وداعَا جيورا ايلاند.. فالطريق الآن إلى غزة مفتوح

" تنبيه هام...تنبيه هام :-  علي  العائدين إلى شمال غزة  يرُجي الانتباه  جيدًا ، فالطريق قد يكون طويلا وغير مؤهلا ، ملئ بالركام ، والأحلام المفقودة ، قد يكون الدرب بين البحر والبر ضيقًا وباردًا وفي مخيلة كل مترجل منكم صورة عن منزله المتهدم ، ولكن احذروا العودة إلى الوراء، فنحن جميعًا معكم  حتي أن تصلوا إلى وجهتكم ، وليصطحبكم الأمل والسلام ولتصحبكم السلامة " .

عفوًا عزيزي القارئ ، فهذا ليس نداء لطائرة مغادرة ولكنهم جموع أهل غزة الذين شكلوا جسرًا بشريًا والبحر المتوسط شاهد علي تلك الملحمة البشرية التي تمثل أبهي صور النضال اللاعنفي .

وكان الرد العملي على تصريحات ترامب التي استفزت العرب بضرورة إقصاء أهل غزة إلى مصر والأردن ، وكأن خطة جيورا ايلاند لا تموت في الوجدان الاسرائيلى الأمريكي !.

جيورا ايلاند هو المستشار الاسرائيلى  للأمن القومي السابق الذي تحدث في ورقة سياسية يومًا ما – مستوحاة  من حلم إسرائيل الكبرى من النيل إلى الفرات – عن خطة الجنرالات أو الوطن البديل أو غزة الكبرى، وهي ورقة تتحدى الأمن القومي المصري، وتتحدى القضية الفلسطينية، وكادت أن تتحقق عندما تولى الأخوان حكم مصر في 2012 وبدأ استيطان سيناء وتجنيس الغير مصريين بها تمهيدًا لإقامة الوطن البديل في سيناء .

ولكن تبددت أحلامهم السامة واستطاعت مصر الذكية حماية سيناء وتطهيرها من الإرهاب ثم توطيد العلاقة بين الدولة وقبائل سيناء الشرفاء وإقامة المشروعات التنموية الكبرى ، فكانت بمثابة  " الترياق " وهو الأجسام المضادة التي تعادل السموم التي كانوا يريدوا بثها على أرض الفيروز لتدمير القضية والأمن القومي المصري .

وبعودة أهالي غزة إلى أراضيهم المحروقة ، يسهلون المجهودات السياسية  العربية في الرد على تصريحات ترامب ، بل ويكونوا الورقة الأولى في ضمان وقف إطلاق النار، وهو التحدي القادم في الأيام القادمة والذي لا بد أن تتناوله الجهود الدبلوماسية ، فإسرائيل تحترف الخروقات وتحترف خرق وقف  إطلاق النار ، و تتميز بقدرتها على المناوشات والاستفزاز ولذا لا بد أن تسرع الدول العربية في المشاركة في مؤتمر إعادة الاعمار ووضع بذرة التنمية على الأراضي الفلسطينية  حتى يتسنى حماية وقف إطلاق النار بمراحله الثلاثة .

أن القضية الفلسطينية ليست قضية المسلمين فحسب، بل نحن شعب مصر مسلمون ومسيحيون نرفض كل الجرائم التي حدثت ولا زالت تحدث من قبل الكيان الصهيوني، نطالب بحماية مقدساتنا ، بحماية جوامعنا وكنائسنا وبطريق الآلام الذي يواجه الطريق الساحلي المؤدي إلى غزة بشكل موازٍ والذي شهد عذابات السيد المسيح من قبل اليهود منذ ألاف السنين وكأن طريق الآلام وطريق العودة إلى غزة ينظران إلى بعضهما إلى بعض بفارق زمني كبير ولكن الظالم واحد .

فكما قال الكتاب المقدس : الثور يعرف قانيه والحمار معلف صاحبه أمّا إسرائيل فلا يعرف ، ِشعبي لا يفهم " أش 3:1