هل يتغير الشكل.. استشارى يوضح كيف تتغير كيمياء المخ عندما نشعر بالفرح

الدماغ
الدماغ
كتبت مروة محمود إلياس

عندما تفيض مشاعر السعادة في لحظة غير متوقعة، يظن البعض أن المخ نفسه يتبدل أو يتغير لونه أو شكله، وكأن البهجة تعيد صياغة ملامحه، لكن الحقيقة العلمية تُظهر صورة مختلفة تمامًا، فالبنية التشريحية للدماغ تظل ثابتة، بينما يتغيّر داخله عالمٌ كامل من الإشارات العصبية والأنشطة الكيميائية.

وفقًا لتقرير نشره موقع Harvard Medical School عام 2024، فإن السعادة لا تمسّ الشكل الخارجي للدماغ إطلاقًا، فلا يزداد حجمه ولا تتبدّل فصوصه أو ألوانه، بل تتفاعل داخله مناطق محددة بطريقة أكثر نشاطًا. هذه المناطق هي التي تمنحنا الشعور بالرضا والراحة، لا من خلال تغيّر مادّي، وإنما عبر نشاط كهربائي وكيميائي متزامن يعيد ضبط التوازن العصبي للحظة قصيرة لكنها فعّالة للغاية.

يُعلّق الدكتور عادل سلطان، استشاري الطب النفسي والعصبي بقصر العيني، قائلاً إن "الدماغ لا يتغير شكله عندما يشعر الإنسان بالسعادة، لكنه يتبدّل في طريقة عمله وكيمياء تفاعلاته وهرموناته كذلك ". ويضيف: "إفراز الدوبامين والسيروتونين يُعد بمثابة لغة المخ في التعبير عن الفرح، وهي العملية التي تجعل الإنسان أكثر قدرة على التكيّف مع الضغوط النفسية، وتمنحه مرونة ذهنية أفضل على المدى الطويل".لا يمكن للسعادة أن تُلغي بقية المشاعر، لكنها تعمل على تحقيق نوع من التوازن داخل الشبكات العصبية بين مناطق القلق ومناطق المكافأة. عندما يمر الإنسان بفترات ضغط نفسي، ينخفض مستوى النواقل الكيميائية الإيجابية، ويعلو نشاط اللوزة الدماغية المسؤولة عن الخوف. أما مع المشاعر الإيجابية، فإن الدماغ يُعيد توزيع نشاطه بشكل أكثر استقرارًا، ما يمنح إحساسًا بالهدوء الداخلي والاستقرار الانفعالي.

مناطق الفرح داخل الدماغ

أهم ما يحدث عند الإحساس بالسعادة هو أن ثلاث مناطق رئيسية في الدماغ تنشط بشكل ملحوظ.

القشرة الجبهية الأمامية، وهي المسئولة عن التفكير المنطقي وتنظيم المشاعر، تصبح أكثر حيوية، ما يساعد على اتخاذ قرارات إيجابية وتفسير المواقف بنظرة متفائلة.

النواة المتكئة، المركز الحيوي لنظام المكافأة العصبي، تُفرز كميات أعلى من الدوبامين، وهو الناقل الكيميائي الذي يمنح الشعور بالرضا بعد تحقيق إنجاز أو تلقي دعم نفسي.

اللوزة الدماغية، المسئولة عن معالجة الانفعالات السلبية، تهدأ استجابتها في لحظات البهجة، فيتراجع القلق والخوف، ويعلو الإحساس بالسكينة.

هذه التغيرات لا تظهر كاختلاف في الشكل، لكنها يمكن رؤيتها في أجهزة التصوير الوظيفي للدماغ، إذ تُظهر المناطق النشطة بألوان زاهية تُعبّر عن زيادة تدفق الدم، وهي مجرد رموز رقمية لا تعبّر عن لون حقيقي داخل المخ.

الكيمياء العصبية للسعادة

تؤكد أبحاث المعهد الوطني للصحة (NIH) في تقريره لعام 2023 أن لحظات الفرح تخلق موجة من التفاعل الكيميائي داخل المخ. يزداد خلالها إفراز الدوبامين والسيروتونين والإندورفين، وهي مواد تعمل بتناغم على تهدئة الإشارات العصبية الزائدة وتنشيط مراكز المكافأة، مما يجعل الإنسان أكثر طمأنينة وثقة. هذه التفاعلات لا تغيّر شكل المخ، لكنها تُعيد رسم خريطة الاتصالات بين الخلايا العصبية بشكل مؤقت، ومع التكرار تتقوّى تلك المسارات، فيما يُعرف علميًا باسم اللدونة العصبية، أي قدرة الدماغ على إعادة ترتيب نفسه استجابة للتجارب المتكررة.

Google News تابع آخر أخبار اليوم السابع على Google News

Trending Plus

اليوم السابع Trending

الأكثر قراءة

تعرف على أرقام جروس مع الزمالك فى ذكرى عودته لخوض الولاية الثانية

طائرة مدنية تتفادى اصطداما جويا مع ناقلة أمريكية قرب فنزويلا.. اعرف التفاصيل

موعد مباراة الأهلى وسيراميكا فى الجولة الثانية بكأس عاصمة مصر

لأول مرة.. هدير عبد الرازق وطليقها أوتاكا في قفص واحد.. اليوم

النيابة الإدارية تستقبل طلبات التقديم لوظائف معاون نيابة دفعة 2024


فوز مرشح أقصى اليمين خوسيه أنطونيو كاست بانتخابات الرئاسة فى تشيلى

السعودية والصين تتفقان على الإعفاء المتبادل من التأشيرة لحاملي جوازات السفر الدبلوماسية

الحضرى: مفيش أى مدرب هيرضى يشتغل 4 أشهر فقط وهذه كواليس ركلة جزاء السولية

حالة الطقس اليوم الإثنين 15 ديسمبر.. انخفاض بالحرارة وأمطار غزيرة بهذه المناطق

وزارة التعليم تحدد ممنوعات داخل المدارس بعد وقائع التعدى على الأطفال


الأهلى يتوج بلقب أفريقيا لسيدات السلة بعد الفوز على فيروفيارو الموزمبيقى

عمر متولى ينعى والدته ويطالب الجمهور بالدعاء لها

تعرف على مصير أحمد الأحمد البطل الأسترالي مُنقذ ضحايا هجوم سيدني

الإسكندرية تنتهى من تصنيف مناطق الإيجار القديم.. يشمل 9 أحياء وبرج العرب.. حى شرق ووسط والعجمى الأكثر اتساعا.. حى غرب والعامرية وبرج العرب الأقل فى فئة المميز.. وفئة المتوسط تشمل جميع الأحياء.. صور

ترامب يشيد بالبطل الأسترالي أحمد الأحمد: أنقذ أرواحا كثيرة في هجوم سيدني

بايرن ميونخ يحبط مفاجآت ماينز ويتعادل 2-2 فى الدورى الألمانى.. فيديو

ضبط المتهم بقتل ابن زوجته والتخلص من جثته فى كرداسة

تحذير عاجل.. نوة الفيضة الصغرى تضرب الإسكندرية غدا والأمواج ترتفع 3 أمتار

أحمد الأحمد المسلم بطل اليوم في أستراليا بعد تصديه للهجوم الإرهابى.. فيديو

كل ما تريد معرفته عن قتل وإصابة 42 شخصا بهجوم استهدف عيد حانوكا بأستراليا

لا يفوتك


المزيد من Trending Plus
Youm7 Applcation Icons
اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع هواوى