"هنا الفرما".. أولى محطات رحلة العائلة المقدسة فى مصر.. صور

لم تكن المدينة الباسلة ذات التاريخ الحديث الذي كتبه أبنائها بتضحياتهم ودمائهم من أجل الحفاظ على أرض الوطن ، ولكن في مدينة بورفؤاد في محافظة بورسعيد وبالقرب من محافظة شمال سيناء توجد إحدى محطات العائلة المقدسة التي تعود إلى مئات السنين.
وفي إطار الاهتمام التي تقوم به الدولة المصرية فى ملف السياحة لاسيما الدينية يأتي تطوير مسار العائلة المقدسة، والتي من بينها الآثار الموجودة بمدينة الفرما شرق بورسعيد ، والتي كانت المحطة الأولي للعائلة بعد قدومهم من فلسطين.
"الفرما" هى المدينة الذى عبرها نبى الله إبراهيم ونبى الله يوسف قادمين إلى مصر وهى المدينة التى عبرتها العائلة المقدسة قادمة من فلسطين بطريق رفح- الفرما.
"الفرما" المدينة التى استقبلت المسلمين لتلتقى الأديان فى بوتقة واحدة على أرض سيناء ، وتبعد "الفرما" 35 كم شرق مدينة القنطرة شرق على شاطئ البحر المتوسط عند قرية بلوظة وتبعد الآثار المكتشفة بالفرما 5 كم عن الطريق الرئيسى طريق القنطرة – العريش.
وقال الباحث التاريخى عماد يوسف فارس، إن ميلاد المسيح أنذر بخطر علي المسيح نفسه من بطش "هرودس" ملك اليهود فوصل أمر إلهي أن يأخذ يوسف النجار العائلة المقدسة ويسافر بهم إلي مصر، وهذا تحقيق لنبوءات كثيرة جاءت في العهد القديم مثل (من مصر دعوت ابني)، مضيفاً أنه بدأت رحلة العائلة المقدسة بطريق حورس الحربى، والذي تم اختياره من بين ثلاث طرق مع العلم أنه كان الطريق الأخطر ولكنه الأقرب، وهو يعتبر طريق الرحلات التجارية بين مصر وفلسطين وسوريا ولبنان.
وأوضح المؤرخ البورسعيدي، أن مخطوط للأنبا "ذخرياس" أسقف سخا بالقرن الحادي عشر " أكد أن العائلة المقدسة كانت محروسة بملائكة إلي أن وصلوا لباب الفرما "، وهذا يثبت كلام المخطوط 48 بتاريخ بدير المحرق "وصف شامل لرحلة العائلة المقدسة للبابا ثائوفيلوس"بطريق رقم 23 ".
وأكد أنه اتفقت جميع المخطوطات علي ان الفرما أول مكان استراحت فيه العائلة المقدسة، بينما اختلفت الآراء حول بعض المحطات الأخري، وأن هذه المحطة استغرقت يومين وقد اتفق المؤرخون أيضاً علي وجود مزار للعائلة المقدسة داخل الفرما كتذكار للاستراحة وهو منزل بدون سقف، وتحول بعد ذلك إلي مزار وكنيسة.
لمحة تاريخية عن مدينة الفرما
يرجع تأسيس مدينة الفرما علي يد الملك سوزر الثالث في الأسرة الثالثة وكانت كل مدينة تسمي بإسم الإله المعبود فيها فسميت "برامون" نسبة للإله آمون ؛ وذلك في العام 2800 قبل الميلاد، وعند سكن اليونانيين سنة 332 قبل الميلاد قاموا ببناء ضاحية بجوارها أطلقوا عليها اسم "بلوزيوم"- الطينية-ثم سميت في العصر القبطي ببرما وفي العصر الاسلامي أطلق عليها كلمة الفرما .
وكانت توجد مدينة الفرما علي الفرع السابع لنهر النيل بالإضافة إلى أنها كانت تقع علي البحر المتوسط فأصبح لها مكانة تجارية كبيرة ووجد بها الميناء الاول لمصر تتحرك به التجارة داخليا وخارجيا
الأهمية العسكرية
وأشار المؤرخ البورسعيدي إلي أن "الفرما" هي المدخل الشمالي الشرقي لمصر وتعتبر أضعف أجزائها فكان علي كل ملوك مصر أن يبنوا قلاعا بها وأتي الاهتمام بها كونها مكانا حربيا ضخما.
الآثار الموجودة بها
أما الآثار الموجودة بها فقال عنها أنه في العصر الفرعوني يوجد معبد للاله ايزيس واوزوريس والعصر الروماني واليوناني يوجد المسرح الروماني وحمامات رومانية ، العصر القبطي توجد كنيسة علي شكل صليب ضخم وأخري علي شكل دائرة ملحقة بها ما يقال أنه المكان الذي جلست فيه العائلة المقدسة "فترة استراحتها بالفرما " كما يوجد دير خارج المدينة علي تبة عالية ارتفاعها 8 أمتار يشمل أكبر كنيسة أثرية بمصر والعالم ويرجع أصلها للقرن الرابع والخامس الميلادي بالاضافة الي انه يوجد بعض الكنائس الصغيرة وخزانات المياه وفرن ومضيفة ، أول قعة إسلامية بنيت في العصر العباسي .
