مختصون: القراءة تنمى الخيال والشاشات تُربك التركيز

خلال الندوة بمعرض الشارقة للكتاب
خلال الندوة بمعرض الشارقة للكتاب
رسالة الشارقة أحمد منصور

أكد مختصون أن القراءة تظل وسيلة أساسية لتغذية خيال الطفل وتنمية مهاراته الذهنية والعاطفية، فى وقت باتت فيه الشاشات تسيطر على اهتمام الأجيال الجديدة بما تحمله من محتوى سريع ومثير يحدّ من قدرة الأطفال على التركيز ويضعف تفاعلهم مع القصص والكتب، وشددوا على ضرورة إعادة التوازن إلى حياة الطفل بين الكتاب والتقنيات الحديثة، من خلال الوعى الأسرى بطرق تشجيعه على القراءة وتقديم المحتوى المناسب الذى يثير اهتمامه ويحفزه على الاكتشاف.

جاء ذلك خلال جلسة بعنوان "بين الكتاب والشاشات.. كيف نعيد للطفولة توازنها؟"، ضمن فعاليات الدورة الـ44 من معرض الشارقة الدولي للكتاب 2025، بمشاركة الكاتبة والناشرة نور عرب، وطبيب الأطفال والمهتم بالذكاء الاصطناعى الدكتور معاوية العليوى، حيث ناقش المتحدثان تأثير المحتوى الرقمى فى سلوك الأطفال، ودور الأسرة وصناعة النشر فى استعادة الكتاب مكانته فى حياة الجيل الجديد.

تنويع أساليب عرض الكُتب

أكدت نور عرب أن الاهتمام بالكتاب لم يتراجع رغم انتشار الوسائط الحديثة، موضحة أن الكتاب الإلكتروني والكتب الصوتية ليست بديلًا عن القراءة الورقية، لكنها وسائل مختلفة لعرض المعرفة، مشيرة إلى أن الأجيال تتغير وتتطلب من الكتاب والناشرين تنويع الأساليب التي يُقدَّم بها الكتاب للطفل حتى يحافظ على جاذبيته أمام الإغراءات الرقمية.

وقالت من واجبنا ككتاب وناشرين أن نفهم هذا الجيل ونتعرف إلى متطلباته، وعلى الأهالى أن يمتلكوا الوعى الكافى لتشجيع أبنائهم على القراءة، فالمشكلة ليست فى الطفل، بل فى الطريقة التى نعرض بها الكتاب.

وأضافت أن القراءة لا تقتصر على المهارة اللغوية، بل هى حالة وجدانية يعيشها الطفل مع القصة والخيال، موضحة أن فقدان الشغف هو السبب الحقيقى وراء عزوف الأطفال عن القراءة.

وأوضحت عرب أن المقارنة بين الكتاب والشاشة غير منصفة، لأن الكتاب تجربة مختلفة تمامًا، فهو يحرك الخيال وينمّى الإبداع ويمنح الطفل حالة من الهدوء النفسى قبل النوم، ويعزز التواصل العاطفى بين الأم وطفلها، مشددة على أن لا شىء يمكن أن يحل محل تلك التجربة. وأكدت أن اهتمام الطفل بالقراءة يرتبط بجودة المحتوى لا بعدد الصفحات، وأن خلق بيئة محفزة في المنزل والمدرسة أساسي لترسيخ علاقة الطفل بالكتب، مشيرة إلى ضرورة أن تكون زيارات الأطفال للمعارض مصحوبة بخطط واضحة تزرع فيهم شغف اقتناء الكتب وقراءتها.

وتابعت، يجب أن نبتكر وسائل جديدة لإقناع الأطفال بأهمية الكتاب في حياتهم، فالمنافسة اليوم مع الشاشات ليست سهلة، لكن يمكن تحويل القراءة إلى متعة من خلال الحوار والمشاركة والتفاعل.

وأضافت أن مستقبل الكتاب يسير نحو التفاعل، قائلة: بعد عشر سنوات أعتقد أننا سنرى مجالًا أوسع للكتب التفاعلية التي تمزج بين الورق والتقنية، لكنني أؤمن بأهمية الحفاظ على الملمس الورقي، فهو يمنح الطفل إحساسًا حقيقيًا بالقرب من القصة.

 

تأثير الشاشات والقراءة على الدماغ

من جانبه، تحدث الدكتور معاوية العليوي عن التأثيرات العلمية للشاشات على دماغ الطفل، موضحًا أن مشاهدة المقاطع الملوّنة والسريعة تؤدي إلى إفراز هرمون الدوبامين الذي يمنح الطفل شعورًا مؤقتًا بالسعادة، لكنه بمرور الوقت يقلل قدرته على التركيز والتخيل.

