سعيد الشحات يكتب: ذات يوم.. 6 يناير 1974.. السادات يقنع الفريق سعد الدين الشاذلى بقبول منصب «سفير مصر فى لندن» ويسأله: «هو حسنى مبارك بيخاف منك؟»

الرئيس السادات
الرئيس السادات
سعيد الشحات

نشرت صحف مصرية خبر تعيين الرئيس السادات للفريق سعد الدين الشاذلى سفيرا لمصر فى لندن، فطلب الشاذلى مقابلة عاجلة مع الرئيس، ليبلغه اعتذاره عن المنصب، حسبما يذكر الشاذلى فى مذكراته «حرب أكتوبر».


كان «الشاذلى» رئيسا لأركان حرب القوات المسلحة منذ 16 مايو 1971، وأثناء حرب أكتوبر 1973 تفاقمت الخلافات بينه وبين الرئيس السادات الذى أقاله من منصبه يوم 13 ديسمبر 1973، ويكشف الشاذلى، أن المشير أحمد إسماعيل وزير الحربية، استدعاه يوم 12 ديسمبر، وأبلغه بقرار الإقالة وتعيينه سفيرا فى وزارة الخارجية، ويؤكد أنه أبلغ «إسماعيل» شكره للرئيس، واعتذاره عن عدم قبول منصب السفير، مفضلا البقاء فى منزله.


فى مساء نفس اليوم «12 ديسمبر 1973» كان اللواء حسنى مبارك قائد القوات الجوية، ينفذ مهمة كلفه بها السادات وهى إقناع الشاذلى بالقرار، ويتذكر الشاذلى أن مبارك أوضح له أسباب وأهداف قرار الرئيس، لكن الشاذلى أصر على رفضه، وبعد أسبوعين نشرت الصحف الخبر، فطلب الشاذلى مقابلة الرئيس، وفى 6 يناير، مثل هذا اليوم، عام 1974 تم اللقاء فى مدينة أسوان.


يتذكر الشاذلى وقائع اللقاء، قائلا: «كان حديث الرئيس ظريفا طيبا، وأخذ يسألنى عن أحوال زوجتى والعائلة، ثم فاتحنى فى الموضوع الرئيسى، وبدأ حديثه بنبرة عتاب ولكنه من نوع العتاب الضاحك الباسم، فقال: «لا، لا،لا، أنا زعلان منك، إزاى تعمل كده؟، أنت اتجننت؟، أبعت لك حسنى مبارك برسالة منى فترفض الرسالة، أنا لما قال لى حسنى إنك رفضت، قلت أبعث أجيبك وأكلمك بنفسى لكن حسنى قال لى: بلاش دلوقتى، ده مصمم وراكب دماغه، قلت طيب بعدين».


رد «الشاذلى» على عتاب الرئيس: «سيادة الرئيس، أنا لست منزعجا من أن أترك القوات المسلحة، إن كل ضابط يجب عليه أن يترك القوات المسلحة فى يوم ما ليخلى الطريق لغيره، وهذه هى سنة الحياة، ولكن ما ضايقنى هو الأسلوب الذى أبلغنى به هذا القرار، سيادتك تعلم جيدا ما بينى ويبن أحمد إسماعيل، ومع ذلك طلبت منه أن يقوم بإبلاغى بهذا القرار».


قال الرئيس، أنا أعرف ما بينك وبين أحمد إسماعيل وعلشان كده لما أبلغنى بأنك رفضت المنصب، وقال لى الكلام الذى قلته له، اعتقدت أنه يبالغ فقررت أن أرسل لك حسنى مبارك فرفضت أيضا، وعندما قلت أحضرك أمامى وأبلغك بنفسى، حسنى قال لى بلاش دلوقتى، وأضاف ضاحكا: «لازم بيخاف منك، قل لى ماذا تعمل لكى تجعل مرؤوسيك يخافونك ويخشونك».


يواصل «الشاذلى»: «استرسل الرئيس فى حديثه، فأثنى علىّ وأفاض فى ذلك كثيرا، وقال إننى ما زلت موضع ثقته وإن كل ما حدث هو أنه ينقلنى من مجال عمل إلى مجال عمل آخر، وإن ما اضطره إلى ذلك هو الخلاف الشديد الذى يسود العلاقات بينى وبين أحمد إسماعيل، وحكى لى كيف ولماذا أعفى الدكتور محمود فوزى من رئاسة الوزراء، فقال: «كان فوزى يشتكى كل يوم ويقول لى، الوزير فلان والوزير فلان لا يسمعون كلامه، أنا مش فاضى علشان أعمل قاضى بين كبار الموظفين».


