عيد الشرطة 73.. "اليوم السابع" يوثق قصص شهداء موقعة 25 يناير 19152.. دماء زكية سقطت لتروي أرض الحرية.. الروح الحية للإسماعيلية حينما سقطت الأرواح لترتقي البلاد.. وهنا سطر الأبطال ملاحم التضحية والفداء

الزميل محمود عبد الراضى أمام لوحة شرف شهداء معركة الإسماعيلية
الزميل محمود عبد الراضى أمام لوحة شرف شهداء معركة الإسماعيلية
كتب محمود عبد الراضي

في صباح 25 يناير من عام 1952، كانت الإسماعيلية تشهد على واحدة من أروع الملاحم البطولية التي سطرها رجال الشرطة بدمائهم الطاهرة، معركة لا تزال عالقة في ذاكرة الوطن، تذكرنا بشجاعة رجال الشرطة الذين وقفوا صامدين أمام جيش الاحتلال البريطاني، يرفضون الاستسلام ويقبلون الشهادة.

لم تكن المعركة مجرد مواجهة عسكرية، بل كانت رمزًا للكرامة المصرية، حيث دافع رجال الشرطة بكل ما أوتوا من قوة عن أرضهم ووطنهم، وبينما كانت القوات البريطانية تحاول فرض هيمنتها، كان ضباط وأفراد الشرطة يواجهون ببسالة، يقاومون بكل ما لديهم من إرادة، حتى سقط منهم العشرات شهداء، وتبقى أرواحهم تسكن كل زاوية من زوايا تاريخ هذا الوطن.

في تلك اللحظات، لم تكن الأسلحة هي التي تحدد مصير المعركة، بل كانت القلوب الصامدة، والإرادة الحديدية، والروح الوطنية التي انطلقت من رجال الشرطة وهم يرفعون علم مصر عاليًا، حتى في مواجهة الموت. كانت دماؤهم هي الثمن الذي دفعوه من أجل حرية هذا الوطن، وكانت تضحياتهم أشبه بالنور الذي ينير طريق الأجيال القادمة.

اليوم، ونحن نحتفل بعيد الشرطة، نرفع رأسنا عاليًا تقديرًا لأولئك الأبطال الذين سطروا بدمائهم أروع دروس الوفاء والولاء للوطن.
معركة الإسماعيلية 1952 ليست مجرد صفحة في التاريخ، بل هي روح حية تنبض في قلوبنا، تذكرنا بأن التضحيات هي أساس بناء الأمم العظيمة.

تحية لهؤلاء الأبطال، وعلى رأسهم السيد محمد الفحل، وعلى السيد على، وعبد الحكيم أحمد جاد، وثابت مصطفى، وأحمد مراد أحمد، وعبد ربه عبد الجليل عامر، ومحمد أحمد إبراهيم المنشاوى، وفتحى بدوى أحمد الحليوى، وعبد الله عبد المنعم فرج، ومصطفى عبد الوهاب محمود ومحمد الطوخى رمضان، وسيد على حسين، وحسين عبد السلام قرنى، والسيد مجاهد على الزيات، وعبد النبى سالم جمعة، ومحمد أحمد حمدى، وعبد الحميد عبد الرازق، وأبو المجد محمد مصطفى، وعبد السلام سليم صالح، ورضوان أحمد محمد حيدر، وكامل مازن حسين، وفؤاد عبد الرازق على، وأحمد أبو زيد منياوى، وعبد الحميد معوض حشيش، وعبد الفتاح شاهين، وعبد الله مرزوق عبد الله، ومحمد إبراهيم أحمد، ومحمد محمود بدوى، وفرج السيد إسماعيل، وعبد الحميد مسلمى أحمد، وعبد السلام أحمد إبراهيم، ومحمد الجندى إبراهيم، وفتحى أمين جمعة، ورياض عبود أسعد، وعبد الغنى محمد خليفة، واليمانى إسماعيلى إبراهيم، وعبد الفتاح عبد الحميد، وبسيونى على الشرقاوى، ومحمد محمد البياعة، وأمين عبد المنعم السيد، ومحمد حسن محمود حسن، ومحمد المليجى أحمد مصيلحى، وبهى الدين على حجازى، وعبد الفتاح عبد النبى العطار، وعبد المنعم بيومى على البنا، ومحمد عبد المعطى حسن عيد، ومحمود محمد عبد الرحمن فودة، وحسن عبد السلام عبد المنعم، ومحمود حسن عفيفى عمارة، ومحمد عبد الغنى السيد الفيشاوى، ومحمد أحمد على زايد، وعلى محمد منصور الطبال، وأحمد محمد فريد، وأبو الفتوح أحمد أبو الفتوح، وعبد الحميد إبراهيم على منصور، وسعد على السايس.


