تنصيب ترامب.. الولاية الثانية تبدأ رسميا بزخم يتجاوز "حدود المريخ".. الطوارئ الوطنية ومنع المهاجرين أول قرارات رئيس أمريكا.. الانسحاب من اتفاقية المناخ ضمن حزمة ساعات الرئاسة الأولى.. وقبلة ميلانيا تثير الجدل

اتجهت أنظار الملايين حول العالم إلى العاصمة الأمريكية واشنطن لمتابعة حفل تنصيب دونالد ترامب، الرئيس الأمريكي الـ47 للولايات المتحدة. وبطبيعة الحال، تمكن ترامب من تصدر العناوين الأولى لكبرى وسائل الإعلام العالمية نظرا لتعهداته باتخاذ قرارات حاسمة تتعلق بالعديد من القضايا التي تتفاوت من فرض الطوارئ الوطنية على الحدود إلى رفع العلم الأمريكي على الحدود.

وفى خطاب التنصيب، رسم ترامب خريطة مبدئية تفصل الشكل الذى ستكون عليه رئاسته، وتطرق للعديد من القضايا من بينها تأكيد أن الولايات المتحدة الأمريكية سوف ترفع العلم الأمريكي فوق كوكب المريخ.

وأضاف أنه "لا أمة مثل أمتنا ولا طموح مثل طموحنا."

ويدعم ترامب خيار توجيه جهود وكالة الطيران والفضاء الأمريكية "ناسا" نحو الوصول إلى المريخ بدل القمر.

السيطرة على قناة بنما

وكان الرئيس الجمهوري هدد قبل أسابيع بأنه إذا لم تدر بنما القناة بطريقة مقبولة، فسوف يطالب البلد الحليف للولايات المتحدة، بتسليمها، وإعادتها للسيادة الأمريكية.

طوارئ وطنية

وأعلن مسئولون فى البيت الأبيض أن إدارة الرئيس الجديد ستعلن حالة الطوارئ الوطنية على الحدود وتوجه وزارة الدفاع بإرسال قوات مسلحة "لإقامة حواجز مادية" واستكمال بناء الجدار الحدودى.

إنهاء استخدام تطبيق يسمح للمهاجرين بدخول أمريكا بشكل قانوني

وبالتزامن مع مراسم حفل التنصيب، أنهت الإدارة الجديدة استخدام تطبيق حدودي يسمى CBP One والذي يسمح للمهاجرين بدخول الولايات المتحدة بشكل قانوني.

وتغلق هذه الخطوة مسارًا رئيسيًا للأشخاص الذين يتطلعون إلى القدوم إلى البلاد.

واستشهد مسئولو الأمن الداخلي بالتطبيق للمساعدة في تقليل عبور المهاجرين من خلال توفير طريقة منظمة للتقدم إلى الولايات المتحدة. ومع اختفاء ذلك الآن، وفرض قيود اللجوء، تم إغلاق الحدود فعليًا أمام طالبي اللجوء - وهي خطوة غير عادية.

الانسحاب من اتفاقية باريس للمناخ

كما أعلن بيت ترامب الأبيض الاثنين أن ترامب سيسحب الولايات المتحدة مرة أخرى من اتفاق باريس للمناخ، مما يزيل أكبر مصدر للانبعاثات في العالم من الجهود العالمية لمكافحة تغير المناخ للمرة الثانية.

وقالت شبكة "سى إن إن" الأمريكية إن القرار سيضع الولايات المتحدة إلى جانب إيران وليبيا واليمن باعتبارها الدول الوحيدة في العالم خارج اتفاق 2015، الذي وافقت الحكومات فيه على الحد من الانحباس الحراري العالمي إلى 1.5 درجة مئوية فوق مستويات ما قبل الصناعة لتجنب أسوأ آثار تغير المناخ.

ويعكس الإعلان، في وثيقة من البيت الأبيض، تشكك ترامب في الانحباس الحراري العالمي، ويتناسب مع أجندته الأوسع نطاقًا "لحفر مثقاب صغير" لضمان أمن الطاقة في الولايات المتحدة.

وكان ترامب انسحب من الاتفاق خلال فترة ولايته الأولى في منصبه.

قبلة غير مكتملة

ترامب وميلانيا فى حفل التنصيب

ومن بين المشاهد التي لاقت رد فعل واسع على وسائل التواصل الاجتماعى، قبلة ترامب غير المكتملة لزوجته ميلانيا فى بداية حفل التنصيب. وبدا أن الرئيس الأمريكي لا يستطيع الوصول إلى وجه زوجته، إما بسبب القبعة الكبيرة أو بسبب تعمد ميلانيا عدم تقبيله. وليس من المعتاد أن يتصدر الزوج الرئاسي الأخبار بسبب مواقف مشابهة إذ عجت فترة الرئاسة الأولى بمشاهد لهما وهما يتعمدان عدم الإمساك بيد أحدهما الآخر أو تجاهل بعضهما البعض.

محبة بعد عداوة

ترامب والقاضى جون روبرتس

ومن بين المشاهد المميزة كذلك، تلقين القاضي جون روبرتس اليمين الدستورية لترامب. فرغم أن المشهد يبدو عاديا، إلا أن هناك تاريخا يجمع الرجلان، فالقاضى لعب دورا محوريا وربما مفاجئا فى جعل ولاية ترامب الثانية ممكنة.

وقالت صحيفة "ذا بوليتكو" الأمريكية أن محكمة روبرتس أصدرت عدد من القرارات التي أثرت بشكل كبير على مسار حملة ترامب لعام 2024. كان الأول حكمًا بالإجماع في مارس والذي منع الجهود في الولايات لإبعاد ترامب عن الاقتراع بناءً على حكم الدستور الذي يحظر على المتمردين تولي المناصب العامة. وكان الثاني حكمًا 6-3 في يوليو بشأن الحصانة الرئاسية مما أدى إلى تعقيد وتأخير القضية الجنائية الفيدرالية ضده لمحاولته قلب الانتخابات الرئاسية الأمريكية لعام 2020.

ورغم العقبات الكبرى التي أزالتها المحكمة العليا لترامب على مدار العام الماضي، إلا أن ترامب وروبرتس كانا على علاقة صعبة منذ فترة طويلة. في عام 2016، عندما كان مرشحًا، وصف ترامب روبرتس بأنه "كارثة مطلقة" و"مخزية".

وبعد عامين، اشتبك الرجلان علنًا حول ميل ترامب إلى مهاجمة القضاة واتهامهم بالحكم لأسباب سياسية حزبية. وأصدر روبرتس بيانًا عامًا غير عادي يدافع فيه عن زملائه، وكتب: "ليس لدينا قضاة أوباما أو قضاة ترامب، أو قضاة بوش أو قضاة كلينتون".

رد ترامب: "آسف يا رئيس القضاة جون روبرتس، لكن لديك بالفعل قضاة أوباما"، منتقدًا النجاحات التي حققتها الجماعات الليبرالية في توجيه التحديات لسياساته المتعلقة بالهجرة نحو القضاة الذين اعتبروهم متقبلين.