غواصة صينية تختفي تحت جليد القطب الشمالى فى مهمة استكشاف الكنوز
في خطوة غير مسبوقة، أعلنت الصين نجاح غواصتها المأهولة "جياولونج" في تنفيذ أول غوص لها تحت جليد القطب الشمالي، لتدخل بذلك نادي القوى الكبرى القادرة على العمل في أحد أكثر البيئات تطرفًا على الكوكب، إلا أنها اختفت تحت الجليد، وفقا لصحيفة الكونفدنثيال الإسبانية.
وأشارت الصحيفة إلى أنه رغم تقديم العملية في إطار مهمة علمية بحتة، فإنها تحمل دلالات استراتيجية واضحة، في ظل السباق الدولي على النفوذ في المنطقة القطبية المتغيرة بفعل ذوبان الجليد وتسارع التغير المناخي.
تمكنت الغواصة الصينية من الوصول إلى قاع المحيط المتجمد الشمالي تحت الجليد، بمشاركة أربع سفن دعم بحرية، ضمن أضخم بعثة علمية قطبية تطلقها الصين حتى الآن، ويُنظر إلى هذه الخطوة باعتبارها "قفزة نوعية في قدرات الاستكشاف في المياه العميقة"، وفقًا للجهات المنظمة.
وحتى اليوم، كانت القدرة على تنفيذ مثل هذه المهمات محصورة في دول كبرى مثل الولايات المتحدة والاتحاد السوفييتي سابقًا وبريطانيا، فقد كان الغواصة النووية الأمريكية "يو إس إس نوتيلوس" أول من كسر الحاجز خلال الحرب الباردة، حين أثبتت أن الإبحار تحت الجليد القطبي ممكن. والآن، تنضم بكين إلى هذه الدائرة المغلقة.
وأشارت الصحيفة إلى أن العمل فى هذه البيئة يعتبر إلى حد كبير قاسيا، ولا يخلو من المخاطر، خاصة وأن الاتصالات مع السطح تصبح محدودة للغاية، وأنظمة الملاحة عبر الأقمار الصناعية تفقد فعاليتها، واكتل الجليدية المتحركة تعقد التنقل ، بالإضافة إلى ذلك تؤثر درجات الحرارة المتجمدة على الأجهزة والأنظمة الميكانيكية ما يتطلب دقة متناهية فى كل خطوة.
وتحول القطب الشمالى مع تفاقم الجليد بفعل الاحترار العالمى إلى نقطة جذب للتجارة الدولية ومصدر محتمل لثروات طبيعية هائلة لم تستغل بعد مثل الغاز والنفط والمعادن النادرة.
منذ عام 2015، بدأت الصين تصف نفسها بـ"الدولة القريبة من القطب الشمالي"، معتبرة المنطقة "حدودًا استراتيجية جديدة"، وعززت استثماراتها فى الأبحاث القطبية حتى بلغ عدد الدراسات الصينية عن المنطقة خلال العقدين الماضيين 5 أضعاف نظيرتها الأمريكية ما يشير بوضوح إلى رغبة بكين فى ترسيخ دورها الجيوسياسى هناك، وفقا للصحيفة الإسبانية.
Trending Plus