معركة الأبطال.. كيف قاوم رجال الشرطة؟

في الساعة السابعة صباحًا، بدأ الهجوم البريطاني العنيف على مدينة الإسماعيلية، اندلعت أولى شرارات المجزرة عندما بدأت المدافع البريطانية تفتح النار على المباني، ثم تبعتها دبابات السنتوريون التي كانت تُقصف بكل قوتها دون تردد.


في مواجهة هذا العصف المدمِّر، تصدى رجال الشرطة المصريون ببنادقهم العتيقة، يقاومون ببسالة حتى نفدت ذخيرتهم.
وقد كانت شجاعتهم في مواجهة هذه الآلة الحربية الضخمة مصدر إلهام للمصريين في كل مكان.


الرد المصري: لن تتسلمونا إلا جثثًا هامدة

وفي لحظة تاريخية، وقف النقيب مصطفى رفعت، ضابط صغير الرتبة لكنه متأجج الوطنية، أمام جنرال بريطاني مغرور، ليصرخ في وجهه بشجاعة لا مثيل لها: "لن تتسلمونا إلا جثثًا هامدة". هذا الرد لم يكن مجرد كلمات، بل كان تعبيرًا عن إرادة الشعب المصري في مقاومة الاحتلال، مهما كانت التضحيات.


إعجاب الأعداء بشجاعة المصريين

ورغم أن النيران لم تتوقف، وظلت المدافع تقصف بلا هوادة، ورغم أن رجال الشرطة ظلوا صامدين حتى النهاية، إلا أن الشجاعة المصرية لفتت انتباه العدو.


كان الجنرال البريطاني إكسهام معجبًا بمقاومة رجال الشرطة، فقال: "لقد قاتل رجال الشرطة المصريون بشرف واستسلموا بشرف"، ولم يكن من الممكن أن يمر هذا الموقف دون تكريم، فقد أمر الجنرال البريطاني جنوده بأداء التحية العسكرية لرجال الشرطة المصريين تكريمًا لشجاعتهم وإخلاصهم في الدفاع عن وطنهم.


أرواح الشهداء

سقط في المعركة 56 شهيدًا من رجال الشرطة، بينما جُرح 80 آخرون، في معركة كانت تمثل أسمى درجات التضحية، وعلى الرغم من أن القوات البريطانية حققت النصر العسكري، إلا أن روح المقاومة المصرية ظلت حية في نفوس الأبطال.


فى المقابل سقط 13 ضابطًا بريطانيًا قتيلاً و12 آخرين جرحى.


ذكرى لا تمحى

ورصدت كاميرا اليوم السابع صورًا للأسلحة الحقيقية التي استخدمت في معركة الاسماعيلية ، ورغم مرور أكثر من سبعة عقود على تلك المعركة، إلا أن ذكراها تبقى حية في قلوب المصريين، كانت معركة الإسماعيلية، بكل أسلحتها وأبطالها، محطة فارقة في تاريخ المقاومة الوطنية. ولعل العبرة التي تظل تتردد هي أن الأسلحة مهما كانت قوتها، تبقى عاجزة أمام الإرادة الوطنية الراسخة، التي لا تنكسر.

 

Trending Plus

اليوم السابع Trending

لا يفوتك


المزيد من Trending Plus
Youm7 Applcation Icons
اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع هواوى