فيروسات تثير قلق العالم فى 2025.. ارتفاع حالات الإصابة بكورونا والأنفلونزا في أوروبا.. تضاعف الوفيات فى 2024 بأمريكا اللاتينية بسبب حمى الضنك وأوروبوش.. وأنفلونزا الطيور تنتشر فى الولايات المتحدة

يصيب العالم حالة من الرعب والقلق بسبب انتشار العديد من الفيروسات المختلفة والتى زادت انتشارها بشكل مخيف خلال عام 2024 الماضى ، وهو ما ينذر بزيادة حالات الإصابة والوفيات  فى 2025 نتيجة تغير المناخ الذى يعد من أكبر أزمات الأرض.

أوروبا

في هذا الوقت، في كل من إسبانيا وأوروبا، تزداد حالات الإصابة بفيروسات الجهاز التنفسي، وخاصة الأنفلونزا و كورونا ، وفي إسبانيا، زادت الحالات في النصف الثاني من ديسمبر ، لكن الأسوأ لا يزال قائما، والإصابات بعد العدد الإجمالي لاحتفالات عيد الميلاد في يناير.

وفقاً لبيانات المركز الوطني للأوبئة ووزارة الصحة، فقد ارتفعت حالات الإصابة بالأنفلونزا والتهاب القصبات الهوائية  وكورونا بشكل كبير في الأسابيع الأخيرة بسبب تجمعات عيد الميلاد ونزلات البرد؛ وتوصي السلطات بالتطعيم، فضلا عن اتخاذ التدابير الوقائية.

ومع ذلك، يصر العاملون في مجال الصحة على أن النظام الصحي يجب أن يكون مستعدًا لذلك. وأكثر أنواع الأنفلونزا انتشارًا هذا العام حتى الآن هي أنفلونزا B، والتي تسبب ارتفاعًا في درجة الحرارة وألمًا في الأطراف وسعالًا.

وبلغ معدل الإصابة بالأنفلونزا وكوفيد-19 والفيروس المخلوي التنفسي في إسبانيا في الأسبوع من 16 إلى 22 ديسمبر 665.5 حالة لكل 100 ألف نسمة، وهو ما يمثل نموًا كبيرًا مقارنة بالبيانات السابقة التي قدمها نظام مراقبة عدوى الجهاز التنفسي الحاد،  مقارنة بالأسابيع السابقة من نفس الشهر.

الذروة القصوى لم تأت بعد

ومع ذلك، فإن الذروة القصوى لم تأت بعد وستكون على وجه التحديد بعد مهرجان الفرسان الثلاثة، والصقيع ، إضافة إلى كل الاجتماعات التي تعقد في هذه التواريخ، يزيد من معدله،  ومن المتوقع، بهذه الطريقة، أن تستمر في القيام بذلك في الأسابيع المقبلة.

موجة الأنفلونزا في بقية أنحاء أوروبا

لقد اجتاحت موجة الأنفلونزا أوروبا دون استثناء المنطقة أو الفئة العمرية، وتقوم المستشفيات بتعزيز وحداتها الخاصة. وشهدت بعض الدول مثل فرنسا زيادة في وباء الأنفلونزا في الأسبوع الماضي، منذ عيد الميلاد.

والأكثر تضرراً هم الأطفال دون سن 15 عاماً والمرضى الذين تزيد أعمارهم عن 60 عاماً، والذين يعانون من أسوأ الأعراض، بما في ذلك صعوبات شديدة في التنفس، وتم فرض الاستخدام الإلزامي للكمامات وحظر زيارة العيادات في المجر.

توفي أربعة أشخاص في رومانيا بسبب أعراض مرتبطة بالأنفلونزا، وأفاد المعهد الوطني للصحة العامة أنه تم تسجيل أكثر من 4100 حالة رسميا الأسبوع الماضي، أي ما يقرب من ضعف الأسبوع السابق.

حمى الضنك وأوروبوش فى أمريكا اللاتينية

أما القارة الأمريكية اللاتينية فإنها تواجه أكبر وباء لحمى الضنك منذ بدء السجلات الإقليمية في عام 1980، مع 12.6 مليون حالة موثقة، حسبما أفادت منظمة الصحة للبلدان الأمريكية (PAHO) ، مع توقعات بزيادة الحالات فى عام 2025 بسبب استمرار الأزمات المناخية.