"الحياة الرهبانية بمدينة الفرما"
وذكر الباحث في التاريخ أنه كان يوجد بالدير حياة رهبانية تحت رعاية القديس "إيسوزويس الفرمي " الذي تنيح عام 451 ميلادياً عن عمر يناهز 100 عام وهو مؤسس الحياة الرهبانية في ذلك المكان وشفيعه السيدة العذراء والشهيد القديس أبيماخوس الفرمي وكانت تحت قيادته 5000 راهب .
وأردف أن لهذا المكان أثر عظيم عند المسيحيين علي مستوي العالم فقد قمت مرارا وتكرار بمرافقة جروبات من فرنسا الي مكان العائلة المقدسة بمدينة الفرما، مؤكداً أنه لإحياء الحياة داخل مدينة الفرما لابد من عودة الحياة الرهبانية .
وفي ظل اهتمام الجهات التنفيذية ومنذ أيام قليلة تفقد الدكتور إسلام بهنساوي، رئيس مدينة بورفؤاد، منطقة الفرما، "مسار العائلة المقدسة"، وذلك لاستعراض مخطط التنمية السياحية، ليتناسب مع عظمة المنطقة وتحقيق الاستغلال الأمثل لموقع مسار العائلة المقدسة وإحيائها، باعتبارها ذات أهمية دينية وتاريخية و تنميتها سياحيا ليكون وجه مشرف امام الزائرين ، جاء ذلك تنفيذاً لتوجيهات اللواء أركان حرب محب حبشي محافظ بورسعيد .
ويأتي ذلك ضمن الحفاظ علي مسار العائلة المقدسة الذي يمثل أهمية دينيه وتاريخية وسياحية و يعتبر مزار سياحي ديني للوافدين لزيادة الأماكن المقدسة ببورسعيد، رافقه خلالها الدكتورة علا نصر وكيل وزارة السياحة والآثار بمحافظة بورسعيد، والمهندس عادل الجندي المنسق الوطني لمسار العائلة المقدسة ورئيس الإدارة العامة للإدارة الاستراتيجية،والأستاذة زهراء البحيرى مدير المكتب الفني للإدارة العامة للادارة الاستراتيجية .
واستمع رئيس مدينة بورفؤاد لشرح تفصيلي حول الخطوات التنفيذية لتنمية وتطوير مسار رحلة العائلة المقدسة بمنطقة الفرما، لإقامة بعض النقاط الخدمية التي توفر الأنشطة السياحية،وإعداد النقاط اللوجستية التي تخدم زيارة موقع العائلة المقدسة بما تحتويه من خدمات ومزارات تاريخيّة ومناطق للإقامة ،والسياحة الشاطئية والاستشفائية والبيئية على بحيرة البردويل.
وأكد الدكتور إسلام بهنساوي رئيس مدينة بورفؤاد أن الترويج لهذه المنطقة سياحيا يعد نمط جديد من السياحة، ومن ثم يتم الترويج له واستثماره من خلال محاور تنموية حتى يكون منتج سياحى واعد يجذب شريحة كبيرة من الزائرين،مؤكداً أن بورسعيد قادرة على إحياء هذه السياحة من حيث الموقع الجغرافى والتاريخى وأثارها القبطية التى تؤتى ثمارها من خلال مسار العائلة المقدسة لمصر .
وأشار رئيس مدينة بورفؤاد أن أهمية المشروع تأتي من كونه يحمل موروث تراثي و ديني يمكن احياؤه و يمثل أهمية دينية كبرى للكثيرين حول العالم، نظرا لكون الفرما هي بداية مسار العائلة المقدسة داخل مصر، و إحياء المسار يسهم في الترويج السياحي لمصر ، فضلا عن تحقيق عوائد جيدة على الاقتصاد المصري، فضلا عن تطوير المناطق المحيطة بالمسار، لافتا أن محافظة بورسعيد تستطيع تقديم كافة الخدمات اللوجيسيتية للاستغلال الامثل لموقع مسار العائلة المقدسة .
وترجع رحلة العائلة المقدسة الي هجرة السيدة مريم إلى مصر ، وخلال إقامتهم فى مصر تواجدوا فى العديد من الأماكن التى خلدت فى التاريخ، وأصبحت تعرف بمسار العائلة المقدسة فى مصر ومن بينها مدينة بورسعيد، ويمشل مخطط التنمية بمنطقة الفرما إقامة مركز سياحي خدمي ليضم دور العبادة ومنطقة الخدمات المركزية والتسوق ومراكز المؤتمرات وساحة الاحتفالات ، ومركز سياحي شاطئي يضم مجموعة من القري الشاطئية المصممة بطريقة توفر معايير الاسترخاء لزائري مسار العائلة المقدسة، ومركز سياحي بيئي الاستشفائي الذي يقع على حافة بحيرة البردويل في مجموعة من القري لخدمة زائري المنطقة .

اثار المدينة

آثار مدينة الفرما

اثر في المدينة شرق بورسعيد

اثر

إحدى الآثار

الجانب من الآثار الموجودة

بعض آثار الفرما

بعض الآثار

جانب من المدينة
Trending Plus