أنا وأنت واصطفاف الكواكب

من وقت للأخر تطل علينا ظاهرة كونية، يخبرنا العلماء أنها لم تحدث من الالاف السنين،  او من مئات الأعوام.. وكلما حدثت تلك الظواهر الكونية تبادر لذهنى عدة اسئلة بسيطة  تأتى أيضا لملايين غيرى من البشر على رأسها.. لماذا أصلا تحدث تلك الظواهر؟ 

بعيدا عن الجانب العلمى، والفلكى الذى لست متخصصة به، لكن هناك جانب موازى وهام،  هو الجانب الروحى، الذى يظل يدق بأذهاننا كجرس الإنذار، انتبهوا عباد الله أمامكم معجزات مازالت تحدث.. أمامكم قدرة ربانية تحدث بالحقيقة كل لحظة بحياتكم، لكن الآن على مستوى كونى بشكل كبير ملفت، من وقت لأخر ، لتعلموا أن الله حي قيوم ، موجود.

اصطفاف الكواكب علميا هو ظاهرة فلكية فريدة، حيث يتم تجميع 6 كواكب في السماء، بموازة كوكب الأرض، بدأت منذ 21  يناير الماضى وتستمر حتى 4 أسابيع ، في  محاذاة ، واستقامة نادرة وغير مألوفة ، تبلغ روعتها، وذروتها اليوم ال25 من يناير، علما أن الكواكب التي ستظهر في ذلك الاصطفاف هي: (الزهرة، والمريخ، والمشتري، وهو أكبر كواكب المجموعة الشمسية، وكوكب زحل المعروف بحلقاته المميزة، بالإضافة إلى كوكبَي نبتون وأورانوس).

لأشي يحدث صدفة، وهو ما أورده الله سبحانه في كتابه الحكيم" إِنَّا كُلَّ شَيْءٍ خَلَقْنَاهُ بِقَدَرٍ " ، فلا ظاهرة تأتى قبل أخرى، ولا الليل سابق النهار، او القمر يأتي مع الشمس، لكن الله قادر، على جمع " الشمس والقمر" ، الله قادر على اخراج كل كوكب من مداره ليصطف مع كوكب مختلف عنه. 

صديقي.. لأجلى وأجلك ولنا جميعا اصطفت الكواكب ، تقاربت واستوت وهى كلا فى ملكوته.. كلا فى مداره .. لكن الله سبحانه اذا اراد حدث.. اذا تمت ظهرت وتجلت... 

ابشر فأنت يا "نثرة الذرة" فى هذا الكون الفسيح مسموع صوتك.. مشاهد دمعتك وإن اخفيتها بقلبك.. فأنت سيد ذلك العالم.. خليفة الله في أرضه.. أنت من تزينت له السموات بنجومها.. وتراصت الأزهار في بتلاتها.. أنت من تلونت الطيور بألوان الإبداع اللهي.. لأجلك أنت.. ألا تكن عبدا شكورا؟

ظاهرة فلكية تلو أخرى، تدلك وترشدك أن الله معك، قادر.. وأنت مازالت غارق في ظنونك.. و تائه في طريقك .. فلا ترى ولا تسمع ، إلا افكارك وشيطنك.. الله وعدك بالفضل والرحمة وحسن التدبير.. لكنك يئوس , عجول.. 

انظر.. اصطفت الكواكب وتركت مدراتها.. الن يستقيم حالك؟

ارم الهموم، و تخفف عن أثقالك و تأمل حولك.. ستجد الإشارات، وسترى العلامات التى تطمئنك انك على الطريق الصحيح.. وان لك رب يدبرلك.. وما خلق لك .. فهو لك.. اطمئن.