التوابيت الكانوبية

من المكتشفات الجميلة بمقبرة الفرعون الذهبي الصغير "توت عنخ آمون" هى التوابيت الكانوبية، وقد عثر على أربعة توابيت صغيرة داخل الصندوق الكانوبي لـ "توت"، وهذه التوابيت عبارة عن نموذج طبق الأصل من التوابيت الملكية التي عثر عيها ، وكانت تحفظ أحشاء الملك المحنطة.
وكل تابوت صنع من الذهب الخالص ومدعم بالزجاج الملون والأحجار النصف كريمة، وتعتبر هذه التوابيت قمة في الفن لم نراه في أي عصر آخر.. وهذه التوابيت تأخذ شكل الملك في شكل المومياء وتظهر الملك يلبس رداء النمس وتحميه الكوبرا إلهة الشمال والعقاب للجنوب، وتوجد اللحية تظهر إلوهيته، وكل تابوت على صورة صدرية أو عقد واسع، وسوف نجد أن الأذن بها فتحة للحقان، ويحمل في كلتا يديه الصولجانا والمذبة من الرموز الملكية أو التي تشير إلى رمز السلطة لدى الملك، وسوف نجد أن سمات الوجه تتشابه مع تماثيل الملك الأخرى، بل وفي الوهلة الأولى سوف تجد أن الوجه قد يماثل القناع الذهبي.
وإذا ما قمنا بالتوثيق في شكل التابوت سوف نجد أن الشفاة والأنف صغيرة والعيون واسعة، وقد وجد بعض علماء المصريات أن الخراطيش الموجودة داخل المناظر يعتقد أنها أصلاً كانت تخص اسم "عنخ خبرورع"، ويعتقد أن هذا الاسم أحد أسماء "سمنخ كارع" و "نفر - نفرو آتون".
وعلى الجوانب مناظر الإلهات الحاميات وهما "واچت" و"نخبت" ممثلتين على شكل الطيور وأجنحتهما تحمي الملك، ويحملان بمخالبهما علامة الـ(شن) رمز الأبدية ويوجد أسفل كل غطاء للتابوت على نص هيروغليفي وهو عبارة عن أقوال يجب أن تقال عن طريق آلهة الأواني الكانوبية الأربعة، وفي الداخل لكل تابوت من هذه التوابيت الصغيرة منظر محفور للإلهة "نوت" إلهة السماء تقف على العلامة الهيروغليفية الخاصة بالسماء وتبسط جناحيها لتحمي الملك في رحلته إلى العالم الآخر.
وداخل التوابيت سوف نجد نصوصا قد صممت لكي تحمي الملك خلال رحلته إلى العالم الآخر، وهذه التوابيت الصغيرة تعتبر من أجمل ما عثر عليه داخل المقبرة وخاصة لأن الشكل الصغير لهذه التوابيت غير مألوف من قبل ويعطي إحساس بأن الفنان قد استطاع أن يرسم الجمال على كل قطعة موجودة بل ووضع على غطاء التابوت الأشكال الجميلة من رموز هندسية إلى رموز تمثل أجنحة الإله حورس".
وعندما أنظر إلى الوجه أحس أنني أمام شاب صغير وسيم أعطى الفنان الحياة لكل تابوت من هذه التوابيت، وقد سافر أحد هذه التوابيت في رحلة معرض الملك توت عنخ آمون" إلى أمريكا عام 2005م، وكانت هذه التوابيت هي القطعة الفريدة التي استعملت لعمل الدعاية للملك في كل شوارع المدن التي عرض فيها المعرض بأمريكا وأوروبا واليابان وأستراليا، وقد بهر أنظار العالم كله، بل ولم يتحدث الزائرين عن عدم وجود القناع بالمعرض لأن هذا التابوت هو تحفة فنية جعلت العالم كله يحترم الفنان الذي استطاع أن يرسم هذا الجمال الفريد ويجعل هذه التوابيت من أهم قطع "توت عنخ آمون" والتي عثر عليها بالمقبرة ووصل عددها إلى أكثر من خمسة آلاف قطعة.
Trending Plus