نادى أدب مصر الجديدة يحتفى بالناقد والأديب الكبير يوسف نوفل.. صور

دكتور يوسف والحاضرون

كتب أحمد طنطاوى

الخميس، 09 أكتوبر 2025 11:17 م

عقد نادي أدب مصر الجديدة ندوة عن إبداعات الأديب والناقد الكبير الأستاذ الدكتور يوسف نوفل الرئيس السابق لقسم اللغة العربية بجامعة عين شمس، حضرها الفنان محمود حميدة، وذلك في تمام الساعة السابعة مساء أمس، وتحدث في الأمسية كل من الدكتور أحمد يوسف، والشاعر أحمد عنتر مصطفى، والأستاذ الدكتور أحمد فؤاد، والدكتور أحمد الصغير ولفيف من الأكادميين والمثقفين.

بدأت الندوة وانتهت بإلقاء الفنان محمود حميدة عدة قصائد من دواوين الشاعر يوسف نوفل الستة، ومنها رائعته: قالت نملة، وعقب عليها بقوله إن ما يميز شعر نوفل ليس البعد الفلسفى الغائر والمعانى العميقة فقط، وإنما أيضا إثارته لمكامن الفضول المعلوماتى لدى المتلقى، وفتحه لآفاق معرفية جديدة، وقد أشاد الحضور بالفنان المثقف محمود حميدة، ووعيه الثقافى وتقديره لدور الكلمة وتقمصه لمعانى القصائد التى ألقاها.

أما الدكتور أحمد فؤاد فقدم تحليلا دقيقا وشاملا لكتاب أعلام عصرى نجوم سمائى للدكتور يوسف، مؤكدا أنه يقترب من السيرة الغيرية أكثر من كونه سيرة ذاتية؛ فالمبدع الكبير يتحدث فيه عن محطات فارقه فى مسيرته العلمية والابداعية والفكرية والأعلام الذين أثروا حياته وساهموا فى تشكيلها.

كما تناول الكتاب الأماكن الداخلية والخارجية التى زارها الناقد والمؤتمرات والبعثات التى شارك فيها وأيضا تجاربه فى الكتابة والنشر.

ثم قدم الدكتور أحمد تحليلا شاملا يتناول الفصول والعتبة النصية الأولى (العنوان)، والغلاف وطريقة الطباعة، مشيدا باللغة المستخدمة فى تشكيل مضمونه، وبالأخص العناوين، والمتسمة باللعب على أوتار المجاز والجناس والأدوات البلاغية فى خفة وعمق تتسم بها كتابات المبدع الكبير، حتى الكتابات النقدية التى عادة ما تتسم لغتها بالجفاف والقحولة الاستثارية التى تشجع القارئ على تناولها, هذه اللغة تكتسى رونقا خاصا مع يوسف نوفل، ذلك أنه ناقد شاعر، وليس ناقدا فقط، ومن ثم تتغلب عليه ملكته الإبداعية حتى وهو يكتب نقدا.

وانتهى الناقد بالحديث عن التوثيق الذى تميز به الكتاب، وهو أمر نادر فى كتب السير، حيث كان المؤلف حريصا على ذكر الأسماء والتواريخ والتفاصيل الدقيقة، كما أرفق عددا من الصور بالكتاب فى فصل مستقل، الأمر الذى يدعم الجانب التوثيقى فيه.

كما تحدث الأستاذ الدكتور أحمد الصغير أستاذ النقد الادبى مشيدا بالسمة البارزة التى يراها فى الدكتور يوسف وهى التواضع؛ فهو رجل لا يضع أى حواجز للتواصل معه ويكتب للأدباء الجيدين حتى دون سابق معرفة، ويساعد ما استطاع إلى ذلك سبيلا، واعترف بأنه أحد هؤلاء الذين نالهم فضل د. يوسف دون معرفة سابق عندما استقبله عام 1985، أما كتابات د. يوسف النقدية فكانت ما جذبه، فقدم عنها وحولها عددا من الدراسات، أبرزها دراسة بعنوان: آليات الخطاب النقدي عند يوسف نوفل، ذلك أنه ناقد قادر على تحقيق الفتح الثقافى انطلاقا من الهوية المصرية ومحطاتها المحلية، مشيدا بامتياح الناقد للتراث الفرعونى فى أعماله كما فى استعانته بأبى الهول فى أبرز أعماله.

كما أشاد بالفنان المثقف محمود حميدة، وبطريقة إلقائه التى تتسم بطلاقة وتقمص وتقدير لقيمة ودور الكلمة.

أما الناقد الكبير د. أحمد عنتر مصطفى فعلق على شعر الأديب والناقد د.يوسف ودواوينه الستة؛ مؤكدا أنه يكتب شعرا يصلح للترجمة لكل اللغات؛ كونه يحمل الهم الإنسانى العام، ويتناول قضية الإنسان الكبرى، وهى صراعه مع العدم والفناء مستلهما التراث فى هذا.

كما أشار أيضا إلى أن شعر د. يوسف يتميز بالانتماء الذى يعلى منه كونه بورسعيدى ذى ثقافة بحرية تتمسك بالجذور، ومن ثم فالبعد القومى ملمح بارز فى أعماله.

أما الأستاذ الدكتور أحمد يوسف فذكر عددا من النقاد الذين جايلوا الناقد يوسف نوفل ومدى ما تميز به هذا الجيل من قدرة وعمق فكرى وإنتاجى، مشيرا إلى أن اهتمام الدكتور يوسف بدأ بالرواية وانتهى شاعرا بعكس الدكتور طه وادى الذى بدأ بالشعر وانتهى بالقصة، وأشاد المتحدث بدراسات الناقد عن انطباعية طه حسين التى لجأ إليها لتبسيط اتصال القارئ العادى بالنقد.

كما تحدث عن كتاب شعر عنترة الذى انتجه الدكتور يوسف أثناء إعارته فى المملكة العربية السعودية لطلاب الكليات العلمية كالهندسة والطب وغيرها، وهو كتاب قدم النقد والأدب بصورة شفيفة رائقة تخلو من التعقيد، إلا أن الأهم من هذا هو ما قرره الكتاب من ادوات بناء الدلالة واستنطاق النص، ومن ثم طالب بإعادة طباعته مرة أخرى، وقد وعد د. يوسف بالعمل على هذا.

يذكر أن الأستاذ الدكتور يوسف نوفل من مواليد محافظة بورسعيد عام 1938، وهو التحق دار العلوم بجامعة القاهرة سنة 1961، وحصل على الليسانس سنة 1964, وعلى الماجستير 1969, ودكتوراه الدراسات الأدبية (الأدب العربي) 1973 وموضوع الأطروحة كان عن "روايات محمد عبد الحليم عبد الله"، ثم حصل على درجة «أستاذ» سنة 1985، ويعد من أبرز النقاد الذين تركوا بصمة في مسيرة الحياة الأدبية والثقافية المصرية، ومن أهم مؤلفاته موسوعة عن الشعر العربي، كما ألف أكثر من 35 كتابا في مختلف الفنون النقدية والإبداعية، إلى جانب عدد كبير نت الأبحاث داخل مصر وخارجها.