التابوت الثاني

يعتبر تحفة فنية رائعة أبدع في صنعها الفنان المصري القديم، وهذا التابوت طوله 204سم وصنع من الخشب المطلي بالذهب والزجاج ومن الأحجار نصف الكريمة، بالإضافة إلى الفيانس من أجمل القصص التي حدثت لهيوارد كارتر وخاصة بهذا التابوت، فقد دعى بعض السيدات أغلبهن من زوجات فريق العمل، وذلك يوم 13 فبراير 1924م وهو اليوم الثاني بعد الافتتاح الرسمي لمشاهدة التابوت وعملية استخراجه ولكن في الساعة 6.40 صباحاً في نفس اليوم المحدد لزيارة السيادات جاء له خبر بأن تصريح الزيارة ملغي وبلاشك كان هذا القرار صدمة بالنسبة لهيوارد كارتر.
ولكن كان رداً على العديد من الممارسات الخاطئة التي حدثت من خلال الكشف، وعلى سبيل إعطاء صحيفة لندن تاميز حق النشر ومنع المصريين من دخول المقبرة، ولكن بعد قرار الحكومة المصرية بإلغاء قرار حق الامتياز دفع كارتر إلى أن يرفع دوعتين قضائيتن ضد الحكومة المصرية، وكان من أهم بنود الدعوة وهو ضرورة عمل ترميم للآثار، ولم يكن كارتر حكيماً وخاصة عندما نعت الوزير مرقص باشا حنا المسئول عن الآثار بأنه وبعد تدخل العديد من الوسطاء وافق حنا على عودة كارتر بالشروط الآتية: أولاً يجب أن يعتذر كارتر، ولا يطلب قسمة الآثار، وأن وزراة الأشغال مسئولة عن مراقبة العمل بالمقبرة، وجاء كارتر مرة ثانية للعمل وذلك في يناير 1925م ووجد أن هناك العديد من الآثار التي أتلفت وبدأ الموسم في أكتوبر 1925م، وقام بعمل كل الترتيبات لنقل التابوت الثاني والذي كان من الصعوبة تنفيذ ذلك بسبب قرب المسافة بين التابوت والتابوت الآخر الحجري.
وقد استعمل طريقة ربط الحبال بالتابوت لكي يرفعه لأعلى، أما وصف التابوت الذي يمثل الملك "توت" فسوف نجد أن الجبهة تعلوها الكوبرا وأنثى العقاب، ويلبس غطاء الرأس المعروف باسم "النمس" ويتدلى على صدره، وغطاء الرأس مقسم إلى شرائط فيها رقائق الذهب والعيون مطعمة وتأخذ مع الحواجب اللون الأزرق، والأنف والشفاه والوجه مغطى برقائق الذهب ويظهر شباب الملك و ---- ، والرقبة طويلة، ويمسك بيده اليسرى المذبة، واليد اليمنى يمسك بالصولجان والرقبة طويلة تتناسب مع الوجه وعلى الصدر صدرية مستطيلة جميلة رائعة، واليدين تقض على الشارات الملكية ومطلية بطبقة سميكة من الذهب، وعلى جسم التابوت زخرفات جميلة بعضها يمثل أجنحة الإله حورس" ، وفي المنتصف صفين من أعلى لأسفل من الكتابة الهيروغليفية تمثل ألقاب.
وأسماء الملك، ويمثل النمس نصف دوران الشمس، والتي تمثل الموت وإعادة البعث وكل المناظر والممثلة على هذا التابوت وفي الوضع الأوزيري متماثل مع التابوت الأول تماماً، وعلى القدم سوف نجد منظر لـ "إيزيس" وهى تفتح على علامة الذهب الهيروغليفية ((نب)، وأعتقد البعض أن هذا التابوت لم يصنع أصلاً للملك توت عنخ آمون" وخاصة لوجود اختلاف في هذا التابوت عن التابوتين الآخرين، ويعتقد أنه صنع أصلاً لـ "سمنخ كارع" ويعتقد أن هو اسم الملكة نفرتيتي" بعد أن تولت الحكم بعد وفاة الملك أخناتون"، وعموماً لازال عصر العمارنة يوجد به كثير الغموض، وبلاشك فإن الاكتشافات القادمة سوف تظهر لنا أدلة جديدة لتفسر هذه الفترة الهامة من تاريخ مصر
Trending Plus