هل السيارات الكهربائية هي المستقبل عالميًا ؟

يشهد سوق السيارات الكهربائية عالميا حالة من الصراعات الاقتصادية وتحديدا في مبيعات "السيارات الكهربائية " على مستوى العالم، فلم يتوقع البعض أن يكون هناك صراعات نظرا لأن السيارات الصينية وتحديدا BYD اكتسحت مبيعات العالم بالإضافة إلى سيارات تسلا اللذان حصدا الشريحة الأكبر من المبيعات الاجمالية والتي اطاحت بكبري الشركات الألمانية والأوروبية.

ونقلا عن "بلومبرج" فقد كشفت أن شركات السيارات الأوروبية تدرس تحركات غير معتادة لمواجهة هذه الأزمة ، حيث يقوم كبار المنتجين بالتفكير في التحالف مع منافسيهم لصنع سيارة كهربائية أرخص لصد هجمات الصين و"تسلا"، بالإضافة إلى أن شركة  "فولكس فاجن العالمية " (Volkswagen AG) و"رينو" (Renault) و"ستيلانتس" (Stellantis) قرروا التحالف مع الشركات المنافسة لصنع سيارات كهربائية أرخص والتصدي للتهديدات الوجودية الحالية .

في الوقت الذي تكشف فيه الشركات الصينية المنافسة، وشركة "تسلا" عن نقاط ضعف تنافسية في أكبر شركات صناعة السيارات في السوق الشاملة في أوروبا، أصبح من الواضح أن هناك ضرورة لاتخاذ خطوات عاجلة، وأن النهج المعتاد للعمل يعد خياراً خاسراً.

يذكر أن العلامة الصينية  "BYDبي واي دي" استطاعت أنّ تغزو العالم وتكون في صدارة " السيارات الكهربائية " الاعلي مبيعا تعقبها "تسلا" وبهذا يشكلان العلاماتين تهديداً بارزاً لشركات السيارات التقليدية، خاصة مع معاناة "فولكس واجن" (Volkswagen) و"فورد" (.Ford Motor) و"ستيلانتيس" (Stellantis NV) و"جنرال موتورز" (.General Motors) من صعوبات في تحقيق الربحية خلال تحولها إلى المركبات الكهربائية .

وسجلت شركة "بي واي دي" (.BYD Co) انجازا جديداً يمجد من تاريخها في عالم السيارات الكهربائية والهايبرد " الهجينة " من خلال تفوقها على السيارة الكهربائية " تسلا" الأقرب في عالم السيارات الكهربائية ، حيث قفزت إيرادات " بي واي دي " كأكبر شركة مصنّعة للسيارات في الصين بنسبة 24% على أساس سنوي إلى 201.1 مليار يوان (28.2 مليار دولار) للأشهر الثلاثة الماضية  طبقا " لبلومبرج " ، حيث سجلت مبيعات   "تسلا" قيمة 25.2 مليار دولار في الفترة نفسها، رغم أن إيرادات "بي واي دي" جاءت أقل من التوقعات.

وقد ارتفع صافي دخل "بي واي دي" بنسبة 11.5% إلى أعلى مستوى له على الإطلاق عند 11.6 مليار يوان، وجاء ذلك بعدما باعت الشركة رقماً قياسياً قدره 1.12 مليون سيارة كهربائية وهايبرد خلال الربع الماضي  ، وخلال الأشهر التسعة الأولى، بلغ صافي دخل "بي واي دي" 25.2 مليار يوان على إيرادات قدرها 502.3 مليار يوان.

فرض الاتحاد الأوروبي تعريفات أعلى تصل إلى 45% على السيارات الكهربائية القادمة من الصين، مما صعّد التوترات التجارية بين أكبر قوتين مصدّرتين في العالم كما لا تبيع "بي واي دي" سيارات الركاب في الولايات المتحدة بسبب التعريفات الجمركية ، وتخطط مصانع السيارات الصينية للتوسع بالخارج لتفادي الرسوم الجمركية ، كما تدرس شركات صناعة السيارات الصينية زيادة سعتها من عمليات التصنيع لكامل المركبات في الخارج بأكثر من الضعف، لتفادي الرسوم الجمركية العقابية وتلبية الطلب المتزايد.

يُتوقع أن تكون آفاق الأرباح قوية لـ"بي واي دي" في الربع الأخير حيث تستفيد من مكانتها الرائدة في مبيعات السيارات في الصين، التي تُعد أكبر سوق للسيارات في العالم ، وتُعتبر الأشهر الثلاثة الأخيرة من أي عام موسماً رئيسياً للشراء، ومع الحوافز الحكومية، أصدرت الوكالات المركزية أوامر بزيادة مشتريات السيارات الكهربائية.

من المتوقع أيضاً أن تحقق "بي واي دي" هدفها السنوي المعدّل ببيع 4 ملايين سيارة بناءً على معدل المبيعات الحالي، حيث باعت حوالي 2.74 مليون سيارة حتى نهاية سبتمبر ، وتشير تقديرات "سيتي بنك" إلى أن "بي واي دي" قد تصل مبيعاتها إلى 500 ألف وحدة شهرياً بحلول نوفمبر.

إيرادات الشركة الصينية بلغت 28.2 مليار دولار في 3 أشهر متجاوزة عملاقة السيارات الكهربائية الأميركية" تسلا " التي حققت 25.2 مليار دولار

تستثمر "بي واي دي" مليارات الدولارات في منشآت الإنتاج في أوروبا وآسيا وأميركا الجنوبية لخدمة الأسواق المحلية، وتفادي الحواجز التجارية التي يتم فرضها ضد السيارات الكهربائية الصينية ، وتمتلك الشركة بالفعل مصنعاً قيد التشغيل في تايلاندا، ويتم بناء المزيد من الطاقات التصنيعية في المجر والبرازيل وتركيا.