وقال، كلما زاد تعرض الطفل للمحتوى السريع، قل اهتمامه بالنشاطات الطويلة، لأن دماغه يعتاد البحث عن المتعة اللحظية.

وأشار العليوي إلى أن القراءة تُعيد تدريب الدماغ على الصبر والانتباه، وتغذي الخيال بعمق أكبر، موضحًا حين يقرأ الطفل، هو لا يستهلك محتوى جاهزًا، بل يشارك في بناء الصورة داخل ذهنه، ولهذا تنمو قدرته على الإبداع.

وأضاف أن الجيل الحالي يتمتع بذكاء وسرعة حفظ ملحوظة، لكنه يعاني من الملل السريع، ما يستدعي البحث عن وسائل جديدة لجذبه إلى عالم الكتاب، مثل توظيف الألعاب والقصص التفاعلية والمناقشات الممتعة حول ما يقرأه.

وكشف العليوي عن وجود أساليب طبية حديثة تساعد الأطفال على التركيز في القراءة، منها طريقة "5 في 5 في 5"، التي تقوم على قراءة الطفل لخمس دقائق ثم أخذ استراحة لخمس دقائق والعودة للقراءة خمس دقائق أخرى مع تلخيص ما فهمه، وهي طريقة فعّالة تربط بين التدريب الذهني والمتعة.

كما أشار إلى ظهور ما يعرف بـ"الكتاب الذكي" الذي يتغير محتواه وفق عمر الطفل، ويمكن أن يطرح عليه الأسئلة ويتيح له تغيير نهاية القصة، موضحًا أن هذا النوع من الكتب سيشهد انتشارًا أكبر في المستقبل مع تطور تقنيات الذكاء الاصطناعي، لأنه يجمع بين متعة الورق وتفاعل الشاشة.

واختتمت الجلسة بالتأكيد بأن التحدي اليوم لا يكمن في إبعاد الأطفال عن الشاشات، بل في تعليمهم كيف يوازنون بين العالمين، وأن مسؤولية الأسرة والمعلمين والناشرين تتكامل لترسيخ علاقة صحية ومتجددة بين الطفل والكتاب، باعتباره مصدرًا أصيلاً للخيال والمعرفة والنمو الإنساني.

Google News تابع آخر أخبار اليوم السابع على Google News

Trending Plus

الأكثر قراءة

مانشستر سيتى يكتسح كريستال بالاس بثلاثية بمشاركة شرفية لمرموش.. فيديو

أحمد الأحمد المسلم بطل اليوم في أستراليا بعد تصديه للهجوم الإرهابى.. فيديو

نتيجة كلية الشرطة كاملة لعام 2025/ 2026 ثانوية عامة ومتخصصين.. فيديو

كل ما تريد معرفته عن قتل وإصابة 42 شخصا بهجوم استهدف عيد حانوكا بأستراليا

مادورو يثير الجدل بإعلان بدء عام 2026 في فنزويلا ويطلق معركة إعلامية


زوجة ضحية الدفاع عن منزله فى كفر الشيخ: "سكبوا البنزين على جسمه وولعوا فيه"

تقارير إخبارية تكشف اسم الشخص منتزع السلاح من منفذ هجوم سيدنى.. من هو؟

ضبط المتهمين بإشعال النيران فى شخص أمام زوجته وإصابته بحروق خطيرة.. صور

الطقس غدا.. انخفاض بالحرارة وأمطار وشبورة والصغري بالقاهرة 13 درجة

نتيجة كلية الشرطة 2026 كاملة لجميع التخصصات.. بالأرقام


تقارير: غياب مرموش ضربة قوية للسيتي ومصر ثاني المرشحين لحصد أمم أفريقيا

موعد مباراة الأهلي وفيروفيارو الموزمبيقي بنهائى بطولة أفريقيا لسيدات السلة

بدء إبلاغ المقبولين بكلية الشرطة بنتائج القبول للعام الدراسى الجديد

مستشار الرئيس للصحة يوصى بالبقاء بالمنزل عند الشعور بأعراض الأنفلونزا "A"H1N1

سعد الصغير ينتقد غياب المطربين عن عزاء أحمد صلاح: مهنتنا مناظر أمام الكاميرات

5 آلاف إثيوبي ملزمون بمغادرة أمريكا خلال 60 يوما.. ما السبب؟

قبول 1550 طالبًا من خريجي الحقوق بأكاديمية الشرطة

وزير الداخلية يعتمد نتيجة قبول دفعة جديدة بأكاديمية الشرطة

اعرف الرابط الرسمى للاستعلام عن نتائج اختبارات كلية الشرطة

إخطار المقبولين بكلية الشرطة للعام الدراسي الجديد هاتفيًا وبرسائل نصية

لا يفوتك


المزيد من Trending Plus
Youm7 Applcation Icons
اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع هواوى