"FDA" تحذر من إعطاء الأطفال أقراص الفلورايد لحماية أسنانهم من التسوس

حذرت هيئة الأغذية والأدوية الأمريكية "FDA " ، أطباء الأسنان والآباء من إعطاء الفلورايد للأطفال، لأن المادة مرتبطة بـ "تداعيات صحية واسعة النطاق"، وذلك وفقا لما ذكرته صحيفة "ديلى ميل" البريطانية.

أقراص الفلورايد ممنوعة للأطفال

وأضافت هيئة الأغذية والأدوية الأمريكية، أن الآباء والأطباء لا ينبغي أن يعطوا أقراص الفلورايد القابلة للبلع للأطفال دون سن الثالثة، وقد يصف الأطباء هذه الأقراص للأطفال الذين لا تحتوي مياه الشرب الخاصة بهم على الفلورايد، قائلين إن غياب هذا المعدن، الذي يمكن أن يقوي الأسنان، يزيد من خطر تسوس الأسنان وتجويفها.

ولكن هذه الأقراص لم تتم الموافقة عليها من قبل الهيئة الأمريكية، وهي تختلف عن معجون الأسنان وغسول الفم لأنها يتم بلعها.

وفي إعلانها الصادر مؤخرا، قالت الوكالة إنها أرسلت إخطارات إلى 4 شركات لم تسمها تصنع هذه المادة، موضحة نيتها اتخاذ إجراءات.

الفلورايد يحمى من التسوس ولكن يضر الأطفال..

وحذرت الشركة، أيضا من أن منتجاتها يجب أن تحمل ملصقات تقصر استخدامها على الأطفال المعرضين لخطر تسوس الأسنان، أو أولئك الذين يعانون من سوء نظافة الأسنان.

وفي تقييم علمي نُشر مؤخرا، قالت هيئة الأغذية والأدوية الأمريكية، إنها خلصت إلى أن أقراص الفلورايد القابلة للبلع لا ينبغي استخدامها للأطفال دون سن الثالثة أو من قبل الأطفال الأكبر سناً الذين ليسوا معرضين لخطر كبير لتسوس الأسنان.

"FDA " تدق ناقوس الخطر

وفي معرض كشفه عن هذا الإعلان، قال وزير الصحة والخدمات الإنسانية روبرت كينيدي جونيور لصحيفة ديلي ميل: "في عيد الهالوين هذا العام، تدق الهيئة الأمريكية ناقوس الخطر بشأن العلم القديم وتحمي أطفالنا من المخاطر المرتبطة بالفلورايد القابل للابتلاع".

وقالت، إنه من المُقلق أن تُستخدم هذه المنتجات لعقود دون موافقة السلامة، موضحة، إن هذا الإجراء يسهم في رفع مستوى الوعي العام، وتزويد المهنيين الطبيين بالمعلومات، ويعزز التزام الرئيس ترامب باستعادة صحة أطفالنا، موضحة، إنه قد يتم وصف أقراص الفلورايد القابلة للبلع للأطفال للمساعدة في تقليل خطر تسوس الأسنان.

وقالت الوكالة إن هذا الإجراء جاء بعد مراجعة الأدلة العلمية، والتي تشير إلى أنه لنفس السبب الذي يقتل فيه الفلورايد البكتيريا على الأسنان، فإنه يضر أيضًا بالميكروبيوم، أو مجتمع البكتيريا في الأمعاء، وهو ما قد يكون له "آثار أوسع".

وأشارت إلى مراجعة كوكرين، وهي المعيار الذهبي للأدلة العلمية، والتي لم تجد أي دليل واضح على أن المكملات الغذائية تقلل من خطر تسوس الأسنان اللبنية، أو أسنان الأطفال، والتي عادةً ما تظهر لدى الأطفال حتى سن السادسة إلى الـ 12، ولم تذكر الهيئة الأمريكية المراجعة، على الرغم من أنها تشير على ما يبدو إلى تقرير صدر عام 2011 .