واستطرد الرئيس: «فيما يتعلق بك أنت وأحمد إسماعيل كان لازم واحد منكم يمشى، وأنا فكرت ووجدت أنه من الأفضل أنك أنت اللى تمشى وعرضت عليك أفضل المناصب عندنا، وأنا اخترت لك لندن ليس لمركزها الأدبى فحسب لأنى محتاج لأن يكون لنا رجل ذو خبرة عسكرية كبيرة فى لندن، إننا على اتصال الآن مع ألمانيا الغربية، وستقوم بإمدادنا بأسلحة متطورة ومتقدمة، وسفيرنا فى ألمانيا رجل مدنى اسمه محمد إبراهيم كامل «وزير الخارجية فيما بعد»، كان معى فى السجن وعينته فى الخارجية هو الآن سفيرنا فى ألمانيا، إنما طبعا لا يفهم فى الشؤون العسكرية، ولا يستطيع أن يتابع عمليات المباحثات والعقود العسكرية، وأنا أهدف إلى أنك من لندن تقوم برحلات مستمرة إلى ألمانيا للإشراف على هذا الموضوع، إن وظيفتك كسفير فى لندن ستكون موضوعا ثانويا بالنسبة للوظيفة الأولى وهى تسليح الجيش المصرى، وليس لدينا من هو أفضل منك للقيام بهذه المهمة».


يؤكد «الشاذلى»: أفاض الرئيس فى حديثه حتى اعتبرت أن ما قاله هو ترضية كافية، وأن منصب سفير مصر فى لندن هو امتداد لمسؤوليتى فى خدمة القوات المسلحة المصرية وتقويتها، وقبلت المنصب»، ويضيف: «انتقلنا بعد ذلك إلى الحديث عن العلاقات المصرية البريطانية، والمصريين الذين يعيشون فى المملكة المتحدة وموضوعات أخرى، وكانت الساعة بلغت الواحدة والنصف بعد الظهر عندما غادرت استراحة الرئيس، وعدت إلى فندق «الكتراكت» لتناول الغداء.
يؤكد «الشاذلى»، أنه بعد وصوله إلى لندن فى مايو 1974 أجرى اتصالا مع سفير ألمانيا فى بريطانيا فاكتشف أنه لم تكن لديه أية فكرة عن موضوع التسليح، وبعد عدة اتصالات سرية بينه وبين حكومته اتضح أن ما قاله الرئيس حوله كان من نسج خياله.

Google News تابع آخر أخبار اليوم السابع على Google News

Trending Plus

اليوم السابع Trending

الأكثر قراءة

المصرى يبدأ فى إنهاء إجراءات السفر لتونس لانطلاق المرحلة الثانية من الإعداد

10 تغييرات فنية لأندية الدوري استعدادا للموسم الجديد

وزارة الصحة توجه نصائح هامة لتجنب مخاطر ارتفاع درجات الحرارة

بعد عطل الاتصالات والإنترنت.. إقلاع 36 رحلة طيران وجار العمل على 33 أخرى

زى النهارده.. منتخب الشباب يتوج ببرونزية مونديال الأرجنتين أمام باراجواى


مواعيد القطارات على خط القاهرة أسوان والإسكندرية أسوان والعكس اليوم الثلاثاء

ياسين مرعى صفقة الأهلى الثامنة فى الميركاتو الصيفى

المصرية للاتصالات: فصل التيار خلال الحريق سبب تأثر الخدمة.. وتعويض المتضررين

الاتحاد يضع الرتوش الأخيرة على صفقة تبادلية مع سيراميكا.. بيع مغربى وضم 3 لاعبين

صحتك بالدنيا.. استشارى توضح إزاى ما تحرمش طفل السكر من الحلوى.. علامات لأورام الكلى تلزم الفحص فورا.. روشتة مريضة الغدة الدرقية بفترة الحمل.. أطعمة لتجنب سرطان المعدة.. وهذه الطريقة الصحية لصنع عصير الفاكهة


الإسماعيلى يقدم مدربه الجديد الجزائرى ميلود حمدى وجهازه الفنى.. صور

إعلام عبري: اتصالات مستمرة من أجل صفقة.. وكاتس: تقرر المضي نحو اتفاق

رسامة جديدة تعلن: مها الصغير نسبت لوحتى لنفسها.. لست الأولى فقد سرقت 3 آخرين

تأثر خدمات الاتصالات جزئيًا بعد حريق سنترال رمسيس.. ومحاولات لإعادة التشغيل

أرقام ياسين مرعي مع فاركو في الموسم الماضي قبل الانتقال للأهلي

الزمالك يحصل على 15% من قيمة صفقة انتقال ياسين مرعى من فاركو للأهلى

تداعيات أزمة لوحات الفنانة الدنماركية ليزا لاتشنيلسين.. الإعلامية مها الصغير تعتذر وتؤكد: مروري بأصعب ظروف فى حياتي ليس مبررا وزعلانة من نفسي.. والمجلس الأعلى للإعلام يستدعى الممثل القانوني لقناة "ON E"

وزارة التعليم تمد فترة التقدم لرياض الأطفال حتى 15 يوليو الجارى

الحوثيون يغرقون سفينة تتعامل مع إسرائيل في البحر الأحمر بخمس صواريخ

شاهد مهارات شيكو بانزا نجم منتخب أنجولا ولاعب آستريا أمادورا المرشح للزمالك

لا يفوتك


المزيد من Trending Plus
Youm7 Applcation Icons
اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع هواوى