ثعلب الماء العملاق يعود للظهور فى الأرجنتين بعد 40 عاما من اختفائه.. صور

في حدث بيئي نادر وصفه العلماء بأنه إشارة أمل لكوكب يختنق بالانقراض أعلنت مؤسسة ريوايلدينج الأرجنتين عن إعادة اكتشاف ثعلب الماء العملاق أو القدّ المائي، وهو أكبر حيوان ثديي مفترس في أنهار أمريكا اللاتينية، بعد أن اعتُقد أنه انقرض منذ أكثر من أربعة عقود، وفقا لصحيفة لا كرونيستا.

وأشارت الصحيفة إلى أنه تم العثور على عائلة من ثعلب الماء العملاق، فى شمال الأرجنتين بمقاطعة كورينتس ، وهو أول ظهور موثق لهذا الحيوان منذ عام 1986 ، حيث أنه منذ ذلك الوقت أكد العلماء أن هذا الحيوان أصبح منقرضا،  ويُعد هذا المشروع أول برنامج عالمي ناجح لإعادة هذه الأنواع إلى موطنها الأصلي الذي اختفت منه تمامًا.

من هو هذا ثعلب الماء العملاق؟

تُعرف هذه الكائنات علميًا باسم (Pteronura brasiliensis)، وتُلقّب بـ"ذئب النهر"، أو ثعلب الماء العملاق ، وهي أكبر أنواع القوارض شبه المائية في العالم، إذ يتجاوز طولها 1.8 متر ووزنها 30 كيلوجرامًا، ويتميز بفراء كثيف بني داكن مع بقعة فاتحة في العنق، وتعيش في مجموعات منظمة تضم من 5 إلى 10 أفراد، تتعاون في الصيد وتربية الصغار.
وتُعد المفترس المائي الأعلى في منظومة الأنهار والأراضي الرطبة، إذ يعتمد غذاؤها على الأسماك بنسبة تقارب 90%، مما يساهم في توازن البيئة المائية ومنع هيمنة أنواع معينة من الأسماك على غيرها.

رحلة العودة إلى البرية

ووفقا لرئيس المؤسسة الأرجنتينية ، سيابستيان دى مارتينو ، إن عودة ثعلب الماء العملاق إلى إيبيرا تعيد الحياة إلى النظام البيئي بأكمله. لقد استعدنا توازنًا طبيعياً غاب منذ نصف قرن، وقد تم نقل الأنثى من حديقة حيوان مدريد، بينما جاء الذكر من حديقة حيوان جيفسكود في الدنمارك. أما الصغيران فقد وُلدا في إيبيرا عام 2024، ليصبحا أول جيل يولد في موطن طبيعي بالأرجنتين منذ أكثر من أربعين عامًا.

 

تاريخ من الانقراض والنجاة

كانت هذه الحيوانات قد تعرّضت خلال خمسينيات وستينيات القرن الماضي لحملات صيد واسعة بسبب قيمة فرائها الكثيف، ما أدى إلى تراجع أعدادها حتى حافة الانقراض. كما ساهم تلوث المياه وفقدان الموائل الطبيعية والصيد الجائر في انقراضها محليًا.

تصريحات رسمية وأمل بالمستقبل

أشاد جوستافو فالديس، حاكم مقاطعة كورينتس، بهذه الخطوة قائلاً:عودة ثعلب الماء العملاق ليست فقط إنجازًا بيئيًا، بل أيضًا فرصة لتنمية السياحة البيئية وخلق فرص عمل جديدة للسكان المحليين."
إعادة ظهور هذا الحيوان الأسطوري الذي كان يُعتقد أنه انقرض إلى الأبد تذكّر العالم بأن الطبيعة قادرة على التعافي إذا ما مُنحت الفرصة. وبينما يواصل العلماء مراقبة العائلة الجديدة في موطنها الأصلي، يترقب محبو الحياة البرية في العالم أول لقطات مصوّرة لتلك الكائنات المدهشة وهي تصطاد وتربي صغارها مجددًا في أنهار أمريكا الجنوبية.