الأسطى داليا تمتهن مهنة الرجال بالدقهلية.. حكاية سيدة تعمل نجارا منذ سنوات.. صنعت سريرا لصغيرها وكان سبب دخولها المجال.. بدأت بمسمار وشاكوش لتصبح صاحبة ورشة.. تشجيع زوجها ووقوف أبنائها دوافع استمرارها.. صور
-
داليا: أعمل منذ 6 سنوات وأغلب زبائنى سيدات وأساعد الجميع فى التعلم.. أكثر ما يسعدنى رزق الله لى وثقة الزبائن فى التعامل معى
لم تقف مكتوفة الأيدى، وتركت العادات والتقاليد جانبا من أجل مستقبل أبناءها، لم تنظر إلى إقامتها فى الأرياف، وتحلت بالعزيمة والإصرار والتحدى، وكانت على قدر المسئولية فى مساندة زوجها الذى يسعى هو الآخر على رزقه وأسرته، حتى أكرمهما الله سويا بالرزق الحلال وتربية أبناءهم.
كفاح سيدة امتهنت مهنة الرجال الشاقة
فى قرية بسيطة من قرى محافظة الدقهلية، وتحديدا قرية المحمودية التابعة لمركز ومدينة دكرنس، والتى تعرف بأنها قرية ريفية من الدرجة الأولى حيث تقع فى شمال محافظة الدقهلية، وعلى حدود محافظة الشرقية، ظهرت سيدة غيرت المفاهيم والعادات والتقاليد الريفية ونظرة المجتمع للمرأة الريفية وذلك أمام المسئولية، حيث تعرف السيدة المصرية أنها تتحمل المسئولية وقت غياب "رجل المنزل " الزوج، وتكون هى المسئول الأول والأخير عن كل تدابير المنزل، وتربية الأطفال.
تخطت داليا هذه المفاهيم، بمراحل وجعلت من نفسها الشخصية القوية ذات الطموح، فإمتهنت مهنة الرجال الشاقة وهو مجال النجارة "تصنيع الأخشاب" لتصبح السيدة الأولى فى محافظة الدقهلية التى تعمل نجار موبيليا، وتستمر على مدار سنوات متتالية، وتعرف فى محافظات الجمهورية الآن بصنعتها ودقتها فى التتفيذ وأمانتها فى التعامل.
أسرة بسيطة تحتاج إلى سرير... الحل فى الإنترنت
للوهلة الأولى قد يأخذك تفكيرك أن هذه السيدة قد تكون منفضله عن زوجها أو أرمله، ولكن الجميل فى الأمر أن بداية هذه السيدة بسبب إحتاج الأسرة لسرير لطفلها الجديد والأصغر "آسر" حيث يخرج الزوج ويتنقل بين سلسله مطاعم يعمل بها على مستوى الجمهورية، وفى ذلك الحين كان خارج المحافظة لطبيعة عمله، وحاولت الأم تدبير السرير لطفلها الذى تعرض أيضا لوعكة صحية، لتصبح مطالبه بتوفير السرير والعلاج الطبى فى نفس الوقت، ولا تريد أن تقوم بزيادة الحمل على زوجها" الماديات".
تواصلت داليا مع أحد النجارين فى القرية، ليخبرها بثمن السرير والذى لم يكن متوفر ثمنه على الإطلاق فى ذلك الوقت، كان تفكيرها سريع حيث إستعانه بالإنترنت وشاهدت كيفية صناعة سرير خشبى وقامت بتوفير الأخشاب اللازمة لذلك، وبدأت تقوم بتصنيع السرير بنفسها خطوة تلو الأخرى حيث تشاهد جزء بجزء وتبدأ فى التنفيذ، حتى تمكنت من ذلك بالفعل وقامت بصناعته بجودة عالية.
شاكوش ومسمار والمرور بمواقف صعبة
ظهرت داليا عيد سلامة، بنت قرية المحمودية صاحبة 35 عاما من عمرها، أمام جيرانها وهى تقوم بتصنيع السرير وترسل الأخشاب إلى ماكينة تقطيع الأخشاب الموجودة بالقرية مع أبناءها لتقوم بقص وتقطيع الأخشاب بالمقاسات المحددة والمطلوبة للتصنيع، وكانت تفتقد لجميع الأدوات وتدخل فى حيرة من أمرها بسبب ذلك، ورغم ذلك سادت حالة من الإعجاب بين الجميع بما قامت به داليا، بدأ الجميع من حولها فى الحديث معها، عن كيفية صناعة السرير، وبدأوا أن يقوموا بطلبها لتصنيع بعض الأشياء الخشبية وكل مره تستمر داليا فى التصنيع تكتسب خبرة جديدة فى المجال الشاق.
