الورد يموت مغلقا.. قصة قصيرة لـ شيماء بن عمر

كانت أول باقة من الورود تصلها منه بعد سنواتٍ عجاف وقليلٍ من التشجيع
أتت الباقة، لكنها وصلت متأخرة ككلّ شىء يصلها... للأمانة، كانت جميلة كجمال باقة من البقدونس!!
أجبرت نفسها على الابتسام والتحلي بالكياسة اللازمة لتقبل تلك الورود البشعة ونجحت !
وكما لو أنها في غيبوبة، أخذت الباقة ووضعتها في مزهرية لم تكن تعلم أنها تملكها أصلاً فهي لم تستعملها مطلقا، ولا تدري ما كان الأبشع؟ الورود أم المزهرية؟
ولكنها انتظرت ...
نعم، لقد انتظرت ...
تِسعُ ورودٍ بيضاء وحمراء لم تُفَتّح منهن ولا واحدة ...
مرّ اليوم الرابع وكأنّه ألف سنة ممّا يعُدّون..
"يا إلهي لم أرى شيئا أتعس من تلك الباقة!!" هذا كل ما استطاعت أن تتفوه به دون أن تستطيع التخلص من علامات الاشمئزاز التي راودت ملامحها ...
مرّ أسبوع ... تساقطت الأوراق وماتت الورود في صمت وشبه شموخٍ استثنائي ..
لم تكن تعلم قبل ذلك أن الورود تموت بتلك الطريقة ..
هانَ عليها أن ترميها ... ولكن! لم تكن تريد أن تُرمى كأنها لم تكن ولم ترد أيضا أن تبقى أكثر مما يجب!
كانت الورود تعلم جيّدا أنها غير مرغوبٍ بها، فقد أتت رغما عنها ... وعنها أيضا!
أتت عندما توقفت كلتاهما عن الانتظار فكان لقاءً باردا، متعجرفا وكئيبا!
لم يصدقها أحد ولكنّها تقسم أن ورودها القبيحة ماتت مغلقة.
Trending Plus