ليست كسلا.. 5 خطوات يقاوم بها مريض الاكتئاب ضعف رغبته فى النظافة الشخصية

قد لا يخطر ببالنا أن غسل الوجه أو تمشيط الشعر يمكن أن يكون تحديًا نفسيًا، لكن لمن يعيشون مع الاكتئاب، قد تتحول هذه التفاصيل اليومية البسيطة إلى عبء ثقيل. فالاكتئاب لا يسلب فقط القدرة على الفرح، بل يسرق أيضًا الحافز للقيام بأبسط أعمال العناية الذاتية.

في تقرير نشره موقع Everyday Health، أوضح مختصون في الصحة النفسية أن ضعف النظافة الشخصية لدى المصابين بالاكتئاب لا يعكس إهمالًا أو كسلًا، بل هو انعكاس مباشر لحالة نفسية مرهقة تفقد الإنسان الدافع والطاقة في آنٍ واحد.

الاكتئاب وإرهاق العناية الذاتية

يصف الدكتور جيم كوك، المعالج النفسي بجامعة فينيكس، أن المصاب بالاكتئاب يعيش في دوامة من التعب الذهني والبدني المستمر، تجعل حتى النهوض من السرير إنجازًا كبيرًا.

يقول كوك إن "الدماغ المكتئب يفضّل البقاء في وضع التجمّد؛ أي تجنب أي مجهود إضافي"، وهذا يشمل مهام النظافة الشخصية. لذلك، يُرجّح أن يختار المصاب تأجيلها مرارًا حتى تختفي من أولوياته اليومية.

كيف تؤثر قلة النظافة على النفس والجسد؟

وفق دراسة حديثة نُشرت في مجلة الصحة والرعاية الاجتماعية في المجتمع عام 2022، فإن ضعف العناية الشخصية لا يزيد فقط من عزلة المريض، بل يُبطئ التعافي من نوبات الاكتئاب.

كما أن تجاهل النظافة قد يؤدي إلى نتائج جسدية مؤلمة، منها:

التهابات الجلد والفم

زيادة خطر العدوى البكتيرية

تفاقم أمراض اللثة وتسوس الأسنان

اضطرابات في النوم والشهية نتيجة الشعور بعدم الارتياح الجسدي

يضيف الطبيب النفسي فيصل تاي من هيوستن أن “تدهور المظهر الخارجي يفاقم الشعور بعدم القيمة، ويزيد من انغلاق المصاب على ذاته، مما يعمّق دائرة الاكتئاب.”

لماذا يصبح الاعتناء بالنظافة مهمًا أثناء الاكتئاب؟

رغم صعوبة الأمر، إلا أن روتين النظافة اليومية له تأثير علاجي مباشر. فالعناية بالجسد تفعّل مناطق في الدماغ مسؤولة عن المكافأة والإحساس بالسيطرة.
حتى المهام الصغيرة — كغسل الوجه أو تغيير الملابس — يمكن أن تمنح شعورًا مؤقتًا بالانتعاش، وهو ما يساعد في تحسين المزاج ولو بدرجة طفيفة.

خطوات بسيطة لاستعادة الروتين الشخصي

1. ابدأ بخطوة صغيرة جدًا

بدلًا من محاولة تنفيذ روتين كامل، اختر مهمة واحدة: تنظيف الأسنان، أو غسل الوجه فقط. الهدف ليس الكمال، بل كسر الجمود.

2. حدد وقتًا ثابتًا

ربط المهام بوقت محدد يجعلها عادة. يمكن أن يكون بعد الإفطار أو قبل النوم. التكرار اليومي يُعيد بناء الإيقاع الداخلي للحياة.

3. استخدم أدوات تسهّل المهمة

المناديل المبللة، الشامبو الجاف، أو معجون الأسنان السريع كلها وسائل مساعدة في الأيام الصعبة. المهم أن تبقى فكرة النظافة حاضرة، حتى بأبسط أشكالها.

4. لا تؤجل العلاج الأساسي

تجاهل علاج الاكتئاب نفسه يجعل العناية الذاتية أكثر صعوبة. العلاج النفسي أو الدوائي هو الأساس، فهو الذي يُعيد التوازن للطاقة والدافع بمرور الوقت.

5. تذكّر أن الرعاية الذاتية ليست رفاهية

الاهتمام بالنظافة ليس ترفًا، بل وسيلة علاجية تساعد على إعادة الاتصال بالنفس. خطوة صغيرة في الاتجاه الصحيح قد تكون بداية الخروج من الدائرة المغلقة.