إسرائيل تحول الضفة الغربية إلى سجن.. جيش الاحتلال يغلق القرى بالبوابات الحديدية وينفذ حملة اعتقالات كبرى.. شن عملية عسكرية على جنين وسقوط شهداء ومصابين.. وقلقيلية تقع في القبضة المنفلتة لإرهاب المستعمرين

بعد أن تواصلت مصر وقطر والولايات المتحدة الأمريكية، في يوم 19 يناير الجاري، إلى اتفاق بين قوات الاحتلال الإسرائيلية والفصائل الفلسطينية، لوقف إطلاق النار في غزة، وتبادل الأسرى والرهائن، كثفت إسرائيل عملياتها العسكرية على الضفة الغربية، حيث واصل جنود الاحتلال والمستعمرون الإسرائيليون، الثلاثاء، عدوانهم واعتداءاتهم الإرهابية على القرى والبلدات الواقعة شرق قلقيلية، مما أسفر عن إصابة عشرات المواطنين وإلحاق أضرار مادية جسيمة بممتلكاتهم، الأمر الذي تسبب في عزل الضفة الغربية وتحويلها إلى سجن، وأصبحت " قلقيلية" في قبضة إرهاب الجيش والمستعمرين.
كما تواصل قوات الاحتلال تنفيذ عمليات التحقيق الميداني، والتي تصاعدت وتيرتها مؤخراً، حيث نفذ الاحتلال عمليات تحقيق ميداني يوم في بلدتي عزون، وبيت فوريك للعشرات من الشبان، رافقها عمليات تنكيل واسعة واعتداءات وتهديدات، إلى جانب عمليات التخريب والتدمير في منازل المواطنين.
وينفذ الاحتلال الإسرائيلي عمليات إغلاق مداخل قرى الضفة الغربية بالبوابات الحديدية والسواتر الترابية، ونصب الحواجز العسكرية، ويقوم جنود الاحتلال بإطلاق الرصاص الحي بشكل عشوائي وقنابل الصوت، مما دفع المواطنين إلى إغلاق محالهم التجارية والالتزام بمنازلهم.
وشرع الجنود بتنفيذ عمليات اعتقال عشوائي طالت شبانًا وفتية وأطفالًا، كما اقتحموا المحال التجارية والمنازل وفرضوا منعًا للتجول في عدة بلدات بالضفة الغربية، وأسفرت هذه العمليات عن اعتقال ما يقارب 70 مواطنًا، من بينهم مواطن من ذوي الاحتياجات الخاصة وطفل لا يتجاوز العشر سنوات".
وبحسب وكالة الأنباء الفلسطينية، أجبر جنود الاحتلال المعتقلين على الاستلقاء أرضًا ونكلوا بهم لمدة ساعتين على الشارع الرئيسي، قبل اقتيادهم إلى معسكر الاحتلال على المدخل الشمالي، حيث تم التحقيق معهم والتنكيل بهم حتى ساعات متأخرة من الليل. وقد أُفرج عنهم بعد ذلك وسط تهديدات بالاعتقال أو القتل إذا غادروا منازلهم".
وأوضحت هيئة شؤون الأسرى والمحررين ونادي الأسير، أن من بين المعتقلين صحفية من الخليل، وسيدة من رام الله، بالإضافة إلى أشقاء، معتقلين سابقين، وتوزعت عمليات الاعتقال على محافظات الخليل، قلقيلية، رام الله، ونابلس.
وأصيب فلسطينيون بجروح وآخرون بحالات اختناق، خلال هجوم نفذه المستعمرون بحماية قوات الاحتلال الإسرائيلي على مدخل قرية جينصافوط شرق قلقيلية.
كما أحرق مستعمرون، عددا من مركبات المواطنين، وهاجموا منازل ومحلات تجارية، شرق قلقيلية.
وأفادت مصادر محلية، بأن عشرات المستعمرين، بحماية قوات الاحتلال، أحرقوا عددا من المركبات وهاجموا المحلات التجارية والمنازل الواقعة على الشارع الرئيس (قلقيلية- نابلس) في قريتي الفندق وجينصافوط، شرق قلقيلية.
وحذرت وزارة الخارجية الفلسطينية، في بيان، من محاولات تفجير الأوضاع في الضفة الغربية المحتلة، بحثاً عن مبررات لنسخ جرائم الإبادة والتهجير التي ارتكبتها إسرائيل في قطاع غزة، ونقلها إلى الضفة الغربية، تمهيداً لخلق حالة من الفوضى العنيفة، لتسهيل ضمها، وهو ما تجلى في الهجمات الوحشية التي يرتكبها عصابات المستعمرين الارهابية ضد المواطنين، وبلداتهم، وممتلكاتهم، ومنازلهم، وأراضيهم، ومقدساتهم، في كافة المحافظات.
