مراهق يقفز إلى الثراء.. تفاصيل الرواية الفائزة بجائزة البوكر 2025
حقق الكاتب المجرى ديفيد شالاي جائزة البوكر مان بوكر عن رواية "flesh" أو "لحم" وهو إنجازه الأكبر في عالم الأدب منذ بداياته التي شملت روايات مثل البريء عام 2009 والربيع عام 2011.
أحداث الرواية
تبدأ هذه الرواية ببطلها، استفان، وهو مراهق خجول يعيش في مشروع إسكان مجري قبل صعوده من الفقر إلى الحياة الزوجية بين أصحاب الدخل المرتفع في أوروبا، ثم تدهوره الاقتصادي بعد ذلك حيث تشهد حياته منعطفات عديدة بين هذه المراحل.
الرواية رواية بطل أوحد وفيها يعيش استفان، البالغ من العمر خمسة عشر عامًا، مع والدته في مُجمّع سكني هادئ في المجر كونه جديدًا على المدينة وخجولًا، لا يُجيد طقوس المدرسة الاجتماعية، وسرعان ما يُصبح معزولا مع جارته وهي امرأة متزوجة تُقارب سن والدته كرفيقته الوحيدة وهي نقطة تحول رئيسة في الرواية حيث تمثل هذه العلاقة نقطة تحول في حياة استفان إذ أنها على الأقل تنقله من خانة المراهق عديم التجربة إلى المراهق ذي التجربة.
ومع تحول هذه اللقاءات بين استفان والمرأة إلى علاقة سرية، تخرج حياة استفان عن السيطرة فبعد سنوات، ومع ترقيه في الرتب العسكرية وصولًا إلى دوائر النخبة من أثرياء لندن، يشق طريقه في دوامة المال والسلطة في القرن الحادي والعشرين، ممزقًا بين الحب والألفة والمكانة الاجتماعية والثروة، وتهدد ثروته الجديدة بتدميره تمامًا.
الجانب غير المألوف في هذه الرواية هو كيف يُصوّر الكاتب استفان طوال الوقت وعلى الرغم من صعوده على أنه لا يزال "فظًّا" رغم ارتقائه إلى عالم الأثرياء فهو شخصٌ ما زال عالقًا في مرحلة المراهقة، عاجزًا عن التفاعل الكامل مع الآخرين، لتكون العلاقات الجسدية هي الفرصة الوحيدة التي يُمكنه من خلالها التواصل الحقيقي مع الناس كما أنه يحتفظ بـ"رغبة في العنف" ويشعر بأنه "مشارك سلبي في أحداث حياته مُقيّدٌ إلى حدٍّ كبيرٍ بما لا يُطاق بسبب صدماتها وعادةً ما يتصرف استفان بناءً على غريزته أولاً، ثم يُفكّر في أفعاله لاحقًا.
في رواية الجسد يضع المؤلف ديفيد شالاي ثقل إنسان على جسده وهو استفان الذى يمثل جسده مركز الثقل الإنساني الوحيد في حياته وهي زاوية جديدة لم يتطرق إليها الكثير من الكتاب من قبل غير أنه يبرع في تصوير تلك الحالة التي تحيل إنسانا إلى جسد.
نبذة عن الكاتب ديفيد شالاي
وُلد شالاي في مونتريال عام 1974 لأم كندية وأب مجري ثم انتقلت عائلته إلى بيروت واضطروا لمغادرة لبنان بعد اندلاع الحرب الأهلية اللبنانية ثم انتقلوا إلى لندن، حيث التحق بمدرسة ساسكس هاوس ودرس شالاي في جامعة أكسفورد وبعد تخرجه، عمل في وظائف مختلفة في مجال المبيعات في لندن وانتقل بعد ذلك إلى بروكسل، ثم إلى بيكس في المجر لتحقيق طموحه في أن يصبح كاتبًا.
Trending Plus