أجمد 10 خروجات فى الواحات البحرية.. جنة وسط الصحراء مع برنامج كده رضا

نشر تليفزيون اليوم السابع حلقة جديدة من برنامج "كده رضا" ، الذي يعده ويقدمه الكاتب الصحفي محمود رضا الزاملي.

وتناولت الحلقة تفاصيل زيارة تجربة مليئة بالسحر والمغامرة والهدوء، لاكتشاف قطعة من الجنة على أرض الجيزة فى الواحات البحرية، أحد أجمل المقاصد الطبيعية في مصر، والتي تعود جذورها الى عصور ما قبل التاريخ، حين كانت الديناصورات تعيش في هذه المنطقة التي كانت يوما ما قاع بحر ضخم.

رحلة الواحات ليست مجرد فسحة، بل تجربة فريدة تجمع بين التاريخ والطبيعة والعلاج والاستجمام، الرحلة تبدأ بسهولة من القاهرة، حيث يمكن الوصول الى الواحات من موقف المنيب عبر باصات مخصصة بسعر يقارب 200 جنيه، في رحلة تستغرق نحو خمس ساعات فقط، وينصح دائما بالتنسيق مع احد ابناء الواحة قبل التحرك، لما يتمتع به اهلها من كرم وجدعنة ومعرفة دقيقة بطرق الصحراء.

أول محطة هناك هي بحيرة المأمور، بحيرة مالحة تقع بين الجبال، تعد من اجمل اماكن الغروب في مصر، حيث تعكس اشعة الشمس على سطح المياه مشهدا يخطف الانفاس. يمكن للزوار نصب خيمة على الشاطئ والمبيت وسط الهدوء التام ونقاء الهواء.

تأتي بعد ذلك المغامرة الاجمل في قلب الصحراء، حيث جبل الدست والمغرفة، المعروف بكونه موطن الديناصورات القديمة. المنطقة ما زالت تحتفظ بآثار المياه على الصخور، في مشهد يجسد تاريخ الارض بعظمتها وقدمها.

اما جبل الانجليز، فهو اعلى نقطة في الواحات البحرية، ومن فوقه يمكن مشاهدة الواحة بالكامل وكأنها لوحة فنية، تتداخل فيها الجبال مع البيوت الصغيرة والنخيل، كما يضم بقايا معسكر استخدمه الجنود الانجليز خلال الحرب العالمية الثانية.

ولان الواحات البحرية تشتهر بعيونها الطبيعية، فهي تضم اكثر من 400 عين مياه كبريتية وحديدية، بعضها ساخن ينبع من باطن الارض، واخر بارد ينتشر بين الصخور. وتعد هذه العيون منتجعا صحيا طبيعيا يساعد في علاج امراض المفاصل والجلد ويمنح احساسا بالاسترخاء والنشاط في آن واحد.

ولمحبي التاريخ، لا يمكن تفويت زيارة متحف الواحات البحرية الذي يجسد حياة اهل الواحة القديمة ويعرض نماذج من تراثهم، الى جانب زيارة البيت الواحي القديم الذي يعيد الزائر الى اجواء الماضي بادواته وملامحه البسيطة، وكذلك معصرة الزيتون البدائية التي ما زالت تعمل بطريقة يدوية تظهر عبقرية الانسان في استغلال الطبيعة.

وبعد يوم طويل من الاستكشاف، يأتي الدور على المذاق الاصيل، فالاكل الواحي يتميز بنكهات مختلفة وطابع خاص، واشهر اطباقه "البامية البيضا" التي تطهى على الطريقة البدوية. كما يمكن للزائرين حضور حفلات السمر البدوية التي تقام ليلا وسط الخيام على انغام المزمار والسمسمية، في اجواء مفعمة بالبساطة والفرح.

وتختتم الرحلة في مزارع النخيل، حيث تمتد ملايين النخلات التي تنتج اجود انواع البلح في العالم. يكفي تذوق تمرة واحدة لتكتشف الفرق بين بلح الواحات واي نوع اخر.

الواحات البحرية ليست مجرد وجهة سياحية، بل تجربة تعيد الانسان الى طبيعته الاولى، وتمنحه طاقة وهدوءا لا مثيل لهما. رحلة الى هناك تعني ان تبتعد قليلا عن الزحام، لتقترب اكثر من نفسك ومن جمال بلدك.