وزارة الداخلية تقطع الطريق على تجار الأثار.. إحباط محاولة تهريب كنوز فرعونية فى بنى سويف وتوجيه ضربات موجعة لشبكات التنقيب فى القاهرة.. وضبط عصابة فى الجمالية داخل حفرة بحثا عن الذهب

في قلب مصر، حيث يعانق التاريخ الحاضر ويُحتفظ فيه بكنوز من الحضارة الفرعونية التي تعد جزءًا من هوية الأمة، تواصل وزارة الداخلية جهودها الحثيثة لمكافحة جريمة الاتجار بالآثار.

هذه التجارة التي تعتبر بمثابة سرقة للذاكرة الوطنية وتشويه لتراث الأجداد، لم تكتفِ في السنوات الأخيرة بالتسلل عبر الخفاء، بل أخذت أبعادًا أخرى، ولكن في هذا السياق، فإن وزارة الداخلية تبرز بقوة، عبر أجهزة أمنية متخصصة وتعاون مكثف مع قطاعي السياحة والآثار، لتوجيه ضربات قاسية لهذه الجريمة التي لا تعرف حدودًا.

من بين هذه الجهود، جاء آخرها في محافظة بني سويف، حيث تكشفت معلومات وتحريات الأجهزة الأمنية، بالتنسيق مع مديرية أمن المحافظة، عن شبكة تهريب آثار تنشط في حيازة وبيع القطع الأثرية، لشخصين في دائرة مركز شرطة الواسطى كانا قد اتخذوا من أحد المنازل نقطة انطلاق لأنشطتهم الإجرامية، بعد تحديد موقعهما، تمت مداهمة المسكن ليتم ضبط مجموعة من القطع الأثرية الفريدة، كان من بينها تابوت خشبي يحتوي على مومياء ملفوفة بالكارتوناج الكتاني، بالإضافة إلى أربعة وجوه خشبية كانت تستخدم في التوابيت، وعشرات التماثيل التي تحمل رسومات ونقوشًا تعود للعصر الفرعوني المتأخر.

وفي مواجهة الأجهزة الأمنية، اعترف المجرمان بأنهما كانا يمارسان التنقيب غير المشروع عن الآثار، وجاءت اعترافاتهما لتؤكد حجم الكارثة التي قد تمثلها هذه التجارة غير المشروعة على تراث الأمة، وبعرض المضبوطات على مفتشي الآثار، تبين أنها قطع أثرية ثمينة تعود إلى حقب فرعونية قديمة.

في إطار مماثل، نجحت وزارة الداخلية في توجيه ضربات أخرى وتمكنت الأجهزة الأمنية بمديرية أمن القاهرة من ضبط ثلاثة أشخاص في أثناء قيامهم بالتنقيب غير المشروع عن الآثار داخل منطقة الجمالية، وقد عثر بحوزتهم على أدوات حفر، كما تم الكشف عن حفرة عمقها يصل إلى 15 مترًا، كانت قد حفرها تلك العصابات بهدف الوصول إلى كنوز غامضة تحت الأرض.

وفي نفس السياق، ضبطت الأجهزة شخصين آخرين داخل ورشة نجارة في نفس المنطقة، حيث كانوا يواصلون أعمال الحفر والتنقيب بصورة غير قانونية، ليتم الكشف عن حفرتين بعمق مماثل، هذه العمليات الأمنية المكثفة تأتي في إطار استراتيجية متكاملة تهدف إلى الحفاظ على التراث المصري والتصدي لكل من يحاول العبث بالتاريخ.

وفي هذا السياق، تسعى وزارة الداخلية من خلال التنسيق مع وزارة السياحة والآثار إلى تشديد الرقابة على المواقع الأثرية وتكثيف الجهود للكشف عن شبكات التهريب والتجارة غير القانونية.