متحف الغردقة.. يضم أيقونة القديس نيقولاس ودعامتان حامل الأيقونات وقطعة نسيج نادرة.. الأولى تمثل أسقف مورا.. والثانية حامل أيقونات كنيسة الدير.. والثالثة رسمت عليها السيدة العذراء وهى تحمل المسيح رضيعا.. صور

داخل متحف آثار الغردقة، الذى يضم قرابة 2000 قطعة أثرية ترجع إلى عدة عصور مختلفة بداية من العصر القديم حتى الحديث، ويتم عرضها داخل فتارين صممت حسب العصور، وتزامنا مع عيد الميلاد المحيد وبداية العام الجديد، يستعرض اليوم السابع، أهم القطع الأثرية القبطية داخل المتحف .
أيقونة القديس نيقولاس تعتبر أهم واندر القطع الأثرية داخل المتحف، حيث أن فن الأيقونات من أهم الفنون القبطية وأكثرها انتشارا، فكلمة أيقونة هي كلمة يونانية في الأصل وتعني صورة أو منظر أو تمثيل الشيء، عن صاحب الأيقونة المصنوعة من الخشب الملون فهو القديس الأنبا " نيقولاوس" أسقف مورا " وهي إحدى مقاطعات آسيا الصغرى أو الأناضول، ومسقط رأسه وكان والده يدعى ابيفانيوس، وتدعى والدته " تونة" .
من جانبه قال وليد علام المشرف العام على متحف آثار الغردقة، إن الفنان صوره واقفاً متخذاً أحد الأوضاع الشهيرة التي دائماً ما يصور بها السيد المسيح وحول رأسه هالة من النور علامة القداسة وعلي جانبي الصورة من الأعلى صور الفنان السيد المسيح والسيدة العذراء مريم كنوع من التأييد ومنح البركة للقديس .
وأضاف : هذا القديس من أشهر القديسين سواء في الشرق أو الغرب حيث استوحى من قصته وطور من شكلة وملابسة وأضاف عليها فنان الكاريكاتير الألماني الأمريكي نوماس سانت، وخرج بالشخصية التي عرفت فيما بعد ب " سانت كلوز " و كان معروفاً عن هذا القديس أنه يوزع المال علي المحتاجين ليلًا وهو متخف وكان معروفاً عنه أيضاً كثرة العطاء وعمل الخير
كما يضم متحف آثار الغردقة، إحدى مكتشفات دير باويط – دير القديس الأنبا أبوللو، وهما دعامتان خشبيتين اثريتين من حامل الأيقونات، حيث تم اكتشافهما بمنطقة أسيوط مركز ديروط، قرية باويط، دير القديس الأنبا أبوللو، ويرجع تاريخهم إلى أواخر القرن الرابع وبداية القرن الخامس الميلادي (حوالي 390 م )
وتعتبر تلك الدعامتان الخشبيتان صنعتا من الخشب الملون، وأبرز الفنان المصري القديم في العصر القبطي من خلال تنفيذه لتلك القطع الخشبية مدى براعته وإتقانه لفن النحت علي الخشب حيث يظهر بالقطعتين استخدامه لطريقة النحت البارز والنحت الغائر ودقة التفاصيل في تنفيذ الزخارف الهندسية والنباتية، وهما جزء من حامل أيقونات كنيسة الدير، أحداهما عليها نقش يمثل رئيس الملائكة ميخائيل وحوله زخارف هندسية ونباتية وهو يمسك بيده سيف رمزاً للقوة والرئاسة وفي اليد الأخرى شكل عبارة عن كرة ترمز إلي الأرض، والقطعة الأخرى عبارة عن نقش يمثل رئيس الملائكة جبرائيل وحوله أيضاً زخارف هندسية ونباتية وفي يده اليمنى عصى طويلة رمز السلطة وفي يده اليسرى قرص يمثل الأرض .
كذلك من القطع القبطية النادرة فى متحف الغردقة قطعة نسيج قبطى نادرة مصنوعة من الصوف والكتان تصور في المنتصف السيدة العذراء تحمل السيد المسيح طفلاً وتحيط بهما الملائكة من أعلى على الجانبين، وفي الأسفل تصوير لقديس ربما يكون"مارمينا العجائبي" رافعًا يديه وعلي جانبيه شكل حيواني غير واضح ربما كان جملين كما هو الشكل المعتاد لتصوير القديس "مارمينا "
ويقول مينا مكرم وكيل الشئون الأثرية بمتحف آثار الغردقة أن يحيط بالمنظر اشكال هندسية ونباتية واشكال مختلفة من الصلبان، وورث الأقباط فن صناعة النسيج عن أجدادهم القدماء، وتطور النسيج فى العصر القبطي فكان ألزاماً على الرهبان والراهبات أن يمارسوا عملاً يدوياً بجانب النسك والعبادة مثل ضفر الخوص وصناعة السلال ونسخ الكتب وغيرها من الحرف اليدوية ومنها النسيج وصناعته فتظهر في هذه القطع عظمة هذا الفن والإبداع في روعة المناظر وجودة الألوان وصباغتها ومهارة الفنان في اختيار الألوان وتناسقها .
وأضاف وكيل الشئون الأثرية أن عرف المصري القديم النسيج وصناعته جيداً ودليل ذلك ما يتم العثور عليه من بقايا من ألياف النخيل وغيرها في صناعة الحبال، وتمثل لفائف المومياوات براعة المصري القديم في صناعتها وطرق نسجها وزخرفتها ويظهر ذلك بوضوح من أقدم الاكتشافات الأثرية حتى أحدثها.
ويُعد نسيج القباطي مصدراً قيّماً للمعلومات عن الطبقات الاجتماعية والحياة اليومية التى كان يعيشها الأقباط في ذلك الوقت، بالإضافة للمعلومات الهامة التي تقدمها عن التقنيات التي كان يستخدمها النساجون في عمل النسيج على الأنوال اليدوية. وهناك الكثير من المتاحف حول العالم يوجد بها العديد من قطع النسيج القبطي الرائعة والمميزة التي توضح مدى الرقي والمهارة التي وصلت لها تلك الصناعة وهذا الفن، وخاصة تلك التي تعود صناعتها لمدينة بانوبوليس " اخميم " .



Trending Plus