بدأت داليا بشاكوش "مطرقة" ومسمار فقط ولا تمتلك أى أدوات، ومن أصعب المواقف التى واجهتها خلال العمل فى هذة المهنة هى التعامل مع المنشار الكهربائى، وظبط الزوايا بطريقة دقيقة أثناء التصنيع، لكنها أصرت على الإستمرار وبدأت فى التفكير وعدم التردد وبدأت فى تأجير الأدوات والمعدات اللازمة للعمل مثل كومبروسر الهواء والمنشار الكهربائى، وإستمرت فى التصنيع حتى بدأت فى التفكير بتدبير أمورها، وإقتناء كل ما تشمله ورشة النجارة، وقامت بشراء الأدوات والمعدات قطعة تلو الأخرى، حتى تمكنت من تكوين ورشة بسيطة وصغيرة داخل منزلها، ومع العمل المستمر بدأ العديد من المواطنين فى التواصل معها، وبدأت تعرف داليا بين الجميع سنه تلو الأخرى، حتى وصلت لدرجة التمكن من عملها الشاق وذلك بعد مرور سنوات من العمل.
الأسطى داليا ومساعدة الغير فى تعليم المهنة.. دور الزوج والأبناء
تستمر داليا فى العمل، وأثناء تحديثها لموقع وتليفزيون "اليوم السابع " قالت: الحمدلله على ما وصلت إليه، والحمدلله على تربية أبنائى بالحلال، فقد رأيت التشجيع من زوجى ومن أهلى بعد رؤيتهم لإصرارى على إستكمال هذا العمل، رغم أنه عمل الرجال، ولكن بفضل الله أعمل فى مهنة النجارة الآن لما يزيد عن 6 سنوات، من بينهم عامين كاملين فى التعليم حتى وصلت لدرجة الإحترافية فى المهنة، وساعدت زوجى وأسرتى فى التربية الحلال، فكلا منا يسعى على رزق أبناءنا والرزق فى يد الله، وأكثر مايسعدنى هو ثقة الزبائن فى العملاء، حيث يتواصلون معى بثقة كبيرة".
واستكملت داليا البعض ينادينى بـ"الأسطى داليا" ولكننى لا أحب هذا المسمى إطلاقا، رغم حبى للمهنة ولكن أحب التعامل بسهولة ومنادتى بإسمى فقط، وهناك من طلب مساعدتى فى تعليم المهنة ولم أتاخر عنه أبدا، واستطردت قائلة: "مهما كان انا سيدة وإذا إحتاجت اللجوء لإرسال شغل للورشة فيقوم أبنائى زياد وأحمد بتحميله والذهاب للورشة لتقطيعه وعمل اللازم، وذلك هو الرزق الأهم من الله تشجيع زوجى ومساندة أبنائى لى، والحمدلله يرزقنى الله بالعمل من كل مكان وأغلب عملائى "سيدات" حيث يتعاملون معى بثقة كبيرة حتى أن بعضهن لا توجد بيننا سابق معرفة ومع ذلك يقمن بتحويل وإرسال النقود لى بكل ثقة وهذا فضل من الله على، ولا أريد من الدنيا سوى استمرار الرزق من الله وأن أحافظ على أسرتى ونعيش بالرزق الحلال فقط".

التعامل-وقص-الأخشاب

العمل-في-النجارة_1

أول-سيدة-تعمل-نجار-بحرفيه-في-الدقهلية

تركيب-أجزاء

تعمل-في-النجارة-منذ-6-سنوات

تنجيد-من-أعمالها

داليا-أثناء-تصنيع-الاثاث-داخل-ورشتها

داليا-اول-نجار-في-الدقهلية

زياد-واسر-أثناء-مساعدة-والدتهما

شرح-العمل-داخل-الورشة-أثناء-اللقاء

عمل-الأسطي-داليا-علي-المنشار-الكهربائي
Trending Plus