المهندس أحمد حسين.. المصرى الذى أنقذ رمسيس الثانى من التقطيع

د. هيثم الحاج علي
د. هيثم الحاج علي
د. هيثم الحاج علي

حتى عام 2004 كان تمثال رمسيس الثاني يعاني من وقوفه في زحام ميدان محطة مصر، مستنشقا العوادم والأتربة ومحبوسا بين الكباري التي ملأت الميدان، حتى بدأت بعض نقوشه في الاختفاء بفعل العوامل الجوية والتلوث، مع تأثره بالاهتزازات الناجمة عن حركة القطارات ومترو الأنفاق، ففكر وزير الثقافة وقتها فاروق حسني في أن يكون هذا التمثال تحديدا هو أول قطعة أثرية يتم نقلها إلى المتحف الكبير الذي بدأ العمل حينها في وضع أساساته.

وأسند دراسة هذه العملية إلى المهندس إبراهيم محلب الذي كان وقتها يرأس مجلس إدارة شركة المقاولين العرب، وبدوره قام بسؤال بيوت الخبرة الألمانية التي أشارت بأن التمثال لكي يتم نقله يجب تقطيعه ثم نقل القطع ثم بناؤه مرة أخرى كما تم من قبل مع معبد فيلة وأبو سمبل، وكان الرأي الآخر هو أن يتم نقله نائما كما حدث عند نقله من ميت رهينة، وهذا الرأي فيه تجاهل لوضعية اكتشاف التمثال للمرة الأولى، وهو ما سهل نقله بهذه الطريقة.

في هذا الوقت كان التمثال قد بدأ يعاني من ظهور بعض الشقوق الخفية بسبب ظروف الجو مما يجعل في الأمر مخاطرة كبيرة، فكان أن أسند المهندس محلب دراسة احتماليات المخاطر الناجمة عن نقل التمثال إلى أحد الأساتذة في هندسة عين شمس، طالبا منه تحديد المخاطر التي قد يتسبب فيها نقل التمثال.

حينها بدأ المهندس د أحمد محمد حسين في دراسة هذه المخاطر مع دراسة طرق النقل الممكنة، تلك الدراسة التي أسفرت عن قراره بنقل التمثال واقفا ليتحول الشكل الجنائزي إلى موكب لواحد من أهم ملوك مصر، وهو الأمر الذي استغرق حوالي سنة ونصف من الدراسة لم يفكر فيها هذا الرجل في أي شيء سوى تمثال رمسيس، لدرجة أن أسرته كانت تتندر بأنه قد تبنى رمسيس.

كان النقل قد تم في أغسطس من عام 2006 بسلاسة شديدة على الرغم من تعقيد الفكرة وبساطتها، بالصورة التي جعلت من كل المتابعين والصحفيين الأجانب يتابعون الحدث ليروا كيف سيسقط التمثال – على حد تعبيره - لكن جين البناء المصري الذي تجلى في المهندس أحمد حسين قد قام بعمله على الوجه الأكمل وجعل رمسيس الثاني يستقر في مكانه الجديد ليكون درة المتحف الكبير، وللمرة الأولى في تاريخه منذ اكتشافه في أواخر القرن التاسع عشر يوضع في السياق المناسب له باعتباره واحدا من أهم المنحوتات المصرية القديمة.

أتمنى أن نتذكر الآن المهندس أحمد حسين الذي أنقذ رمسيس الثاني من التقطيع أو اتخاذ وضعية الموتى، والذي سمح له وللعالم بالإطلال على واحد من رموز عظمة مصر وتاريخها، وجعل من نقله حدثا فريدا.

Google News تابع آخر أخبار اليوم السابع على Google News

Trending Plus

اليوم السابع Trending

الأكثر قراءة

مواعيد مباريات منتخب مصر فى بطولة أمم أفريقيا

باريس سان جيرمان بالقوة الضاربة أمام فلامنجو فى نهائى كأس القارات

حالة الطقس.. سحب ممطرة على السواحل الشمالية الشرقية وأمطار متفاوتة الشدة

الرئيس السيسي يرحب بتوقيع اتفاق الدوحة للسلام بين الكونغو وتحالف نهر الكونغو

رئيس الوزراء: سنناقش إنهاء إجراءات تحويل الدعم العينى إلى نقدى الأسبوع المقبل


إصدار عملة تذكارية ذهبية وفضية بمناسبة 150 عاما على إنشاء هيئة قضايا الدولة

مجلس الوزراء يوافق على 14 قرارا خلال اجتماعه اليوم.. تعرف عليها

طليقة مصطفى أبو سريع تحتفظ بصورهما بعد انفصالهما رسميًا

BBC: محمد صلاح يحظى بدعم جماهيرى ورسمى غير مسبوق بعد أزمة ليفربول

بعد مصرع نيفين مندور.. حوادث مأساوية أنهت حياة فنانين بعيدا عن الكاميرا


شرط محمد صلاح للبقاء مع ليفربول بعد أزمة سلوت

الأهلى يتلقى عروضا سلوفينية وروسية لرحيل جراديشار

صور أثار حريق شقة الفنانة نيفين مندور بالإسكندرية

الزمالك يكشف تطورات شكوى زيزو فى اتحاد الكرة

حالة الطقس.. الأرصاد تكشف خرائط الأمطار خلال الساعات المقبلة

ننشر جداول امتحانات الفصل الدراسى الأول للنقل والشهادتين الابتدائية والإعدادية الأزهرية

نيفين مندور.. عاشت حياة مليئة بالأزمات ورحلت فى نهاية مأساوية

مواعيد مباريات اليوم.. باريس سان جيرمان مع فلامنجو ومان سيتي ضد برينتفورد

جار نيفين مندور يكشف تفاصيل مصرعها فى حريق منزلها بالإسكندرية

مصرع الفنانة نيفين مندور بطلة فيلم اللى بالى بالك فى حريق بمنزلها

لا يفوتك


المزيد من Trending Plus
Youm7 Applcation Icons
اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع هواوى