وحملت المجتمع الدولي المسؤولية عن فشله في الايفاء بالتزاماته تجاه الشعب الفلسطيني وتوفير الحماية الدولية له، وطالبت بفرض عقوبات دولية رادعة على سلطات الاحتلال، وعناصر الإرهاب اليهودي على طريق تفكيك منظمات المستعمرين الإرهابية، وتجفيف مصادر تمويلها، ورفع الحماية السياسية والقانونية عنها.
وأكدت أنها تتابع حراكها السياسي والدبلوماسي والقانوني الدولي مع الدول والمنظمات الحقوقية والإنسانية المختصة، وكذلك مع مكونات المجتمع الدولي والأمم المتحدة لفضح جرائم الاحتلال ومستوطنيه، وحشد أوسع جبهة دولية ضاغطة لإجبار الحكومة الإسرائيلية على وقف اعتداءاتها وإنهاء احتلالها لأرض دولة فلسطين.
كما أعلن جيش الاحتلال الإسرائيلي، وقوات الشاباك، تنفيذ عملية في مدينة جنين الفلسطينية، بزعم "مكافحة الإرهاب".
وقال جيش الاحتلال في بيان اليوم الثلاثاء، إن "العمليات ستستمر طالما كان ذلك ضروريا، والأهداف هي الحفاظ على حرية العمل، وتدمير وتحييد البنية التحتية الإرهابية والقنابل الموقوتة".
وأطلق جيش الاحتلال اسم "الجدار الحديدي" على العملية العسكرية ضد جنين.
من ناحية أخرى، أعلنت وزارة الصحة الفلسطينية، ظهر اليوم الثلاثاء، استشهاد مواطن في قصف الاحتلال على جنين.
وأفادت مصادر محلية، بأن قوات الاحتلال بتعزيزات عسكرية اقتحمت مدينة جنين من حاجز الجلمة العسكري، بعد تسلل قوة إسرائيلية خاصة لحي الجابريات، واكتشافها.
ويتزامن الاقتحام مع قصف طائرات مسيرة اسرائيلية مركبة فارغة بالقرب من مدرسة الزهراء في محيط مخيم جنين، دون أن يبلغ عن اصابات، فيما تطلق طائرات الاباتشي النار في سماء مخيم جنين.
وعن تثبيت اتفاق غزة، قال الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، إنه ليس واثقا من استمرار اتفاق وقف إطلاق النار في قطاع غزة، وأكد أن القطاع تعرض لدمار هائل، ولم يستبعد المشاركة في إعادة إعماره.
وتحدث ترامب للصحفيين – الإثنين- من المكتب البيضاوي أثناء توقيعه على أوامر تنفيذية أول أيام فترة رئاسته الثانية، وقال ردا على سؤال بشأن احتمال استمرار اتفاق وقف إطلاق النار في غزة "لست واثقا. هذه ليست حربنا، بل حربهم".
واعتبر أن حركة حماس "ضعفت" بعد الحرب الإسرائيلية التي استهدفت القطاع على مدار 15 شهرا، وأضاف "فيما يتعلق بمستقبل حكم غزة، فإن ذلك يعتمد على عدة أشياء، ولا يمكنني أن أتصور ذلك، لقد قتل أغلب من يحكمون هناك، وهناك من يحكم بطريقة شرسة وسيئة".
وقال ترامب إن غزة تعرضت لدمار كبير ووصفها بأنها صارت "موقع هدم ضخم" وتجب إعادة بنائه بطريقة مختلفة، وأشار إلى أن إدارته "قد" تساهم في إعادة إعمار القطاع.
وأضاف "يمكن القيام ببعض الأمور الجميلة هناك. الساحل مذهل، والطقس والموقع رائعان.. يمكن تحقيق بعض الأشياء الرائعة في غزة. يمكن تحقيق بعض الأشياء الجميلة في غزة".
وكان ترامب قد قال خلال كلمة تنصيبه إنه يريد أن يكون صانع سلام، وأضاف "إن إرثي الأكثر فخرا أن أكون صانع سلام وموحدا.. هذا ما أريده وهذا ما أريد أن أكونه وأقوم به. ولكم يسعدني أنه قبل يوم واحد من تولي مهام منصبي لعهدة ثانية.. عاد الرهائن في الشرق الأوسط إلى منازلهم".
Trending Plus