لماذا يصاب الأطفال بحصوات الكلى.. اعرف الأسباب من زيادة الملح لنقص الماء

كشفت صحيفة Independent، عن تزايد الإصابة من الأطفال في جميع أنحاء الولايات المتحدة بحصوات الكلى.

وأضافت الصحيفة، إن حصوات الكلى عبارة عن مجموعات تشبه الحصى من المعادن والأملاح التي تتكون داخل الكلى، وهي عادة ما تكون أصغر أو أكبر بقليل من حبة الفلفل ويمكن أن تختلف في اللون، وعلى الرغم من أن الحصوات يمكن أن تسبب ألمًا حادًا في الظهر أو الجانب أو أسفل البطن أو الفخذ، إلا أن الحصوات الصغيرة قد لا تسبب أعراضًا، وفي حين أنها نادرًا ما تسبب ضررًا دائمًا إذا عولجت من قبل أخصائي رعاية صحية، إلا أنها يمكن أن تزيد من خطر إصابة الشخص بأمراض الكلى المزمنة .

وتتزايد الحالات في عدد من دول العالم، وفقًا للمعهد الوطني للسكري وأمراض الجهاز الهضمي والكلى، ويشير المعهد إلى أن الرجال أكثر عرضة للإصابة بهذه الحالة، بالإضافة إلى أولئك الذين لديهم تاريخ عائلي للإصابة بالحصوات.

كانت ألينا في، وهي فتاة تبلغ من العمر 4 سنوات في نيوجيرسي، واحدة من هؤلاء، على الرغم من أنها لم تشعر بأي ألم أو علامات عادية للحصوات.

ورغم أن نحو نصف حالات حصوات الكلى لدى الأطفال تعود خلال  5 سنوات، فقد تعافت ألينا وبدأت في حضور دروس الرقص مرة أخرى.

خضعت ألينا في لعملية جراحية عندما وجد الأطباء 3 حصوات كبيرة في الكلى ( مستشفى الأطفال في فيلادلفيا )، إلا أن الدكتور جريجوري تاسيان، أخصائي المسالك البولية للأطفال في مستشفى الأطفال في فيلادلفيا، أخبر صحيفة إندبندنت قائلا: إنه تتركز ممارستي السريرية بالكامل على الأطفال والمراهقين المصابين بمرض حصوات الكلى المبكر، عندما كنت مقيمًا من عام 2005 إلى عام 2011، كانت الحصوات نادرة لدى الأطفال، الآن، أصبح علاج الأطفال المصابين بالحصوات هو كل ما أقوم به تقريبًا.

تؤثر حصوات الكلى على 11 % من سكان الولايات المتحدة، وفقًا لتاسيان، وقد وثقت العديد من الدراسات هذا الخطر المتزايد منذ فترة طويلة بين الأطفال، في دراسة أجراها تاسيان في مارس 2016 ونشرت في المجلة السريرية للجمعية الأمريكية لأمراض الكلى ، وجد أن متوسط الإصابة السنوي ارتفع بين عامي 1997 و 2012، مع أكبر زيادة بين الأطفال الذين تتراوح أعمارهم بين 15 و 19 عامًا، في عام 2012، وجدت الأبحاث المنشورة في مجلة Journal of Urology  إن الإصابة زادت بنسبة 4 % سنويًا على مدى 25 عامًا، كما شهدت ورقة بحثية سابقة في مجلة طب الأطفال "زيادة كبيرة" في الأطفال المصابين بحصوات الكلى بين عامي 1996 و 2007.

منذ عام تقريبًا، أفادت الدكتورة كيت كرافت، أخصائية أمراض المسالك البولية للأطفال في مستشفى الأطفال التابع لجامعة ميشيجان، بأنها لاحظت زيادة أيضًا.

وأضافت "لقد شهدنا زيادة بنسبة 10% كل عام على مدى العقد الماضي أو نحو ذلك، وهذا يشير بالتأكيد إلى ارتفاع كبير".

وأكد تاسيان، إن الزيادة الأسرع كانت بين المراهقين، وخاصة الفتيات المراهقات، مشيرا إلى أن هناك حاجة إلى مزيد من البحث لفهم أسباب ارتفاع معدل الانتشار، فضلاً عن دعم الإدارة السريرية للأطفال المصابين بحصوات الكلى، مع استخدام نفس العلاجات إلى حد كبير للأطفال والبالغين : الأدوية لمنع تكرار الحصوات والإجراءات التي تفتت الحصوات إلى قطع أصغر، ولكن على الرغم من توثيق هذا الاتجاه المتزايد، قال الدكتور ديفيد ساس، أخصائي أمراض الكلى لدى الأطفال في عيادة مايو والذي عمل مع تاسيان، لصحيفة إندبندنت إن الأمر "مر دون أن يلاحظه أحد".