وتجاوزت الحالات الخطيرة 21 ألف حالة، وتجاوزت الوفيات 7700 حالة، بحسب ما حددته الوكالة الإقليمية،  وتمثل الأرجنتين والبرازيل وكولومبيا والمكسيك 90% من الحالات و88% من الوفيات، وتأتي البرازيل في المقدمة.

وأنهت البرازيل عام 2024 بتسجيل 6.65 مليون حالة محتملة لحمى الضنك وتسجيل 6022 حالة وفاة بسبب المرض، وفقا للنشرة الوبائية الأسبوعية الصادرة عن وزارة الصحة، حسبما قالت صحيفة او جلوبو البرازيلية.

وتضاعفت الإصابات في عام 2024 أربع أضعاف تقريبًا عن عام 2015 (1.7 مليون)، وهو العام الذي شهد أكبر عدد من الإصابات، وتضاعفت الوفيات خمسة أضعاف تلك المسجلة في عام 2023 (1094)، وهو العام الأكثر دموية حتى الآن.

وأشارت منظمة الصحة للبلدان الأمريكية إلى أن حمى الضنك تشكل خطرا أكبر من المعتاد على الأطفال، مستشهدة بمثال جواتيمالا، حيث كان 70% من الوفيات الناجمة عن حمى الضنك من الأطفال. وحدد مدير المنظمة جارباس باربوسا أن الأطفال دون سن 15 عاما يشكلون أكثر من ثلث حالات حمى الضنك في كوستاريكا والمكسيك وباراجواي.

وقال باربوسا، في مؤتمر صحفي، إن زيادة حمى الضنك مرتبطة بالأحداث المناخية التي تساعد على تكاثر البعوض، فضلا عن التوسع الحضري غير المخطط له، وتراكم المياه وسوء إدارة النفايات،  وأشار إلى أن هذه العوامل تولد مواقع تكاثر الناقل.

وقال باربوسا إنه على الرغم من تقدم وباء حمى الضنك، فإن أمريكا اللاتينية ومنطقة البحر الكاريبي ليست بلا دفاع ضد حمى الضنك، في إشارة إلى استراتيجية الإدارة المتكاملة لمنظمة الصحة للبلدان الأمريكية للوقاية من الأمراض الفيروسية ومكافحتها، وهو جهد رئيسي للحفاظ على الحد نسبيا من الحالات الخطيرة والمميتة من خلال إدارة أفضل للمرضى.

 

الأوربوش وأنفلونزا الطيور

وتحدث باربوسا أيضًا عن الأوروبوش وأنفلونزا الطيور، وهما مرضان تتزايد حالاتهما في أمريكا اللاتينية، تلقت منظمة الصحة للبلدان الأمريكية هذا العام 11600 إخطارًا عن حالات الإصابة بأوروبوش، وهو فيروس ينتقل عن طريق البراغيش المصابة وبعض أنواع البعوض. تم الإبلاغ عن مرضى اوربوش في اثنتي عشرة دولة وإقليم في المنطقة، وخاصة في البرازيل.

أنفلونزا الطيور فى أمريكا

وشهدت الولايات المتحدة الامريكية انتشار كبير فى إصابات انفلونزا الطيور مع مخاوف من تزايد حالات إصابة البشر ، حيث أعلن حاكم ولاية كاليفورنيا جافن نيوسوم حالة الطوارئ بسبب تفشي حاد لإنفلونزا الطيور. ويأتي هذا القرار في أعقاب زيادة سريعة في الحالات بين كل من الطيور البرية والمحلية، وكذلك الأبقار الحلوب، مما أثار مخاوف بشأن الصحة العامة والزراعة والاقتصاد.

وتنتشر السلالة الحالية من إنفلونزا الطيور، المعروفة باسم H5N1، بسرعة عبر مناطق مختلفة من كاليفورنيا وما أثار الجدل هو إصابة شخص بإنفلونزا الطيور في لويزيانا، وتم نقل مريض إلى المستشفى في أول حالة من نوعها لدى الإنسان بالولايات المتحدة، وسجلت 61 حالة إصابة بالتفشي الحالي للمرض في الولايات المتحدة، لكن جميع الإصابات الأخرى كانت خفيفة.

ووفق مراكز منع انتشار الأمراض والوقاية منها، تعرض المصاب الأخير إلى طيور مريضة وميتة يربيها في فناء منزله،  لكن لم يتم الكشف عن تفاصيل أخرى بشأن حالته.