وضع الفلورايد فى ماء الشرب

وأضافت الوكالة أيضًا، إلى  تقرير فيدرالي مذهل صدر العام الماضي، والذي اقترح أن التعرض للفلورايد في مياه الشرب يمكن أن يخفض معدل الذكاء بما يصل إلى 5 نقاط.

وهذه هي الخطوة الأحدث التي اتخذتها الهيئة لمعالجة استخدام الفلورايد في الولايات المتحدة، والذي أصبح عنصرا أساسيا في مياه الشرب بعد أن ثبت أن هذه المادة تقوي الأسنان وتقلل من خطر التسوس، لقد بدأت العديد من الولايات الأمريكية بإضافة الفلورايد إلى مياه الشرب منذ الخمسينيات من القرن العشرين، وهو ما كان يعتبر لفترة طويلة أحد أعظم إنجازات الصحة العامة في القرن العشرين.

تشير التقديرات إلى أن إضافة الفلورايد إلى المياه العامة يوفر 6.5 مليار دولار من تكاليف علاج الأسنان كل عام ويقلل من حدوث التسوس بنسبة تصل إلى 25 %، وفقًا لمراكز السيطرة على الأمراض والوقاية منها، لكن روبرت كينيدي جونيور، وصف الفلورايد بأنه "نفايات صناعية"، وقال في نوفمبر من العام الماضي، إنه مرتبط بالتهاب المفاصل وكسور العظام وسرطان العظام وفقدان الذكاء وأمراض الغدة الدرقية واضطرابات النمو العصبي.

الفلورايد على شكل أقراص بالفم

وقال وزير الصحة والخدمات الإنسانية، وهو محامٍ سابق متخصص في قضايا البيئة، في مايو الماضي إن إنهاء استخدام الفلورايد الذى يؤخذ على شكل أقراص بالفم في الولايات المتحدة كان "أمراً متأخراً للغاية"، لقد جعل إنهاء استخدام الفلورايد حجر الزاوية في أجندته "جعل أمريكا صحية مرة أخرى".

وقال الدكتور مارتي ماكاري، مفوض هيئة الأغذية والأدوية الأمريكية، في بيان أصدرته الوكالة اليوم: "إن هناك طرق أفضل لحماية أسنان الأطفال من تناول الفلورايد غير المعتمد، والذي أصبح معروفًا الآن أنه يغير ميكروبيوم الأمعاء، و من المعروف إن الميكروبيوم له أهمية أساسية لصحة الطفل ونموه.

وكشفت الوكالة في مايو من هذا العام أنها بدأت عملية حظر أقراص الفلورايد الموصوفة للأطفال، وسوف تكشف عن قرارها في أكتوبر، إن إصدار اليوم هو تحديث لهذه العملية، ويأتي بعد أن أمضت الوكالة أشهرًا في جمع وتقييم الدراسات العلمية والتواصل مع الآباء والأطباء والمدافعين وغيرهم من أصحاب المصلحة، لقد تم استخدام الفلورايد القابل للابتلاع في الولايات المتحدة لعقود من الزمن، على الرغم من أنه من غير الواضح عدد الأطفال الذين يستخدمونه، ويقول أطباء الأسنان، إنه يجب على كل شخص أن ينظف أسنانه مرتين في اليوم على الأقل، ويفضل في الصباح والمساء، لإزالة البلاك والبكتيريا التي يمكن أن تؤدي إلى تسوس الأسنان وأمراض اللثة، لكن التقديرات تشير إلى أن حوالي 30% من الأميركيين لا يفعلون ذلك، مما يزيد من خطر إصابتهم بمضاعفات الأسنان ورائحة الفم الكريهة.

وقال أطباء الأسنان في السابق، أنه من الأفضل تعزيز عملية تنظيف الأسنان منذ الصغر حتى تصبح عادة تنتقل إلى مرحلة البلوغ.