كاتب صحفي: مصر نموذج في إدارة الأزمات
قال الكاتب الصحفي علي السيد، خلال لقائه ببرنامج «مساء DMC» مع الإعلامي أسامة كمال، إن المنطقة العربية أُريد لها منذ سنوات طويلة أن تظل غير مستقرة، موضحًا أن القوى الغربية أدركت منذ توسعات محمد علي باشا أن أي لحمة حقيقية بين دول المنطقة يمكن أن تُنتج إمبراطورية قوية قادرة على تهديد النفوذ الأوروبي بالكامل.
وكشف السيد، أن الغرب عمل على إضعاف المنطقة عبر زرع الفتن وإشعال النزاعات الداخلية، مؤكدًا أن ما يجري اليوم من أزمات في السودان وغزة وغيرهما ليس وليد اللحظة، بل امتداد لمخططات قديمة تستهدف تمزيق المنطقة وإبقاءها في حالة هشاشة دائمة. وقال: «أُريد لهذه المنطقة أن تبقى منشغلة بصراعاتها، لأن استقرارها يعني قوتها ووحدتها، وهذا ما لا تريده القوى الكبرى».
وأشار الكاتب الصحفي إلى أن «الطريقة التي تدير بها مصر أزماتها اليوم تمثل نموذجًا فريدًا في ضبط إيقاع الموقف بحكمة وصبر استراتيجي»، مضيفًا أن القاهرة استطاعت أن تتجاوز تحديات كبرى مرت بها منذ عام 2011، بعدما تعلمت من التاريخ كيفية مواجهة المخاطر دون الانزلاق في فوضى.
وأوضح السيد، أن المنطقة تمر بدوامة من التحديات، تتبدل فيها بؤر التوتر من مكان لآخر، حيث تهدأ في منطقة لتشتعل في أخرى، لافتًا إلى أن الأزمة السودانية اليوم تمثل أحد أخطر الملفات التي تستدعي تعاونًا إقليميًا جادًا.
وأكد، أن مصر تمارس دورها التاريخي في دعم الاستقرار، سواء من خلال تحركاتها الدبلوماسية أو عبر موقفها الإنساني الداعم للشعب الفلسطيني، مشيدًا باحتضان الدولة للطفلة ريتاج القادمة من غزة بعد نجاتها من القصف، بوصفها رمزًا للأمل والحياة.
واختتم السيد حديثه، بالتأكيد على أن بناء الوعي هو خط الدفاع الأول في مواجهة أي محاولات لاختراق المنطقة، قائلاً إن «الرهان الحقيقي ليس فقط على السلاح أو الاقتصاد، بل على وعي الإنسان العربي وقدرته على قراءة التاريخ بعيون الحاضر».
Trending Plus