92 ألف وثيقة متاحة.. رقمنة أوراق صلاح عيسى على ذاكرة مصر المعاصرة

أعلنت مكتبة الإسكندرية عن استلام أكتر من 92 ألف وثيقة من أوراق صلاح عيسى ويتم إتاحتهم على موقع المكتبة بالتزامن مع إطلاق مشروع رقمنة أوراق الكاتب صلاح عيسى على موقع ذاكرة مصر المعاصرة.

الوثائق تتضمن أهم القضايا اللي شهدتها مصر عن الجماعات الإسلامية والحركة الشيوعية، وأهم الاغتيالات السياسية، ومحاضر التحقيق مع الشخصيات السياسية والثقافية البارزة، بالإضافة لقضايا اجتماعية تانية زي قضية ريا وسكينة، ومحاضر التحقيقات، وقرارات الاتهام، والمحاكمات.

مشروع رقمنة أوراق صلاح عيسى يعزز من قدرة الباحثين والمهتمين على الوصول إلى مصادر تاريخية موثوقة، حيث أوضح الدكتور أحمد زايد، مدير مكتبة الإسكندرية، أن هذا المشروع يُعد خطوة فارقة في حفظ التراث الثقافي المصري وتقديمه للأجيال القادمة.

صلاح عيسى أحد أبرز المؤرخين الصحفيين فى القرن العشرين، خاض رحلة حافلة بين جنبات الصحف المصرية والعربية، فكان من أبرز المدافعين عن المهنة. اهتم بتاريخ مصر، وتخصص فى كتابة التاريخ السياسى والاجتماعى المصرى بأسلوب أدبى شيق، وتنقل بين ألوان الكتابة ما بين القصة والكتابة الصحفية والتوثيق بمذاق إبداعى وأدبى. كان صلاح عيسى كاتبًا عنيدًا، يعشق التمرد، ومدافعًا جسورًا عن قضايا وطنه، ودفع ضريبة قناعاته ووطنيته، ومشاغباته مع السلطة فى سبعينيات وثمانينيات القرن الماضى، مما دفعه إلى السجن والاعتقال أكثر من مرة. حتى إن عبد الناصر قال عنه: «هذا الولد لن يخرج من السجن وأنا على قيد الحياة». وفى عهد السادات، حل ضيفًا على المعتقل مرتين بسبب تمرده السياسى، وكان ممن تعرضوا للفصل من صحيفة «الجمهورية». ولجسارة موقفه من «كامب ديفيد»، اعتقل مرة ثالثة فى سجن القلعة فى يناير 1981 بتهمة اعتبرها عارًا على النظام، وهى «العداء لإسرائيل»، حتى كتب على جدرانه: «صلاح عيسى.. التهمة إهانة إسرائيل»، وكان أول عربى ينال هذا الشرف.