وقال ساس عن الزيادة في عدد الفتيات المراهقات: "نحن لا نعرف بالضبط السبب"، مضيفا: من أجل أن يكون لدى الإناث المراهقات ميل مختلف عن الذكور المراهقين، بالنسبة لي، هناك احتمالان فقط، الأول هو أن هناك شيئًا مرتبطًا بهرمونات البلوغ التي تزداد لدى الإناث مما يزيد من خطر الإصابة بالحصوات والذي لم نحدده بعد، أو أن هناك شيئًا مختلفًا في النظام الغذائي للإناث المراهقات مقارنة بالذكور المراهقين،".

تنتج حصوات الكلى عن ارتفاع مستويات معادن الكالسيوم والأوكسالات والفوسفور في البول، توجد هذه المعادن عادة في البول ولا تسبب مشاكل عند مستويات منخفضة، ومع ذلك، يمكن أن يتسبب الجفاف والنظام الغذائي في تراكم الحصوات، قد يصاب بعض الأشخاص أيضًا بحصوات بسبب التاريخ الوراثي لعائلاتهم، وقد تلعب درجات الحرارة المرتفعة أيضًا دورًا، حيث يكون الأطفال أكثر عرضة للجفاف .

يعتقد ساس أن فرضية الهرمونات ليست على الأرجح السبب وراء ارتفاع الحالات بين الفتيات المراهقات، على الرغم من أنه لاحظ أنهن يصلن إلى سن البلوغ في وقت مبكر بمرور الوقت، ويعتقد أنه من المحتمل أن الفتيات المراهقات يتناولن المزيد من الأطعمة المرتبطة بتكوين حصوات الكلى.

وأضاف، إن هناك الكثير من الأطعمة التي تحتوي على نسبة عالية من الصوديوم، والتي أعتقد أنها السبب الأول، مشيرا إلى أن الدراسات أظهرت أن الأمريكيين يحصلون على كميات أكبر من الملح أكثر من أي وقت مضى، يستخدم الصوديوم كمادة حافظة في الأطعمة المصنعة، وكذلك الفوسفور، وعلى عكس الصوديوم، لا يُشترط وجود الفوسفور على ملصقات الأطعمة، بالنسبة لجميع المصابين بحصوات الكلى، أوضح ساس أن كثرة الملح هي عامل، وعدم شرب كمية كافية من الماء هو عامل آخر.

أكد الدكتور جون وينر، أخصائي المسالك البولية للأطفال في مستشفى ديوك هيلث، "إن العديد من الأطفال لا يشربون ما يكفي من الماء أو لا يرغبون في شربه، والماء هو أفضل شيء، إذا حافظت على البول مخففًا، فمن غير المرجح أن تصاب بحصوات الكلى لأن هذه المعادن ستكون مخففة بشكل أفضل ومن غير المرجح أن تترسب من البول وتشكل الحصوات".

وأوضح، إن الكالسيوم، وهو المعدن الأكثر وفرة في الجسم، قد يلعب أيضًا دورًا حاسمًا، يحتاج الجسم إلى الكالسيوم لبناء العظام والحفاظ عليها والقيام بالعديد من الوظائف المهمة.

وأشار الدكتور ديفيد جولدفارب، أخصائي أمراض الكلى في مركز لانجون التابع لجامعة نيويورك والمتخصص في تقييم وإدارة والوقاية من حصوات الكلى، إلى أن الناس يتناولون كميات أقل من منتجات الألبان، مما يعني أنهم يحصلون على كمية أقل من الكالسيوم.

وأضاف أن "زيادة الكالسيوم ترتبط بانخفاض عدد حصوات الكلى، لذا فمن المرجح أن يكون هذا جزءًا من المشكلة"، عادة ما تكون حصوات الكلى أصغر أو أكبر قليلاً من حبة الفلفل وتأتي بألوان مختلفة، هناك عوامل متعددة تساهم في تكوين الحصوات، بما في ذلك الجفاف.

يقول جولدفارب إن هناك أيضًا سببًا للاعتقاد بأن ارتفاع درجات الحرارة عامل مساهم، وأخبر صحيفة The Independent أنه لديه بيانات جديدة تُظهر أن الأماكن الأكثر حرارة في كاليفورنيا بها المزيد من حصوات الكلى، ومع ذلك، أشار إلى أنه لا يستطيع أن يدعي أنها عامل رئيسي أو جزء من المخاطر.

إذن، هل الحل لتقليل الإصابة بحصوات الكلى سواء لدى الأطفال أو غيرهم بسيط كما قد يبدو؟

وقال وينر "إن نفس الأشياء التي تساعد على منع السمنة ومنع أمراض القلب وارتفاع ضغط الدم - هذه التدابير سوف تساعد إلى حد كبير في منع حصوات الكلى أيضًا"، ورغم أن التدابير التخفيفية قد تبدو "واضحة"، تساءل جولدفارب: " كيف نجعل الناس يشربون المزيد من السوائل وخصوصا الماء؟