الإنترنت، واليانصيب، ومن بين أشهر المدن التي تعتمد بشكل رئيسي على القمار في اقتصادها، تبرز لاس فيجاس بولاية نيفادا الأمريكية كأيقونة لهذه الصناعة، ورغم التحديات التي واجهتها خصوصا مع صعود ماكاو الصينية، إلا أن لاس فيجاس لا تزال تحافظ على مكانتها كأحد أكبر أسواق القمار في العالم.

وتعتبر لاس فيجاس، المدينة الواقعة في ولاية نيفادا الأمريكية، بمثابة عاصمة القمار العالمية، منذ افتتاح أول كازينو في المدينة في أوائل القرن العشرين، أصبحت لاس فيجاس واحدة من الوجهات الأكثر جذبا للمقامرين من جميع أنحاء العالم، كونها تتميز بالكازينوهات الضخمة، العروض الترفيهية المميزة، والمرافق الفاخرة.

في عام 2022، بلغت إيرادات القمار في لاس فيجاس وحدها حوالي 8.2 مليار دولار، ما يعكس حجم السوق الضخم في المدينة، كما تعتبر هذه الأرباح جزءا رئيسيا من اقتصاد المدينة، حيث تساهم بشكل كبير في السياحة، الوظائف، والضرائب، كما يعد القمار المصدر الرئيسي للعديد من الخدمات المساندة مثل الفنادق، المطاعم، العروض الترفيهية، والنقل.

وتختلف أنواع القمار في لاس فيجاس عن تلك الموجودة في العديد من المدن الأخرى، هناك العديد من الألعاب التي يتم تقديمها في الكازينوهات مثل، الروليت، البوكر، السلوتس "آلات القمار"، البلاك جاك، المراهنات الرياضية.
هذا التنوع يجعل من لاس فيجاس وجهة مفضلة للمقامرين من مختلف أنحاء العالم، كما يوفر فرصًا واسعة للزوار لتجربة مختلف أنواع القمار في بيئة قانونية ومنظمة.
منافسة حادة بين ماكاو ولاس فيجاس
وعلى الرغم من أن لاس فيجاس كانت ولا تزال رمزا عالميا لصناعة القمار، إلا أن ماكاو في الصين أصبحت منافسا قويا لها في السنوات الأخيرة، في السنوات الماضية كانت ماكاو تتفوق على لاس فيجاس من حيث الإيرادات، حيث سجلت إيرادات تصل إلى 36 مليار دولار أمريكي في عام 2019، متفوقة بذلك على لاس فيجاس، ويعود هذا التفوق إلى عدة عوامل، أبرزها أولا: التقارب الجغرافي مع الصين، حيث تستفيد ماكاو من قربها الجغرافي من الصين، مما يجعلها وجهة مفضلة للعديد من الزوار الصينيين، الذين يعتبرون القمار جزءا من ثقافتهم، ثانيا: الاستثمارات الضخمة حيث شهدت ماكاو استثمارات ضخمة في بناء الكازينوهات الفاخرة، مما جعلها منافسًا قويًا للوجهات الأخرى.
وعلى الرغم من التفوق الذي حققته ماكاو على لاس فيجاس في عدة سنوات، إلا أن لاس فيجاس تمكنت من استعادة مكانتها في عام 2022، يرجع هذا التراجع في إيرادات ماكاو إلى عدة أسباب، أبرزها القيود الصحية حيث فرضت الحكومة الصينية العديد من القيود على السفر بسبب جائحة كورونا، مما أثر سلبًا على صناعة القمار في ماكاو.
كذلك الضغوط الحكومية، حيث قامت الحكومة الصينية في تطبيق ضغوط على صناعة القمار في ماكاو، وتشديد الرقابة على الكازينوهات، مما أثر على تدفق الأموال إلى المدينة، بالإضافة إلى ذلك التغيرات في سلوك المستهلكين حيث بدأت فئة جديدة من المقامرين في تفضيل لاس فيجاس على ماكاو بسبب تنوع العروض الترفيهية والأنشطة السياحية في لاس فيجاس.
وتعتبر سنغافورة من الدول التي شهدت طفرة في صناعة القمار في العقد الأخير، على الرغم من أنها ليست من المدن التاريخية في صناعة القمار مثل لاس فيجاس وماكاو، إلا أن سنغافورة نجحت في جذب ملايين السياح بفضل استثماراتها الضخمة في الكازينوهات مثل مارينا باي ساندز و ريفرسايد، في عام 2019، بلغت إيرادات القمار في سنغافورة حوالي 4.5 مليار دولار أمريكي، مما يعكس نموا ملحوظا في هذه الصناعة.
مخاوف اجتماعية ودينية

