ما هى تأثيرات التغيرات المناخية على الإنتاج الحيوانى؟.. الإجهاد الحرارى يؤثر على الاستجابات الفسيولوجية والمناعية للحيوانات.. زيادة الأمراض الحيوانية وانتشارها.. انخفاض إنتاج الحليب واللحم

‫ التغيرات المناخية لها تأثيرات سلبية كبيرة في مجال الإنتاج الحيواني من ناحية التربية و إنتاج الأغذية الحيوانية ، وتغير المناخ له آثار مدمرة على صحة الحيوانات، ويمكن أن يؤثر أيضا على أنماط الأمراض، مما يجعل السيطرة على تفشي الأمراض أكثر صعوبة.‬

ووفقًا لمعهد بحوث الانتاج الحيوانى فالثروة الحيوانية تحتاج لمجموعة من الآليات للتكييف والتعامل مع آثار التغيرات المناخية  ،ومن الممكن أن يتسبب تغير المناخ بشكل مباشر في تدمير الثروة الحيوانية فالتقلبات المناخية في الظروف البيئية مثل الاجهاد الحرارى تؤثر على الاستجابات الفسيولوجية و المناعية للحيوانات بشكل مباشر وغير مباشر أيضا ، حيث يؤثر التغير المناخى على نسبة الأمراض الحيوانية ويسهل انتشارها .

ويظهر تأثير التغيرات المناخية علي الحيوان في الإجهاد الحراري ،وهذا الإجهاد ناجم عن ارتفاع درجة الحرارة وهذا يؤدي لعدة تغيرات تظهر على الحيوان في عدة صور منها فقدان الشهية حيث تقل كمية استهلاك الأعلاف، و تؤدي درجات الحرارة المرتفعة وارتفاع رطوبة الهواء لانخفاض استهلاك الأعلاف للماشية، و تقلل النمو حيث تؤثر درجات الحرارة بشكل مباشر على نمّو المواشي فكلّما زادت فترة التعرَض للحرارة كلّما قلّ حجمها.

كما تؤثر على مناعة الحيوان فالإجهاد الحرارى يهدد حياة الحيوانات من خلال التأثير المباشر على حياة الحيوان بتغيير حموضة الدم مما يؤثر على ضعف كفاءة التنفس ويؤثر ذلك على كفاءة اداء القلب ووظائف الكلى ويحدث ما يسمى ضربة الشمس التي تمثل خطورة شديدة على حياة الحيوان لو لم يتم انقاذه وعلاجه مبكرا.

وتتسبب أيضًا فى انخفاض إنتاج اللبن حيث ينخفض إنتاج الحليب في فصل الصيف عادة بسبب التعرض المستمر للحرارة، وتبين أنه بزيادة درجات الحرارة 1 درجة مئوية عن المعدل المتوسط لدرجات الحرارة السائدة يؤثر سلبا حوالي 10%من إنتاج اللبن خلال فترة الإجهاد وحوالي من 8الي10%من انتاج اللحم خلال تلك الفترة فإنتاج الحليب ليس مرتبطاً فقط بتناول الاعلاف وجودتها بل بدرجات الحرارة المرتفعة التي تتعرّض لها المواشي، في ارتفاع درجات الحرارة تتأثّر العمليات الفسيولوجية المرتبطة بالرضاعة، بالإضافة لانخفاض مستوى هرمون الغدة الدرقية خلال فصل الصيف، كما وتتغير مكونات الحليب تبعاً لارتفاع درجات الحرارة، فوجد تجريبياً ان ارتفاع درجات الحرارة يؤدي لانخفاض كميات المواد الدهنية وغير الدهنية في الحليب.

كما أن انخفاض نسبة الخصوبة :الإجهاد الحرارى له تأثيرات تعرض الحيوان لتغيرات في كيميائية الدم تؤثر تأثيرا سلبيا على فسيولوجيا الجسم، وأداء وظائف أعضاء الجسم مما يتسبب في انخفاض نسب الخصب مما يجعل فترة الصيف مؤثرة على عملية الخصوبة والتناسل للحيوانات، وبالتالي انخفاض معدل الولادات ،كما تؤثر درجة الحرارة العالية تأثيرا شديدا على القدرة التناسلية للحيوان مثل "تأخر سن البلوغ ، نوعية السائل المنوي رديئة ، عدم انتظام دورات الشبق "مما يجعلة عرضة في الأمراض .

وأوصى معهد الإنتاج الحيوانى بزيادة المساحات الخضراء و الحفاظ على الأشجار وزراعة المزيد منها للتقليل من انبعاثات غازات انبعاثات الاحتباس الحراري وتأثيره على قطاع الثروة الحيوانية، و تقليل استخدام الوقود الأحفوري واستخدام وسائل الطاقة المتجددة .

يذكر أن المربين الصغار  يمثلوا 75% من الإنتاج الحيواني في مصر، فنجد أن التغيرات المناخية اذا لها دور كبير عليهم في عملية التربية ، مضيفا أنه يجب ادارة المزرعة الحيوانية للمزارع الصغير بشكل مستدام من خلال اتباع الأمن الغذائي و الأمان الحيوي و توفير مزرعة نظيفة خالية من الأمراض قادرة على التكيف مع التغيرات المناخية، وذلك عن طريق بناء حظائر خاصة بتصميم يوفر حركة ّ توفير أماكن مناسبة للمواشي لتجنيبها أشعة الشمس الزائدة التي تزيد من الحمل الحراري عليها و توفير مصادر المياه النظيفة و  أعلاف جيدة ، حيث يمكن أن يؤدي استخدام مواد مختارة عالية الهضم “مثل تلك التي تحتوي على نسبة منخفضة من البروتين” إلى تقليل الانبعاثات من التخمر المعوي للحيوانات المجترة، مع وجود أماكن تقسيمات بالمزرعة تناسب كل عمر للحيوان ، وذلك لفصل الكبار عن الصغار و تسجيل كافة البيانات الخاصة بالحيوان والمزرعة الخاصة و تخزين الأعلاف في أماكن مناسبة جيدة التهوية و ترقيم للحيوان و وجود مكان للحجر البيطري للمزارع ، حيث يتم حجز الحيوانات الجديدة 21 يوم للتأكد من خلوها من الأمراض و اتباع برنامج تحصينات موثوق منها.