تدخلات طبية لعلاج مشكلات القلب.. الفرق بين البالون والدعامة والقلب المفتوح
تصادف أمس مع اليوم العالمى للتوعية بصحة القلب، وفى السطور التالية نتعرف على بعض الإجراءات الطبية التى يتم اللجوء إليها لعلاج بعض المشاكل القلبية، فانسداد الشرايين التاجية من أكثر مشكلات القلب شيوعًا، وهو السبب الرئيسي وراء كثير من النوبات القلبية والآلام الصدرية المفاجئة. ومع تطور الطب، ظهرت عدة حلول لعلاج هذه المشكلة بطرق متفاوتة في التعقيد، أكثر هذه الحلول شيوعًا هي: قسطرة البالون، تركيب الدعامة، وجراحة القلب المفتوح. ورغم أن هدفها جميعًا هو تحسين تدفق الدم إلى عضلة القلب، إلا أن هناك فرقا بينها من حيث الأسلوب والنتيجة.
وفقا لتقرير نشر فى موقع msdmanuals، فإن هناك فروق بين هذه الطرق فى علاج مشكلات القلب، ومن بينها :
أولًا: قسطرة البالون
قسطرة البالون هي الخطوة الأقل تعقيدًا والأكثر شيوعًا في علاج ضيق الشرايين، الفكرة ببساطة تقوم على إدخال أنبوب رفيع في نهايته بالون صغير عبر شريان الفخذ أو اليد. بعد وصول القسطرة إلى منطقة التضيق، يُنفخ البالون فيضغط على الترسبات الدهنية ويدفعها إلى الجوانب، مما يزيد من اتساع الشريان.
ميزة هذا الإجراء أنه بسيط وسريع، والمريض غالبًا يخرج من المستشفى في نفس اليوم. لكن المشكلة أن النتيجة مؤقتة؛ إذ قد يعود الشريان للضيق مرة أخرى بعد فترة قصيرة. ولهذا السبب أصبح البالون في كثير من الحالات مجرد خطوة تمهيدية لتركيب دعامة.
ثانيًا: الدعامة القلبية
الدعامة هي تطور مهم على إجراء البالون. بعد توسيع الشريان بالبالون، يُزرع أنبوب معدني شبكي صغير داخل الشريان ليبقيه مفتوحًا. تبقى الدعامة في مكانها بشكل دائم، وهو ما يضمن استمرار تدفق الدم ويقلل من احتمالية انسداد الشريان مرة أخرى.
يحتاج المريض بعد تركيب الدعامة إلى أدوية تمنع التجلط ومتابعة دورية مع الطبيب. وعلى الرغم من أنها أكثر فاعلية من البالون وحده، إلا أن تركيب الدعامة لا يُناسب كل المرضى، خصوصًا من لديهم انسداد شديد في أكثر من شريان.
ثالثًا: عملية القلب المفتوح
عندما لا تكفي الوسائل السابقة، يلجأ الأطباء إلى الخيار الجراحي الأكبر: عملية القلب المفتوح. في هذه العملية يفتح الجراح عظام الصدر للوصول مباشرة إلى القلب. قد يتضمن التدخل ترقيع الشرايين التاجية عبر تحويل مسار الدم باستخدام أوعية دموية مأخوذة من الساق أو الصدر، أو إصلاح صمامات القلب، أو معالجة عيوب خلقية مثل وجود ثقب بين الحجرات القلبية.
هذه الجراحة تتطلب فترة تعافٍ طويلة نسبيًا، لكنها غالبًا تمنح المريض حلًا جذريًا لمشكلته القلبية.
الفروق الجوهرية
تتنوع طرق علاج انسداد الشرايين بين البالون والدعامة وجراحة القلب المفتوح، ولكل منها خصوصيته. توسيع الشرايين بالبالون هو الإجراء الأبسط، حيث يُدخل بالون صغير عبر قسطرة ليتمدد داخل الشريان الضيق ويفتحه، لكنه لا يترك دعماً داخلياً بعد الانتهاء، ما قد يجعل الشريان عرضة للانسداد مرة أخرى. أما الدعامة فهي إضافة لاحقة وأكثر فعالية؛ إذ يُثبت أنبوب معدني شبكي داخل الشريان بعد توسيعه ليبقى مفتوحاً ويحافظ على مرور الدم بشكل مستمر. بينما القلب المفتوح يمثل الخيار الجراحي الأكثر تعقيداً، حيث يُفتح الصدر للوصول مباشرة إلى القلب لإجراء ترقيع للشرايين أو إصلاح الصمامات أو معالجة عيوب خلقية، ويُستخدم عادة في الحالات التي يصعب التعامل معها بالقسطرة وحدها.
الفرق بين البالون والدعامة والقلب المفتوح ليس في التقنية فقط، بل أيضًا في مدى فاعلية العلاج واستمراره. البالون إجراء مؤقت، الدعامة حل طويل الأمد نسبيًا، أما القلب المفتوح فيُعد الملاذ الأخير للحالات المعقدة. القرار النهائي يحدده الطبيب وفق حالة المريض، عدد الشرايين المتضررة، وعوامل أخرى مثل العمر والصحة العامة.
Trending Plus