انتفاضة كروية ضد الآلة الاستيطانية.. منظمة العفو الدولية تطالب "فيفا" باستبعاد الأندية المقامة داخل مستوطنات.. إدانات حقوقية متتالية بسبب جرائم غزة.. وإدارة ترامب تتحدى بتأمين مشاركة "الكيان" فى مونديال 2026

تحركات موسعة على صعيد كرة القدم العالمية لحصار إسرائيل ردًا على جرائمها الممتدة منذ عامين بحق المدنيين فى قطاع غزة، فضلًا عن استمرار نشاطها الاستيطانى فى الضفة الغربية، وسط ادانات حقوقية مستمرة، وتغاض أمريكى ممتد عن انتهاكات الاحتلال.

وفى تقرير لها، وقبل يوم من اجتماع حاسم للاتحاد الدولى لكرة القدم فيفا، دعت منظمة العفو الدولية فى بيان لها الأربعاء كلا من الاتحاد الدولى لكرة القدم فيفا والاتحاد الأوروبى يويفا إلى تعليق عضوية الاتحاد الإسرائيلى لكرة القدم، حتى يستبعد الأندية المقامة داخل المستوطنات الإسرائيلية غير القانونية على الأراضى الفلسطينية المحتلة من المشاركة فى المسابقات المحلية.

وفى رسالة رسمية وجهتها المنظمة إلى الفيفا واليويفا عشية اجتماع مجلس الفيفا المقرر الخميس، شددت المنظمة على أن استمرار الاتحاد الإسرائيلى بالسماح لأندية المستوطنات باللعب فى مسابقاته يمثل انتهاكا للقانون الدولى ولوائح الفيفا ذاتها، التى تحظر على الاتحادات والأندية اللعب على أراضى اتحاد آخر دون إذن مسبق.

وقالت الأمينة العامة لمنظمة العفو الدولية أنييس كالامار: "فى حين يستعد المنتخب الإسرائيلى لخوض تصفيات كأس العالم، تواصل إسرائيل ارتكاب أعمال إبادة جماعية بحق الفلسطينيين فى قطاع غزة، حيث قتل أكثر من 65 ألف شخص، بينهم أكثر من 800 رياضى ومسؤول فى المجال الرياضي"، مشيرة إلى أن توفير الاتحاد الإسرائيلى لكرة القدم غطاء رياضيا واقتصاديا للأندية داخل المستوطنات "يساهم فى دعم الانتهاكات الإسرائيلية".

ولفتت المنظمة، إلى أن هناك ما لا يقل عن 6 أندية من مستوطنات الضفة الغربية تشارك فى بطولات الاتحاد الإسرائيلى، فى مخالفة واضحة لمبادئ الفيفا التى تنص على عدم جواز إقامة أندية أى اتحاد على أرض اتحاد آخر دون موافقته.

وتأتى تلك الدعوات بعد أيام من تحذير إدارة الرئيس الأمريكى دونالد ترامب من المساس بتمثيل إسرائيل فى مونديال 2026، حيث قالت المتحدثة باسم الخارجية الأمريكية لصحيفة "ذا أثليتيك" أن واشنطن ستعارض أى محاولة لمنع إسرائيل من المشاركة فى نهائيات كأس العالم لكرة القدم 2026، ردا على الدعوات المتزايدة لتعليق مشاركة إسرائيل بسبب حملتها العسكرية فى غزة.

وصرح متحدث باسم وزارة الخارجية الأمريكية: "سنعمل بكل جهد ممكن لوقف أى محاولة لمنع المنتخب الإسرائيلى لكرة القدم من المشاركة فى كأس العالم".

وفى وقت سابق، ذكر موقع "والا" العبرى، أن ترامب أبلغ رئيس الاتحاد الدولى لكرة القدم الفيفا لوقف احتمالية إقصاء إسرائيل، مؤكدا أن "ترامب يدرس التهديد بفرض عقوبات على الفيفا وصعوبة استضافة كأس العالم فى الولايات المتحدة، وفرض حظر دخول على دول وأفراد معينين".

وقبل أيام، وجه رئيس الاتحاد التركى لكرة القدم، إبراهيم حاجى عثمان أوغلو، خطابًا رسميًا إلى كل من رئيس الاتحاد الدولى لكرة القدم (فيفا) ورئيس الاتحاد الأوروبى لكرة القدم (يويفا) إلى جانب رؤساء الاتحادات الرياضية العالمية، طالب فيه بتعليق مشاركة الكيان الصهيونى فى جميع الأنشطة الرياضية.

وأكد حاجى عثمان أوغلو، فى رسالته التى نرشرتها وكالة معا الفلسطينية، أن "كرة القدم لغة عالمية تجمع بين الثقافات المختلفة، وتوطد أواصر الصداقة والتضامن بين الشعوب"، معبرًا عن قلقه العميق إزاء ما وصفه بـ"الوضع غير القانونى واللاإنساني" الذى تُديره إسرائيل فى غزة والمناطق المحيطة.

وأضاف رئيس الاتحاد التركى، أن الوقت قد حان لهيئات كرة القدم للتحرك، قائلًا: "على الرغم من تبنّيها موقف المدافعين عن الثقافة والسلام، فإن مؤسسات كرة القدم التزمت الصمت لفترة طويلة، حان الوقت للفيفا والاتحاد الأوروبى لكرة القدم لاتخاذ موقف حاسم، وتعليق مشاركة إسرائيل فورًا فى جميع المسابقات الرياضية".