كيف تتغلب الصوب الزراعية على التغيرات المناخية؟.. توفر بيئة يمكن التحكم فيها.. تساعد على تحسين جودة الإنتاج.. وتسمح بزراعة 4 عروات داخلها.. واختيار البذور بناءً على توافقها مع درجات الحرارة لكل عروة

تعد الصوب الزراعية من أهم الأدوات الحديثة التي تساعد على مواجهة التغيرات المناخية، حيث توفر بيئة مناخية يمكن التحكم فيها، مما يساعد على تحسين جودة الإنتاج، وزراعة محاصيل غير محدودة النمو، مما يزيد من كثافة الإنتاج في وحدة المساحة، كما أن استغلال التكنولوجيا والتطبيقات العلمية للدراسات البحثية المتتالية ساهم في نجاح الزراعة، وتقليل حجم الضغوط المفروضة على النباتات بفعل التغيرات المناخية، ما يؤثر على نموها بشكل سلبي.
و الصوب الزراعية واحدة من الخيارات العملية، التي تقدم حلًا لجموع المزارعين، للتغلب على تداعيات التغيرات المناخية، والتي أثرت على البيئة المحيطة بالنبات، وفرضت واقعًا جديدًا يعرقل إتمامه لعمليات نموه على النحو المطلوب، ووصوله لمعدلات الإنتاجية المرجوة من قِبل المزارعين.
أوضح الدكتور محمد العشرى الباحث بقسم الزراعات المحمية بمركز البحوث الزراعية أن تدريب النباتات يشبه تطعيم الأطفال في سن مبكر لتحفيز جهازهم المناعي، مشيرًا إلى أن نفس الفكرة تنطبق على النباتات، حيث يتوجب على المزارع تعريض الشتلات لضغوط طفيفة في بيئة المشتل، بحيث تكون مستعدة لمواجهة التحديات البيئية عند زراعتها في الحقل المفتوح أو الصوب الزراعية.
وشدد على خطورة وتداعيات توفير بيئة "مرفهة" للنباتات داخل المشتل، مؤكدًا أنها تصاب بصدمة شديدة، عند نقلها إلى الظروف الخارجية، مما يؤثر سلبًا على الإنتاج.
وأوضح العشرى كيفية تجهيز الصوب الزراعية لاستقبال الشتلات في العروة الشتوية، مؤكدًا أن الخطوة الأولى هي إزالة بقايا المحصول السابق وتطهير الصوب من الداخل من خلال غسل التربة بشكل كامل و تقسيم الأرض إلى "أحواض" وغمرها بالماء للتخلص من الأملاح المتبقية من الموسم السابق، ويجب تكرار عملية الغسل ثلاث مرات بفاصل زمني قدره 5 أيام بين كل عملية غسل و يتوجب على المزارع بعد إتمام عملية الغسل، الاهتمام بتهوية التربة وتشميسها باستخدام المحراث، ثم إقامة الخطوط والمصاطب.
أوضح العشرى أنه من الضروري إضافة مكونات التسميد الشتوي، والتي تشمل سبلة الدواجن، والسوبر فوسفات، وسلفات النشادر، وسلفات البوتاسيوم، والكبريت، وسلفات المغنيسيوم، على أن يتم تقليب هذه المكونات جيدًا في التربة، محذرًا من استخدام الكومبوست الحيواني غير النظيف، لاحتمال احتوائه على آفات يصعب السيطرة عليها مثل النيماتودا.
وأكد على أهمية زراعة محاصيل العروة الشتوية داخل الصوب الزراعية، في ظل التغيرات المناخية التي تؤثر بشكل كبير على درجات الحرارة صيفًا وشتاءًا، مشيرًا إلى أن العروة الشتوية هي الأفضل للزراعة داخل الصوب، لأن التكاليف فيها تكون أقل بكثير مقارنة بالصيف.
وأوضح أن الزراعة في فصل الشتاء، يمكن التحكم في ظروف النمو عن طريق إغلاق الصوب وتوفير بيئة مناسبة للنباتات دون الحاجة إلى استخدام الكثير من التهوية أو التبريد، ما يوفر في التكاليف بشكل كبير مقارنة بالزراعة في الصيف التي تتطلب تشغيل مراوح و شفاطات تبريد، مما يرفع من تكلفة الإنتاج.
وأشار إلى أن الهجن الموجودة داخل الصوب الزراعية تتميز بصفات إنتاجية عالية وجودة ممتازة، مما يجعلها مؤهلة للتصدير، مع ضرورة اختيار الهجين المناسب، مع وجود أربع عروات رئيسية داخل الصوب وهي "الشتوية، الخريفية، الربيعية، والصيفية" واختيار البذور بناءً على مدى توافقها مع درجات الحرارة المتوقعة لكل عروة، ومعرفة المواصفات الحرارية لكل بذرة لتحقيق أفضل إنتاجية في الوقت المناسب.
وشدد على أن الصوب الزراعية تتطلب احتياطات خاصة لضمان عدم دخول آفات خطيرة مثل النيماتودا، مشيرًا إلى أنه من الصعب تغيير موقع الصوبة بعد إنشائها، لذا يجب أخذ كل الاحتياطات اللازمة قبل زراعتها لضمان نجاحها في تحقيق المستهدف منها على صعيد حجم الإنتاجية ومعدلات الجودة.
Trending Plus