مقالات نجيب محفوظ الفلسفية.. ماذا كتب في المجلات قبل 90 عاما؟

اعتبر نجيب محفوظ نفسه رجل فن لا رجل فكر وإن كانت رواياته تنضح بالفكر لكنه فكر في إطار الفن وقد كان ذلك محور رده على أنيس منصور حين فاجأه بسؤال وجيه هو أين أنت من المقالات ولماذا لم تعد إلى كتابتها؟ علما بأنه من المعروف عن نجيب محفوظ أنه كتب المقال بغزارة مطلع ثلاثينيات القرن العشرين ثم توقف فجأة.

ونشر سلامة موسى لنجيب محفوظ في مجلته "الجديدة" أول مقال له بعنوان "احتضار معتقدات وتولد معتقدات" في أكتوبر 1930، ولما عُطلت المجلة شهوراً اتجه نجيب محفوظ إلى صحف أخرى ثم عاد فنشر في " الجديدة " في 1934 مقاله الثاني " ثلاثة من أدباؤنا" الذي تحدث فيه عن سلامة موسى وتوالت بعد ذلك مقالاته في" الجديد" ، خصوصاً خلال السنوات 1934 وما بعدها. ويلاحظ أن جميع مقالات نجيب محفوظ في " الجديدة" كانت فلسفية.

ما جاء فى مقالات نجيب محفوظ

في إحدى مقالات نجيب محفوظ يقول:"لا توجد مشكلة خاصة بالشباب، ولكن المشكلة الحقيقية هي مشكلة الكبار الحائزين للرشد والنضج، والممارسين لأسباب التوجيه والقيادة في المجتمع، المشكلة هي مشكلة الكبار، وما يصنعون بمجتمعهم، وما يضيفون إلى الحياة من جمال أو قبح، وما يعتنقون من مبادئ يعاملون بها الآخرين، هم الذين يصنعون الدراما الإنسانية، فيجعلون منها ملحمة بطولية، أو كوميديا سوداء، أو تراجيديا دامية. اللهم اهد كبارنا، ليهتدي صغارنا".

وفى مقال آخر يقول: "يجب أن نسرع بتطهير البلاد من الفساد، حتى نعيد إلى حياتنا توازُنَها، وإلى الأنفس الثقة والأمل، ونُسقط حُجة من يدينون المجتمع لترديه وتسيُّبه واستهتاره، حتى يصير مجتمعاً صحيحاً، قويماً، يستحق الدفاع والتضحية. ويجب أن نندفع في طريق الإصلاح، بكل عزم وحزم، فالوقت ينادينا بالعمل والجدية والبذل، وجميع ما يجري في العالم من حولنا يصرخ في وجوهنا أن أفيقوا وهُبُّوا، قبل أن يجرفكم الطوفان، وما الإرهاب إلا ثمرةٌ مُرَّةٌ للمعاناة والفساد وسوء الأحوال.