تل العمارنة بالمنيا حكاية تاريخية عظيمة.. هنا كانت مدينة إخناتون ونفرتيتى حيث انطلقت أول دعوة للتوحيد.. تضم المقبرة الملكية والمعبد الأتونى.. مدير السياحة: المنطقة بها أول جسر معلق فى التاريخ.. فيديو وصور

معبد أتون

المنيا-حسن عبد الغفار

الجمعة، 17 يناير 2025 07:00 م

مدينة تل العمارنة التابعة لمركز ديرمواس جنوب المنيا، تقع على بعد حوالي 60 كم جنوب شرق مدينة المنيا، وهى المنطقة التي اختارها أخناتون وزوجته نفرتيتي لإقامة عاصمة مملكته المسماة (أخت آتون) من أجل عبادة الإله الواحد (آتون) الذي رُمز إليه بقرص الشمس، تخرج منه أشعة تنتهي بأيد بشرية لتهب الحياة للكون.

كانت مدينة أخت آتون (تل العمارنة حالياً) عاصمة لمصر في عصر الدولة الفرعونية الحديثة وأحاط أخناتون مدينة أخت آتون بأربعة عشرة لوحة حدودية بينها اللوحة المنحوته فى الصخر وبجوارها تمثالين لإخناتون ونفرتيتى، كتب عليها أنه لن يغادر المدينة حيا أو ميتا، وقد أعطى إخناتون حرية كاملة للفنان للتعبير عن نفسه وما يحيط به مكوناً بذلك أول مدرسة للفن الواقعي المعروفة عالمياً بفن العمارنة.

قال الدكتور ثروت الأزهرى أن مدينة تل العمارنه كانت عاصمة مصر فى عصر الدولة الفرعونية الحديثة، وأهم مقابرها مقبرة مرى رع وهى للكاهن الاكبر لاخت اتون اتون، وحامل المروحة اليمين للملك اخناتون، وتحتوى تلك المقبرة على مجموعة من النقوش التى تعبر عن الفن الأصيل، ومنها العربه الحربية، وقرص الشمس، وكذلك النقوش التى تعبر عن الأهتمام بذوى الإحتياجات الخاصة، كذلك مجموعة المقابر الشمالية: وعددها 6 مقابر (مقبرة حويا – مقبرة أحموزا – مقبرة مري رع – مقبرة بنتو – مقبرة بانحسى) وهي مقابر للأمراء والوزراء.

وأضاف الأزهرى أن أهم المقابر ايضا على الإطلاق هى المقبرة الملكية، أو مقبرة إخناتون الملكية والتى تقع على بعد 12 كم من مدينة تل العمارنة في وادي يتجه ناحية الشرق، وتصميمها مثل المقابر الملكية في وادي الملوك بالأقصر، وتضم المقبرة، المدفن الرئيسى لأخناتون، والحجرة المجاورة قد تكون لنفرتيتى، ومن المحتمل أن تكون الاميرة مكت ٱتون قد تم دفنها فى الغرفة المجاورة، وتظهر المشاهد الحداد على الأميرة.

وأضاف أنه بعد وقت قصير من وفاة إخناتون تم نقل محتويات المقبرة الملكية إلى الأقصر، لإعادة دفنها فى وادى الملوك وتم إعادة عدد من الممياوات من مرحلة العمارنة وعدد من الأثاث الجنائزى، وقد اختار إخناتون تلك المنطقة لأنها كانت منطقة بكر، ومن تلك المنطقة العمارنة، جعلها إخناتون لعبادة الإله اتون والذى رمز إليه بقرص الشمس، بالإضافة إلى مجموعة المقابر الجنوبية: وعددها 19 مقبرة وأهمها مقبرة (آي) كبير كهنة الآله آتون يوجد بالمقبرة صالة بها 15 عمود على شكل أحزمة البردي ومن أهم المناظر الموجودة بها أناشيد أخناتون.

واستطرد الأزهرى قائلا ، يوجد فى الناحية الشمالية قصر إخناتون ويمكن حتى الآن رؤية الأساسات والفناء الكبير للقصر، كذلك ملحقات القصر (منزل الخدم والحريم)، وقد كانت أرضيات القصر مغطاة بالبلاط الملون ويوجد أجزاء منها بالمتحف المصري بالقاهرة، وهذا القصر يمتد بطول 600 متر حتى ضفة نهر النيل، وكانت تزينه التماثيل وجدرانه مزينة بالقيانس والحجر الصلب، وقد كان يربط بين القصر معبدي آتون الصغير جسر مبنى بالطوب اللبن وهذا الجسر يعد اول جسر معلق فى التاريخ ومازالت شواهده قائمة حتى الان.

ولفت الأزهر قائلا أن الملك أخناتون أقام معبدى أتون الكبير والصغير فى مدينة تل العمارنة لعبادة الآله آتون، وكانت معابد آتون تتميز عن غيرها من معابد الآلهة الأخرى بأنها بلا سقف حتى تتخللها أشعة الشمس، ومازالت هناك شواهد لمعبد ٱتون الصغير وهو ثانى اكبر معبد فى أخت اتون وكان يطلق عليه فى ذلك الوقت قصر ٱتون، ومازال الغرض من هذا المعبد غير معروف حتى الأن، وقد كان المعبد مزينا بمناظر عبادة ٱتون.

ومن ناحيته أكد اللواء عماد كدوانى محافظ على أهمية دعم الجهود في تعزيز مكانة المنيا كوجهة سياحية بارزة، و استمرار العمل لدعم القطاع السياحي وتطوير بنيته التحتية لتحقيق المزيد من الإنجازات، التى ساهمت فى زيادة اعداد الزائرئين للمحافظة، وكان أخر التقرير تؤكد أن منطقة تل العمارنه بديرمواس، جاءت فى صدارت الاماكن السياحية والاثرية للسائحين.

وأوضح المحافظ أن هناك جهود كبيرة تبذل واهتمام كبير من القيادة السياسية لدعم ذلك القطاع، وهناك من الجهود ما سيتم الإعلان عنه وسوف يكون طفرة ونقلة نوعية فى قطاع السياحة بالمحافظة.