شجرة القُطلب.. سرّ نبات يغيّر لونه ويثمر فى غير أوانه.. تغير جذورها كل عام وثمارها أشواك تتكاثر بعد الجفاف.. وتزدهر فى الخريف وفاكهتها تشبه التوت بطعم المشمش وتسمى شجرة الفراولة.. وغذاء للطيور والدببة والغزلان

الطبيعة وعالم النباتات عالم ملئ بالأسرار والتفاصيل التى تؤكد دوما أن الله ومخلوقاته لا حصر لها، ويخلق مالا تعلمون، عجائب النباتات لازال العالم يكتشفها، ومن بين هذ العجائب الشجرة التى يسمونها الشجرة الثعبان، وهى شجرة "القطلب"، تلك الشجرة التى خالفت كل قوانين الطبيعة، ولم يصل أحد لسرها إلى اليوم.

خلال هذه السطور المقبلة، سنسرد كيف خالفت تلك الشجرة قانون الطبيعة، الخاص بنمو وازدهار كل الأشجار والنباتات فى فصل الربيع والذى يأتى بعد فصل الشتاء بعد أن ترتوى الجذوع وتبدأ دورتها فى الإنبات والازدهار والإثمار، شجرة القطلب هى من قلائل الأنواع التى تزدهر وتثمر فى الخريف، ويستمر نموها حتى الشتاء، وتنضج الثمار أواخر فصل الصيف والشتاء.

صفات شجرة القطلب

كل أنواع الشجر التى يعرفها البشر، يكون لحاؤها ابيض شفاف أو أبيض لبنى إلا هذه الشجر فلحاؤها يمتاز بالونه البرتقالى المحمر، وهو ما يجعل جذعها اشبه بالجزع الأحمر الغامق، وينتح لحاؤها على جذعها وفروعها فتتحول الشجرة بالكامل للون الأحمر البرتقالى الذى يتقشر كل عام، فيظهر أسفله طبقة من الساتان الأخضر، وهذا سر تسميتها بالشجرة الثعبان التى تغير جلدها، أما ملمس أوراقها فهة ملمس مختلف يشبه ملمس الجلد، ذات لون داكن لامع من السطح وباهت من الأسفل، وسميكة بطول يتراوح ما بين 7 إلى 12 سم فما أعظم خلق الله.

ثمار شجرة القطلب ليست كالثمار العادية، تصنيفها العلمى يؤكد أنها شجرة فراولة، لكنها فى الواقع تنتج ثمار اشبه بشكل التوت لكن مذاقها بطعم المشمش، وتعشقه الغزلان والطيور والدببة، وهو مصدر غذاؤها الدائم، حيث انها مثمرة تقريبا اغلب فصول العام.

تتكاثرمن الشوك 

شجرة القطلب لا يزرعها أحد وانما تتكاثر بفعل الطبيعة، حيث تتطاير ثمارها وحين تجف تتحول لثمار شوكية، تمد جذورها فى الأرض وتنمو بأقل نسبة مياه.

وتبدو فى بدايتها وكأنها شجرة من الزهور البيضاء أو الوردية، على شكل جرس بمسافات متباعدة عن بعضها ذات ملمس شمعى، تتدلى بشكل يمثل الجِرار من نهايات الأغصان فى الربيع وتحديدا فى شهرى إبريل ومايو.

أماكن نموها وأنواعها

علماء النباتات أكدوا أن موطنها الأصلى فى جنوب أوروبا وغرب أمريكا الشمالية، وكندا، وتعشق المناطق الجافة ذات التربة قليلة الرطوبة، كالتربة الصخرية أو التربه المسامية" الهشة" الاسم العلمى لهذه الشجرة هو "الاربوتس"، ويوجد منها أنواع كثيرة تحتاج الشجرة لمناخ متوسط الحرارة بين الدافئ والبارد، وتعد المناطق الجبلية موطنا مناسب لنموها، حيث تجدها فى مدن متفرقة فى دول البحر المتوسط وساحل المحيط الأطلسى وصولًا إلى إيرلندا وجزر الكنارى وساحل المحيط الهادئ للولايات المتحدة الأمريكية وكندا، كما توجد أيضا فى الجبل الأخضر بدولة ليبيا ولا يمكن زراعته.

الفوائد الصحية لأشجار القطلب

العلماء حصروا فوائد وأهمية شجرة القطلب، وخاصة الأوراق والجذور التى لها بعض الفوائد والخصائص العلاجية البسيطة، لأمراض المسالك البولية، وامراض التهاب المثانة لأنها تعتبر بمثابة مدر طبيعى للبول، وتحتوى على بعض الخصائص القابضة المفيدة فى حالات الإسهال، حيث أن أوراقها تحتوى على مادتى البكتين والعفص بكميات جيدة، الأمر الذى يجعلها فعالة فى حالات الإسهال بعد غليها كالأعشاب، ويمكن أن تستخدم أيضا فى علاج ارتفاع الدم وتضبط الدورة الدموية، وتستخدم كمضادات الالتهابات ولعلاج أمراض البرد بأنواعها، وتستخدم أيضا فى بعض كريمات التفتيح حيث تحتوى أوراقها على مادة أربوتين التى تكون فاعلة فى تفتيح الجلد والأماكن الداكنة، وتحتوى أوراقها أيضا على مضادات للأكسدة بفضل نسبة الميثانول والإيثانول الموجودة فيها.

اثمارها تشبة التوت وطعمها مشمش

احدى اشجار القطلب

الجذع يقشر نفسه سنويا

المشمش الكداب

خلال فتره التزهير

شجرة القطلب تعشق المناخ البحرى الجاف والتربة الهشة

شكل الثمار تاخذ الشكل العنقود او شكل الجرس

شكل الثمرة عن قرب