ذوبان تاريخي للأنهار الجليدية فى سويسرا وتهديد لرياضة التزلج

تواصل الأنهار الجليدية في سويسرا الانحسار بوتيرة مقلقة، حيث تراجعت بنسبة 3% خلال 2025 في رابع أكبر ذوبان سنوي على الإطلاق، وتهدد موجة ذوبان الجليد الرياضيات الشتوية ، وعلى رأسها التزلج ، ويكشف بوضوح اثر الاحترار المناخى على السياحة والاقتصاد فى جبال الألب.

ويرى العلماء أن الاحترار المناخي ، إلى جانب شتاء ضعيف التساقط وصيف استثنائي الحرارة، وراء هذه الخسارة التي تهدد التوازن البيئي والموارد المائية والطاقة الكهرومائية في جبال الألب الأوروبية، وفقا لصحيفة 20 مينوتوس الإسبانية.

وتشهد سويسرا عاما آخر من الخسائر المناخية غير المسبوقة، إذ تراجعت أنهارها الجليدية على نحو ملحوظ هذا العام في رابع أكبر ذوبان يسجل منذ بدء الرصد، ما يسلط الضوء على تسارع وتيرة الاحترار العالمي وخطره المباشر على المخزون المائي والتوازن البيئي في أوروبا.

ونقلت الشبكة عن علماء متخصصين قولهم، إن الأنهار الجليدية في البلاد شهدت ذوبانا تاريخيا خلال عام 2025، ووفق تقرير صادر عن مجموعة الأنهار الجليدية السويسرية (GLAMOS) والأكاديمية السويسرية للعلوم، فإن هذه الموجة من الذوبان تعد رابع أكبر تراجع سنوي على الإطلاق منذ بدء السجلات.

كما أعلن خبراء المناخ أن أكثر من 1,000 نهر جليدي صغير في سويسرا قد اختفى بالفعل، في أحدث مؤشر على التسارع المقلق لذوبان الكتل الجليدية في البلاد.

ويشير التقرير إلى أن الجليد في سويسرا، التي تضم أكبر عدد من الأنهار الجليدية في أوروبا بنحو 1,400 نهر جليدي، قد فقد ربع كتلته خلال العقد الأخير فقط.

وقال العلماء إن "شتاء قليل الثلوج أعقبه صيف قاسٍ مع موجات حر في يونيو وأغسطس" كان وراء هذا التراجع السريع في عدد الأنهار.

ويرى الخبراء أن تراجع الأنهار الجليدية لا يهدد المشهد الطبيعي في سويسرا فسحب، بل ينعكس مباشرة على موارد المياه، والزراعة، والطاقة الكهرومائية، والسياحة، ليس داخل سويسرا وحدها، بل في مناطق أوروبية تعتمد على تدفقات المياه القادمة من جبال الألب.

من جانبه، أوضح رئيس GLAMOS، وأستاذ الجيولوجيا بجامعة زيورخ، ماتياس هوس، أن "السبب الرئيسي وراء هذا التسارع هو الاحترار العالمي الناجم عن النشاط البشري"، وأضاف أن الأعوام 2022 ،و2023 و2003 كانت وحدها أسوأ من حيث الخسائر المسجلة.

وبحسب التقرير ، فإن شتاء 2024-2025 سجل مستويات ثلوج أقل من المعدل الطبيعي، تلاه صيف قاس تخللته موجات حر متكررة، حيث شهد صيف 2025 ثاني أعلى درجات حرارة في تاريخ البلاد في شهر يونيو، ما أدى إلى ذوبان مبكر للثلوج وحرمان الأنهار الجليدية من الاحتياطي الطبيعي.

وفقدت سويسرا منذ عام 1852 نحو 60% من كتلتها الجليدية، بحسب بيانات شبكة المراقبة العالمية للأنهار الجليدية، وإلى جانب خسارة الجليد، يشير التقرير إلى تغيرات خطيرة في طبيعة الجبال والتربة، ما جعل السلطات في حالة تأهب متواصل، ففي مايو الماضي، أدى انهيار جليدي-صخري ضخم إلى تغطية معظم قرية بلاتن جنوب البلاد بالركام، في مشهد يعكس حجم المخاطر المستقبلية.