ورغم ذلك لا يسمح بالقمار في جميع الولايات الأمريكية، فقط بعض الولايات مثل نيفادا، نيوجيرسي، و ميسيسيبي تقنن هذه الصناعة، أما الولايات الأخرى، فيتم حظر القمار فيها أو يتم تقنينه في أماكن محدودة مثل الهنجارات أو النوادي الخاصة، ويرجع ذلك إلى المخاوف الاجتماعية حيث يؤدي القمار إلى مشاكل اجتماعية مثل الإدمان، مما يجعل بعض الولايات تتجنب تقنينه، كذلك المعتقدات الدينية فبعض الولايات ترى أن القمار يتعارض مع القيم الأخلاقية، بالإضافة إلى الضغط السياسي ففي بعض الأحيان، يكون هناك مقاومة من قبل السياسيين المحليين الذين يرون أن القمار قد يؤثر سلبا على المجتمع.
مخاطر القمار
على الرغم من تحقيق بعض الدول العالمية أرباح من صناعة القمار، إلا أن هناك العديد من المخاطر التي ترتبط بها، مثل الإدمان على القمار والذي إلى تدمير حياة الأفراد والمجتمعات، كذلك الجرائم المالية، حيث يسهم القمار في زيادة الجرائم المالية مثل غسل الأموال، بالإضافة إلى تأثيرات اجتماعية تتعلق بزيادة الفقر والمشاكل الأسرية في المجتمعات التي تعتمد عليه بشكل كبير.
وتختلف صناعة القمار في لاس فيجاس عن ماكاو في عدة جوانب منها الأنشطة الترفيهية، ففي لاس فيجاس يعد القمار جزء من تجربة ترفيهية أكبر تشمل العروض الحية، المطاعم الفاخرة، والفعاليات العالمية، أما في ماكاو، فتركز الصناعة بشكل أكبر على القمار فقط، كذلك القاعدة الجماهيرية ففي لاس فيجاس، الزوار من جميع أنحاء العالم يأتون للاستمتاع بتجربة شاملة، بينما في ماكاو، التركيز الأكبر على السياح الصينيين.
وفي عام 2022، حققت الكازينوهات التجارية في الولايات المتحدة إيرادات قياسية تجاوزت 60 مليار دولار، مسجلة نموًا بنسبة 14% مقارنة بالعام السابق، حيث شكل القمار التقليدي أكثر من 80% من الإيرادات، بينما ساهمت المراهنات عبر الإنترنت بحوالي 20% من إجمالي الإيرادات، كما سجلت المراهنات الرياضية نموا ملحوظا، حيث بلغ إجمالى المبالغ المراهنة 93.2 مليار دولار، مما يعكس التوسع الكبير في هذا القطاع.
وكانت مدينة لاس فيجاس فى صدارة أسواق القمار، حيث حققت إيرادات بلغت 8.2 مليار دولار، بزيادة 17% عن العام السابق، مما يعزز مكانتها كأكبر وجهة للقمار في الولايات المتحدة، تلتها أتلانتيك سيتي، التي حققت 2.8 مليار دولار، بينما شهدت أسواق أخرى مثل شيكاغو وبالتيمور-واشنطن نموا قويا أيضا، هذا النمو يعكس الطلب المتزايد على مختلف أنواع القمار، من الألعاب التقليدية إلى المراهنات الرياضية والمراهنات عبر الإنترنت.
Trending Plus